هل يقبل حكامنا أن تستأصل بيضتنا ؟ / د. محمود الحموري

هل يقبل حكامنا أن تستأصل بيضتنا ؟

نجد المؤرخين يقسمون العرب أحيانًا إلى طبقتين : عرب عاربة ، وعرب مستعربة …
وظل الرواة العرب يتوارثون هذا التقسيم كلما بحثوا في تأريخهم قبل وبعد الإسلام، لكن ولاة أمر العالم الجديد وباحثيهم يقولون؛
أن أول دولار قد طبع عام ١٧٧٨م وكي يحكم هذا الدولار كان بحاجة لثورة؛ فكانت الثورة الفرنسية عام ١٧٧٩م، الثورة غيرت كل شيء، ومع انتصارها انتهى العالم الذي كان محكوما بالأديان والمثيولوجيا طيلة ٥٠٠٠ سنة، بدأ بعدها نظام عالمي جديد يحكمه المال والإعلام. عالم لا مكان فيه للأديان ولا للقيم، حيث يقول الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أنا عينة من حكام النظام العالمي الجديد، أدير اكبر مؤسسات القمار والفسق في العالم، انتخبت ديمقراطيا وأصبحت رئيس أقوى دولة في عالم اليوم الذي يحكم التجمعات والكيانات البشرية عندما انتهت سلطة الكنيسة وفصل الدين عن السياسة، وجعل العلمانية تسقط المسيحية كما أسقطت الخلافة الإسلامية العثمانية وحتى الديانة اليهودية اسقطناها عندما ورطناها معنا بالنظام العالمي الجديد. ويقول السيد ترامب كذلك عليكم أن تفهموا أنه لا مكان للأديان في عالم اليوم بعد كل هذه الفوضى التي تعم العالم من أقصاه إلى أقصاه، وعليكم أن تتوقعوا مقتل عشرات الملايين ونحن غير آسفين، نحن لم نعد نملك المشاعر والأحاسيس، بعد أن حولنا عملنا إلى ما يشبه السيستم أي الآله.
نحن سنقتل الكثير من العرب والمسلمين ونأخذ أموالهم وبترولهم. العرب كاذبون يخونوننا بعد أن خان بعضهم بعضا وهناك إشاعة قوية عند العرب تقول، بأن أمريكا تدفع مليارات الدولارات لإسرائيل، والحقيقة أنهم يعطون الأموال لنا، وبمعرفة بعض قادتهم نعطيها لاسرائيل، لكن العرب أغبياء، يتقاتلون دينيا، مع أن دينهم واحد ولغتهم واحدة … ومنطق هذا العصر يبرر عدم وجودهم، لذلك تسمعوني اقول بأن عليهم أن يدفعوا. وعليهم أن يفهموا معادلة “لكي تبقى الاقوى عليك أن تضعف الجميع. ويقول ترامب انا اعترف انه فيما مضى، كنا نقلب الأنظمة وندمر الدول تحت مسميات الديمقراطية، لأن همنا كان أن نثبت أننا شرطة العالم، أما اليوم فالقول هو أن أمريكا قد تحولت من شرطة إلى شركة، والشركات تبيع لمن يدفع أكثر وتشتري ممن يطلب الأقل. ويأخذ الرئيس الدليل والمثل على السعودية في حرب اليمن، التي أنفقت عليها مليارات الدولارات وأكثر من تكلفة عاصفة الصحراء، ويستدرك الرئيس القول مع هذا السعوديون طلبوا حمايتنا، ولا أعلم أين الشعوب وأين النخب؟ ولا اريد ان اعرف لكني اعرف ان الشركات تبيع السلاح ومصانعنا تصنع المزيد ولا يعنيني من يموت أو يقتل في تلك المنطقة، وهذا الأمر ينطبق على الجميع، فأنا سأكمل مشروعي السيطرة على النفط لديهم لأنه من خلال السيطرة عليه تكتمل السيطرة على أوروبا. كما أنه لا يوجد شعوب حرة في المنطقة، لذلك لن نسمح لقوة إقليمية بالوقوف بوجه سيطرتنا على المنطقة، وتلك القوى فرضنا عليها أقسى العقوبات التي ستوصلنا إلى حرب ضروس في المنطقة التي لن يربح بها الا النظام العالمي الجديد وسنبيع ونستخدم كل ما توصلنا اليه على كافة الصعد التكنولوجية والاقتصادية … وعندها ستنقرض العرب العاربة والمستعربة …

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى