هيئة النزاهة ومكافحة الفساد ديكور للديمقراطية / مروان الدرايسة

هيئة النزاهة ومكافحة الفساد ديكور للديمقراطية
أنشئت هذه الهيئة في عام 2006م وقد كان من ضمن أهداف إنشاءها التحري عن الفساد بكل أشكاله والكشف عن المخالفات والتجاوزات وجمع الأدلة والمعلومات الخاصة بذلك ومباشرة التحقيقات والسير بالإجراءات الإدارية والقانونية اللازمة لذلك وكذلك ملاحقة كل من يرتكب أي من أفعال الفساد وحجز أمواله المنقولة وغير المنقولة .
نأتي الآن الى الأهداف التي أنشئت هذه الهيئة من أجلها فهل قامت بواجباتها على أكمل وجه لتطبيق هذه الأهداف ؟ أين هي قضايا الفساد التي تم الكشف عنها وتمت إحالتها الى القضاء؟ وهل تم ملاحقة أي فاسد وحجز أمواله منذ سنين خلت ؟ إن هذه الهيئة للأسف هي مجرد ديكور لتجميل الصورة القاتمة لسوء الأحوال في بلدنا الجريح ,هذا البلد الذي يئن بسبب نهب مقدراته من ثلة من الفاسدين يعيثون به خرابا ولا يجدون من يردعهم ويحاسبهم ,إنها منزوعة الصلاحيات مكتوفة الأيدي عاجزة عن فعل أي شيء,بل إنها بحاجة الى العون لأنها تحتضر في قسم الإنعاش ال (ICU),و بدلا من أن تعين هذا الشعب المكلوم المجروح بالواقع المرير الذي وصل اليه الفساد في أردننا العزيز على قلب كل فرد من أفراده أصبحت عبئاً عليه ,والشيء الذي يدمي القلوب هو التصريح الذي أدلى به عطوفة رئيس هذه الهيئة قبل عدة شهوروأفاد إقتباس(أن هناك حاجة ماسة من منظور مكافحة الفساد الى مراجعة التشريعات الوطنية لأن جزء منها يسمح بوجود ثغرات يستغلها أصحاب النفوس المريضة في الفساد وهذا العمل طويل الأمد ويحتاج الى 10 سنوات مقبلةوأضاف بأن الهيئة تحتاج الى تطوير آليات عملها مدة تقارب 18 شهرا يمكن من خلالها إحتواء الفساد) إنتهى الإقتباس .
ماهذا التصريح الخرافي الفريد من نوعه الذي لم يسبقكم اليه أحد؟!!! , نستخلص من تصريح عطوفتكم بأن الفساد في الأردن يحتاج الى عشر سنوات من مراجعة التشريعات وسنة ونصف لتطوير آليات عملكم إذن يكون المجموع الكلي إحدى عشرة سنة ونصف السنة للقضاء على الفساد ,هل نحن بحاجة الى كل هذه المدة لأغلاق باب الفساد في الأردن؟ والله لو أنكم تراجعون جميع كتب الأدب العربي التي صدرت منذ الزمن الغابر ولغاية زمننا هذا لما أحتجتم الى كل هذه المدة إلا اذا كان هذا الطالب الذي يراجعها يعاني من إنسداد فكري مستفحل تصعب معالجته ,فمراجعة التشريعات لا يعني إختبار مركبة فضاء قبل إنطلاقها نحو الفضاء وتطوير آليات عمل هيئتكم ليس بالضرورة أن يكون يشابه تطوير نظام الدفاع الصاروخي !!!.
ختاما أقول ما دام الضمير معطل وغا ئب عن المسؤول وصاحب القرار سيبقى الفاسدون وابناءهم ينهبون ويسلبون ميزانية الدولة بلا رحمة وشفقة سيبقون يشربون أنخابهم ويحتفلون بإنتصاراتهم على جثث أبناء هذا الوطن الذين لا حول لهم ولا قوة يقول الكاتب بلال فوراني:

أوطاننا كلها مقابر ,,, والمؤمن صار فيها كافر , والصوت ضل طريق الحناجر ,, نحن لا نعيش أزمة ضمير يا سادة لأننا في الأصل ..لم نعد نملك ضمائر !!!

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى