هل نتخلص من سطوة ” نظرية النُخبة ” ؟!!

ونحن على اعتاب المئوية الثانية للدولة الأردنية…هل نتخلص من سطوة ” نظرية النُخبة ” ؟!!

د. أحمد زياد أبوغنيمة

مع تزايد الحديث من اعلى رموز الدولة وادواتها البرلمانية والسياسية والإعلامية عن ” الإصلاح السياسي “؛ تبرز الحالة مّلحة للبحث في جدوى استمرار سيطرة ” نظرية النُخبة ” على المشهد الاردني بكافة تجلياته السياسية والبرلمانية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والإعلامية، هذه النظرية التي سيطرت سيطرة تامة على المشهد الاردني منذ عقود. وإذا اردنا توضيح المفهوم ، فقد جاء في تعريف ” نظرية النُخبة ” انها ” الطبقة الحاكمة بشكل مباشر وهي التي تتمتع بالنفوذ السياسي والقوة السياسية وتتمتع بمزايا اجتماعية رفيعة بناء على مركزها السياسي المتميز في المجتمع وهي التي تسير وتوجه الطبقة المحكومة وتخضعها لتوجيهاتها وقيادتها بطريقة تبدو بمظهرها شرعية وفي جوهرها قسرية أو تعسفية”.وبحسب ” نظرية النُخبة ” يُقسّم الشعب الى قسمين هما:- مجموعة صغيرة وهي النخبة، التي تمتلك مصادر القوة السياسية والأقتصادية والأجتماعية، وتحدد القيم وفق معايير خاصة تستخدمها لتسخير العامة من الشعب لخدمة مصالحها.- مجموعة كبيرة وتمثل عامة الشعب أو الأغلبية وهي الطبقة المحكومة من قبل النخبة والمحرومة من الأمساك بمصادر القوة السياسية.اما مميزات “النُخبة” التي تسيطر على المشهد الاردني منذ عقود، فهي: – قليلة العدد.- تتمتع بمكانة اجتماعية مرموقة، تمسك بمصادر القوة السياسية، تتوارث المواقع والمناصب الحكومية ، وقادرة على صنع القرارات وتوجيه الناس الى القيم الأجتماعية التي تؤمن بها والتي قد تكون في بعض الاوقات تتعارض مع قيم ومعتقدات المجتمع الاردني المحافظ، وعادة يشغَل عناصرها ومؤيدوها المناصب الهامة في الدولة.* انواع النخب السياسية في الاردن:من خلال دراسة التاريخ السياسي للدولة الاردنية، فقد مر علينا في الاردن، نوعان من النُخب:- النوع الأول هو النُخبة السياسية؛ وعادة ما يشغلون المناصب الحكومية المهمة ويسيطرون على مقاليد السلطة الشرعية، ومن خلالها يسعون لتحقيق مآربهم ومصالحهم الخاصة ورؤيتهم الاجتماعية ونظرياتهم الإقتصادية.- النوع الثاني هو النُخبة العامة غير السياسية ( جماعات الضغط )، وهذا النوع لا يتمتع بمناصب حكومية، وانما يعمل على دعم النوع الأول وتبني قرارات ووجهات نظر النخب السياسية بل والتأثير عليها، وفي العادة تكون هذه المجموعة غير ظاهرة للعيان وغير معلنة للشعب، ولكنها متفاعلة ومؤثرة في القرارات السياسية من خلال تقديم المساعدات المالية وامتلاكها لرؤوس الأموال، وبهذا تكون احدى الدعامات الأساسية للحكم.* اما عملية “دوران النخبة” او ” تدوير النُخبة ” ؛ التي يمكن تقسيمها إلى نوعين شهدناهما في الاردن على مدى عقود، فهي تتضمن:- دوران داخلي يتم من خلال قدرة النخبة على امتصاص الأفكار والأشخاص من خارج النخبة ( استقطاب رموز من المعارضة ) وإدخالهم في إطارها حتى لا يتجمع ما يمكن أن يكون نخبة مضادة،- الدوران الخارجي، ويحدث عندما تفشل النخبة في تحقيق الدوران الداخلي من خلال امتصاص الأفكار والأشخاص من خارج النخبة فيتم استبدال نخبة أخرى بها وتزول هذه النخبة وتحل محلها أخرى.وبعد؛ هل نشهد في المئوية الثانية للدولة الأردنية انعطافة حقيقية نحو تفعيل دور الشعب في ممارسة دوره في الحُكم من خلال تفعيل مبدأ ” الامة مصدر السلطات “، ام ستستمر ” نظرية النُخبة” في السيطرة على المشهد العام الاردني لعقود قادمة ؟؟!!

مقالات ذات صلة
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى