” بالمنطق من يستطيع ان يواجه صفقة القرن ” ! / نور الدويري

كتبت _ نور الدويري

من الواضح ان السياسية الأمريكية حولت رأيها الكامن الى واضح، واتخذت تدابيرها السياسية والاقتصادية كالعادة لتمكين اسرائيل من التمدد واعلانها دولة عاصمتها القدس .

ومن المؤكد ان الوقوف امام امريكا لن يكون سهلا بل من غير الممكن فرض ارائنا السياسية كعرب بشكل عام واردنيين بشكل خاص امام وحش الفيتو، والوقوف بقوة لنقول لا لصفقة القرن ، ذلك ان التصفية العربية الاخيرة كانت درسا قاسيا للشعوب وقادتهم.

فاختراق العراق و ابادة سوريا و القبض على مصر و ضرب ليبيا و التمكن من التدخل في الشؤون العربية الاقليمة كانت واضحه .

مقالات ذات صلة

ان القادة العرب وعلى راسهم جلالة الملك عبدالله الثاني يحتاجون ما هو اعظم من البيانات و تجيش جيوش عربية لازالت في برعمها امام وحش الفيتو وعمالقة الصهاينة .

فمهما تمكنا من قدرة عسكرية وسياسية كجمع عربي غير متحد بسبب التفرقة السياسية والاقتصادية وتضارب المصالح الذي لايزال موجودا وبقوة يأخذ حصة الاسد من تعكير صفو القومية العربية .

الاردن ومليكنا على وجه الخصوص بحاجة لشعب متمكن الوعي ، صلب الراي والقرار ، اصلاحي بحت رافضا لصفقة القرن ، غير مكتفٍ بمسيرة لمئة شخص او بوستات ومقالات ترمى هنا وهناك ، ذلك لان التهديدات الامريكية التي يواجهها الوطن العربي باسره والأردن العظيم اضحت كالشمس فلم تعد ظنونناو نقاشاتنا التوقعية التي نتلوها بيننا فنجان قهوة ساخن نتجرعه بهدوء .

فرغم الصراع الداخلي المرهق و الاوضاع الاقتصادية المقلقة لازلنا نستطيع فعل شيء بل اشياءً .

لابد ان اصرار امريكا على تثبيت صفقة القرن والاعلان لها لم يأتِ بقرار هائج لترامب بل جاء بعد التاكد من اشاعة الفوضى و تثبيت سلطتها كغال قوي على أعناق دول النزاع و دول الجوار القلق وعلى راسهم الأردن .

الا اننا لا زلنا نملك ورقه رابحه فتصريحات الملك جاءت ترجو الشارع بحزم لتدرك واجب الاردن ليقف بجانبه .

لذا فاننا نحتاج خلق راي عام مثقف و واعٍ مضمونه الرفض التام فبضعة ملايين من التغريدات والبوستات لاتعد راياً عاماً مقابل مئات الملايين العربية التي تملك حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي او تملك سلطة استثمارية او اعلامية هنا او هناك .

اي اننا نحتاج خطة لتشكيل راي عام تعتمد ثلاثة محاور رئيسية

اولا : تأسيس مواقع التواصل الاجتماعي بتاسيس حركة تفاعلية من قبل المؤثرين والنشطاء كي تضغط لنشر رافض يكتسح مواقع التواصل الاجتماعي بل أيضا يترجم للغات مختلفه ويطلق بتنظيم ليجتاح مواقع التواصل كاملة.

ثانيا : على القنوات الفضائية والإعلامية بكل صيغها تبني وقفة حازمة لتخصيص صفحات ترفض صفقة القرن بنشر مقالات ودراسات و تحليلات، وتركز باستمرار على اخبار الشارع الرافض وعلى تصريحات مسؤولين وكتاب لهم تاثير حاد ونشر صور عسكرية باستمرار.

ثالثا : الاعلان عن جمعة الغضب وبالتنسيق مع الاحزاب و الجمعيات و النقابات والضغط على كل قادتهم للخروج الى الشارع.

ايها القراء والقارئات

ان الانهزام امام صفقة القرن ، والاكتفاء بالشجب والاستنكار وكيل من الشتائم وتشكيل اراء منساقه كما حدث في خبر العشاء الكاذب.

فعلينا ان ندرك ان هناك غرفا مغلقة تعلن ولائها لصفقة القرن فشئنا ام ابينا لابد ان يكون هناك من يرون قبول صفقة القرن تهدئة لعاصفة لا نستطيع تجاوزها.

وعليه فإن تشكيل رأيٍ عام كحركة تُجمع على الرفض التام وبقوة سيضمن (دوشة) حول وحش الفيتو و عمالقة الصهاينة ويدحر تقدمهم نحونا ، و دون تشكيل ذلك الراي المدعوم بالقادة لن نتمكن من هزيمة صفقة القرن .

وانا لها لغالبون ….

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى