[review]الثلاثاء 24-11-2009
بأسلوب لبق ومهني و”متكتك”، وعلى طريقة الفعاليات الرسمية والثقافية .. استفاد المنتحر الأخير ”أسامة” من تجارب زملائه السابقين في هذا المجال.. حيث قام بزيارة مباني الصحف والسؤال عن أسماء وأرقام الصحفيين المهتمين بشؤون ”الانتحار” ثم أعطاهم رقمه الخاص داعيا الجميع الحضور الى مكان ”انتحاره”في اليوم المعلن..كما سأل قبل انصرافه عن أرقام محطات التلفزة المحلية والمهتمين بهذا الشأن ليقوم بتوجيه دعوات رسمية اليهم، لا لشيء وإنما من باب ”الواجب” لا أكثر..
***
فعلا أنه ”منتحر” عصري..لا يريد أن يقفز عن برج اتصال، او بناية شاهقة، أو جسر مشاة، هكذا”ع السكيت”..والنتيجة ماذا؟ خبر في ذيل الصفحة السادسة من المحليات ”انتحار شاب” أو ”التعرف على هوية”.. والأسوأ من كل ذلك اذا توقفت نتيجة الانتحار على ..مجرد كسر في الرجل! أو إزاحة سخيفة لفقرة أو فقرتين بالعمود الفقري..كيف سيرد على لوم أصدقائه والمقربين ”اخص عليك.. منتحر وحالتك حاله..وبس كسر بالحوض”؟…
***
”المنتحر الموديل” واثناء خروجه من مبنى الصحيفة قد يصادف الحوار التالي ..
* الرجل- (خير شايفك مستعجل)؟ * المنتحر:- والله عقبال عند اولادك بدي ”انتحر” ومدووش براسي 100شغلة..
* الرجل: يا سيدي بالتوفيق..
* المنتحر: سايق عليك الله تيجي انت والمدام والاولاد بكره…
***
صبيحة يوم الانتحار، نقرأ اعلانا مدفوع الثمن هذا نصه : (تحت رعاية معالي وزيرة التنمية الاجتماعية ، يتشرف السيد فلان الفلاني بدعوتكم لحضور حفل انتحاره تحت عنوان ”مش لاقي شغل”..وذلك عن برج كذا..في تمام الساعة الخامسة من مساء اليوم الموافق الثلاثاء 24-11-,2009. والدعوة عامة، يرجى الحضور قبل ربع ساعة).
بالمقابل في مكان الانتحار : ستكون هناك طاولات مغطاة بشراشف بيضاء، عليها صواني ”البيتي فور” و”المعمول” والمعجنات..وأكثر من موظف يقف خلف سخان القهوة والشاي..بينما يقوم أقارب وأصدقاء ”المنتحر” بالترحيب ومجاملة الضيوف الكرام والاطمئنان على مستوى الضيافة..بينما يقزدر المنتحر بكامل قيافته امام الضيوف..وقد يواجهه البعض باللوم التالي (معقول ما ندري غير من الجريدة)؟!!…فيرد ”حقكو على راسي..بس والله كرتكو بالسيارة وما عرفت أوصله”…
***
غطيني يا ”جينيفر لوبيز” ما فيش فايدة…
ahmedalzoubi@hotmail.com
أحمد حسن الزعبي
