مَات الوطَنُ في قَلبِي بعدكَ يا “وصـّــــفِي التـّـل” / د.فداء العبادي

مَات الوطَنُ في قَلبِي بعدكَ يا “وصـّــــفِي التـّـل”
د.فداء العبادي

عَبثاً نُحاوِل إحّياءَ الوَطَنية في قُلوبِنا بَعْدك يَا وصّفي , عَبثاً نُحاول أن نَكُون كَمَا كُنتَ : ضَحِّية مَوقِفُك الصّلب ضِّد الشِعارات التي مَلأت العَالم العَربِي بآِلَة الإعِلام النَاصِرية مِن بَيروُت للقاهِرة للأفكار الفِدائــية .. “قتلوك” يَا وصّفِي.

الحَقيقَة يَا وصفي أنّهم جَميعا قَتَلة, كَمَا وصفَهم “نذير رشيد ” مُديرُ المُخابَرات حِينئذ حَرفياً بِما يَلي في مُذكراتِه: ” كانت دائرة المخابرات العامة تعلم أن هنالك محاولة جادة لإغتياله,وتعرف اسماء القتلة تماماً,وكان معروف أيضا أن حكومة الرئيس أنور السادات لن تقدم له أو تؤمنه بحماية مناسبة! بل أنها ربما ستساعد القتلة على تنفيذ مخططهم كما حصل فعلا ” اقتباس حرفي .

قَتلوكَ لِيقتلوا فِينا الحَيَاة ,إغتَالُوكَ بالطَريقِة المَافَياويِة ,هُوَاة يُطلِقونَ النَّار بِعلانيةٍ بَينَما القَاتِلٌ الحقيقِي قنّاصٌ حَاذق “طلقَة واحِدة في مَقتَل ” .
أنا يا “وصفي” أتعَبتني الوطَنية وحُبّ الوطَن بعد موتِك,ولم أجنِي سِوى التهَميش لتِنهض على أكّتافنا طَبقَة “كُبمرادورِية” في وطني .
وطني الذي لا أحَمِل منه سِوى رقمَاً وطَنيِا لا يُغنِي ولا يُسمِن مِن جوعِ.

مقالات ذات صلة

وطني الذي سَرقوا فيه رغِيفنا وأعطُونا منه كِسرة .
وطني الذي أنّزفُه وينزِفني ,أخذو فيه أملِي وحُلُمِي .
حّسرةٌ في قلبِي , أنَاشِدكَ الله فِيها يا “وصّفي” : دَعْ المَوت وتَعال لَملِم حُطَام الوطن في داخِلي .
أنا يَا “وصّفي ” لا أرَاهِن على نفَاذ الخُبزِ والماءِ والوقُودِ ,بل أُراهِن على نفَاذ صّبري .

كَيف بالله يَا وصفِي, نتغنَى بأناشيدٍ وطنية ونّكتُب بأقلاَم وطَنيّة ودفَاتر وطنية ,ونفتخِر بصناعَاتٍ وطنية وأحَزابٍ وطنية وأحَذيَّة وطنية وشّحاطَات وطَنية , ثم كما قَال “المَاغّوط”ولَيس عندنا وطن .

هذا الوطـّــن بعدك يا وصّفي سيَقوُدُني الى حـّــتفِي ,لم يَترك ألمَآ إلا وقَادنِي إلية ,ولا شَارعا ورصِيفاً إلا وأبكَاني عَليه .
قُمْ يا وصّفي :فَلم يَعُد هذا الوطّن يَّكفيِني .

قم يا وصفي :فهذا الوطن البَتّول , جَارف كالطُوفان تُحاصِرني فيه الأوجَاع الضَرِيبيّة مِن كُلِ الجَوانِب ,والدَائِنون فوقِي وتحتِي , وتنقطِعُ فيه الكهّرباء والمَاء عن بيتي, ويتعطّل هاتفي, وتتحّطم نظارتِي وأفقد أقساط ُجامِعَتي ولا أجِد وظِيفتي,فكَيف لي أن أُسمّيه ِ”وطناً فضيلاً” يا وصّفِي .
أوسِع لِي جَانِبُكَ يَا وصّفِي ” فَلْم يَعـُــد هَذا الوَطّن يَكفِينِي ” .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى