و يبقى الحال كما هو عليه / محمد بخاري

و يبقى الحال كما هو عليه ،،،

كان هناك شخص يُدعى احمد يملك منزلاً في بناية يملُكها شخص ارعن اسْمُه فتحي،، لسنوات طوال عانى احمد من تسلّط فتحي و قوانينه على بعض سكان البنايه ،،، لم يكن ل احمد اي نوع من الحريّة داخل المنزل الذي يقطن فيه مع عائلته المكوّنه من أربعة أبناء ( ثلاث بنات و طفل صغير ) ..

قوانين فتحي على الكثير من السكّان كانت صارمه ، الخروج والدخول بمواعيد محدده مع قلة الحركه و تقليل عدد الزائرين و عدم الاخطلات بسكان البنايات المجاورة ،، بالاضافة الى منع صوت التلفزيون و الموسيقى و اي نوع من الانفتاح لدرجة منعه السكان من تركيب لواقط الدش و الاكتفاء بمشاهدة قناة او اثنتان مع التلفزيون الرسمي للدوله.. هو انعدام تام للحريّه المطلقه داخل منزل تعيش فيه و انت جزء منه ،،،

و يبقى الحال كما هو عليه الى ان أخذ احمد القرار بالتمرّد على الواقع و يطالب بحقوقه كامله كساكن رسمي في هذا المنزل او كأي ساكن آخر في اي بناية اخرى ينعم بشيء بسيط من الحريّة و الخصوصية ،،،

مقالات ذات صلة

و بالفعل، بدأ احمد بالمطالبه بحقوقه كساكن مما جعل فتحي يستثير غضباً ،،، و عند تأكده من المطالَب قام فتحي بإقتحام الشُّقَّة و اعتدى على احمد و عائلته بالضرب المبرح ،،، و لكن احمد لم يستسلم مما دفع فتحي الى اقتحام منزل احمد كل يوم و ضربه مع عائلته على أمل بان يتراجع احمد عن موقفه ،،،

و يبقى الحال كما هو عليه الى ان يقرر احمد بإرسال أولاده للعيش في منازل اخوته خوفاً من تكرار الاعتداء عليهم من قِبل فتحي ،،، ودّع احمد ابنائه الاربعه على أمل ان يكون هناك حل للخروج من أزمته قريباً،،، و لقلّة الحلول ذهب احمد لطلب ألمساعده من اخوته للتخلص من ورطة فتحي و بطشه عليه و على عائلته ،،،

و بالفعل ، لم يتوانى اخوة احمد عن مساعدته فبعضهم يملك من المال الكثير و البعض الاخر يملك من الشأن اكثر ،،، لكن كان مقدار مساعدة اخوة احمد له مقداراً ماديّاً فقط بحيث لا يشتركون معه بالدفاع عن نفسه و كف اذى فتحي عنه و عن عائلته ،،، فقالوا له ” إلجأ للقضاء و نحن سوف نتكفّل بكامل الأتعاب ”

و يبقى الحال كما هو عليه الى ان اصبح احمد شبه منهار من ‏اعتداءات فتحي المتكرره ،، فقال اخوة احمد له ” : خذ من المال و العتاد ما شئت ، اطلب و تمنّى ،،، بناتك و طفلك الصغير سيعيشون بأمان معنا ،،لا خوفٌ عليهم ،، و لك انت أيضاً من الحب و الاحترام الالهي لشخصك و انت أكبرنا ،،، و حتّى إن كان مصيرك الموت سيكون لك جنازة أسطورية تُسمع أصدائها في جميع أنحاء الارض و حتى في الكواكب الاخرى ،،، و سيكون لك تابوتاً من الذهب الخالص و كفن من حرير و سيقوم بتغسيلك و تكفينك أشهر المشايخ و الشخصيات العامَّة ،، و سيكون لك ضريحٌ واسع يليق بإسمك و شخصك الكريم ،، لكن ،،،ان يأتي احدنا و يدخل معك الشقة للدفاع عنك من اعتداءات فتحي فهذا امر مستحيل و هذا ليس من شأننا ،،،

لم يكترث احمد لهذه الصدمة الأخوية ،، فقرر المُضي في الدفاع عن حقوقه رغم تكتُّل جيران آخرين مع فتحي ضده ،،، و عندما لاحظ فتحي ضعف موقف احمد من اخوته قرر الاجهاز عليه ليكون عبره لجميع السكان ممن تسوّل لهم أنفسهم بالمطالبه بنفس الحقوق في العمارة ،،، و في احد أيام الصراع اليومي المعتاد قام فتحي بإستدراج احمد خارج المنزل و قتله و الاستيلاء على منزله وسط فرحه من سكان آخرين لم يساندوا احمد بحقوقه منذ البدايه ،،، و هنا جاء دور اخوة احمد بالجنازة الأسطورية التملُّقية لإكرامه كميّت ،، مع الذهاب بين الحين و الاخر لكبير المنطقة و القضاء لمتابعة الشكوى ضد فتحي و لكن لا حياة لمن تُنادي ،،،

رحل احمد ،،، و بقي اخوتهُ ينتظرون دورهم على أمل ان يحصلوا على جنائز أسطورية عندما يحصل لهم ما حصل لأخوهم احمد ،،، أمّا فتحي ،،، فقد كبر و مازال يكبر لسكوت السكان عن قوانينه ،، و لا زالت لعنة دماء احمد تطارده في كل مكان ،،، و بنات احمد و طفله ما يزالون ينتظرون حلّاً إلهيّاً على أمل ان يعودوا الى منزلهم في يوم من الايام ،،

و يبقى الحال كما هو عليه ،،، قصة احمد هي ملخص للقضية السورية و تعامل الاشقاء العرب معها ،،،

الشخصيات
أحمد : سوريا
فتحي : النظام السوري
اخوة احمد : الدول العربية
أبناء احمد : اللاجئين
القضاء : المجتمع الدولي

اظهر المزيد

تعليق واحد

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى