الغنم الأمريكي! / عبد الله سمارة الزعبي

الغنم الأمريكي!
بناء على قصة الأغنام الدارجة وامتعاض الناس منها..
يروى أن أحد مواطني دولنا العربية ذهب إلى الولايات المتحدة فتقطعت به السبل حتى بلغ به الأمر أن جلس يأكل من النجيل الذي في الشارع المجاور للبيت الأبيض في واشنطن..

في الأثناء كان جورج بوش الأب في اجتماع مع بعض كبار المسؤولين الأميركيين فرمق الرجل من إحدى النوافذ ، فاستشاط غضباً وأمر بجلبه..

تحرك الحرس على عجل وجلبوا الرجل إلى مجلس الرئيس الأمريكي فبادره الأخير بالسؤال عن الدافع وراء فعلته..

فأجابه الرجل بأنه قدم للولايات المتحدة من أجل العمل إلا أن السبل تقطعت به ولم يجد ما يقتات عليه إلا هذه الحشائش!

مقالات ذات صلة

دهش الرئيس الأمريكي وذرفت عيونه على الرجل وأمر بصرف مبلغ مالي كبير كمساعدة عاجلة وتأمينه بتذكرة سفر إلى بلاده..

وصل الرجل إلى بلاده ومعه مبلغ مالي يكفيه حتى يشيخ، فأولم لأقاربه كعادة العائد من السفر ضمن تقاليد تلك البلاد..

قدم أقاربه يهرعون، وسأل سائل منهم عن سر ثروته السريعة، فقص عليه القصص..

تناجى رجلان: إذا كان ابن الرومية قد رق لحال ابن عمنا فأكرم وفادته، وأجزل له العطاء، وأغدق عليه النعم، فكيف بحاكم بلادنا المؤمن الطاهر!

أجمعوا أمرهم ليُبيتنّ حاكمهم فيأكلون غداة ليلتهم من نجيل قصره..

تنفس الصبح واقتربت الشمس من البزوغ فإندفع أحد الرجلين للقصر وبقي الآخر يبصر به عن جنب..

نظر حاكم تلك البلاد من نافذة مخدعه على حين غفلة فإذا برجل يأكل من حشائش القصر فانتفض من فراشه غاضباً وأمر بجلبه فأحضره الحرس وأقيم بحضرة الملك، فسأله عن جنسيته، وعن السبب الذي دفعه لفعلته تلك!

أجابه الرجل -وفرائصه ترتعد- بأنه من إحدى قرى بلاد الحاكم ، وقد تقطعت به السبل وضاقت به الأحوال حتى اضطر لما رآه الحاكم بعينه..

تدامع الحاكم على حاله، وأمر بقرطاس وقلم ثم صدّر كتابا وغلفه وسلمه للرجل..

خرج الرجل من القصر فرحاً وتلقاه ابن عمه بالأحضان على عجل، وآليا أن لا يفتحا الكتاب المغلف إلا بعد أن يولما ويجمعا أقاربهما كما فعل قريبهما..

وهكذا كان، وفتح المغلف وتلي على مسمع الجميع..

نحن حاكم البلاد أصدرنا أمرنا بما هو آت: يسمح لحامل هذا الكتاب بالرعي في جميع أنحاء البلاد ..

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى