كروت و نقوط / المحامي حاتم الشوبكي

كروت و نقوط

أبو ريم زلمة غانم.. دائم الحضور .. حريص على المشاركة في جميع المناسبات و الفعاليات الإجتماعية …
كان هذا اليوم بالنسبة له يوماً حافلاَ بالمناسبات و المجاملات .. و الروحات و الجيات .. و الدبكات و الرقصات ..
فقد شارك في جاهة و حفلة نجاح و زيارة مريض و كان معزوماَ على عرسين .. واحد في صالة و الثاني عرس عرب ..
طبعاً مجموع ما أنفقه هذا اليوم إجتماعياً ستين نيرة ..
شو بده يسوي .. كل واحد يعمل بأصله و يقدم قيمته !!!
نسيت أحكيلكم .. أبو ريم رئيس قسم في دائرة حكومية .. بقدح ٤٨٣ دينار شهرياً …
صاحبنا روح على البيت مهدود حيله .. عندما فتح الباب تراكضت بناته نحوه .. الأولى تقبله .. و الثانية تحضنه .. و الثالثة تشده من يده بقوة .. و طبعاَ أم ريم في مقدمة المستقبلات …
بعد طول ترحيب و تهلي من الجميع .. تمدد صاحبنا على الجنبية مرتدياً ثوبه النص كم .. و عيون بناته ترقبه بدقة .. و عندما أنهى كاسة الشاي بنعنع و بدأ بفصفصة بزر العين شمس ..  خاطبته ريم بكلمات مصفطة .. و تكتيك تم تدريبها عليه ..
بابا .. حبيبي و روحي بدي أطلب منك طلب يا أحلى أب في الدنيا …
أيوه يابا شو في؟؟ ..
العطلة خلصت و ما طلعنا .. و صاحباتنا كلهن راحن على العقبة و على المولات و المطاعم .. يا بابا خذنا  بكره على أي مطعم .. الله يسعدك .. الله يطول عمرك .. الله يوفقك …
و بعد طول نقاش و بهادل و تعذر أبو ريم بأنه مشغول و ملتزم بعدة مناسبات و ولائم .. وافق على الطلعة .. لكن بشرط أن يكون مطعم شاورما و أن تكون الطلعة (صد .. رد) و بدون طلبات إضافية و جانبية …
في اليوم التالي ذهب أبو ريم و عائلته الكريمة إلى أحد مطاعم الشاورما المغمورة .. و طلب أربع وجبات شاورما عادي  – فهو لا يحب الأكل الجاهز – و أقنع البنات بالمضار الصحية للمشروبات الغازية و المياه المعدنية و السلطات المكشوفة و المقبلات البايتة .. لكنه طلب من عامل المطعم أن يكثر من المايونيز و المخللات و البطاطا فجميعها مجانية …
و بعد أن قامت عائلة الوجيه أبو ريم بمسح جميع الصحون و تصورت البنات العشرات من صور السلفي – حتى مع المكتات – دفع أبو ريم ثمانية دنانير على مضض بعد أن قرأ الفاتورة و راجعها خمس مرات …
قام أبو ريم بإيصال عائلته بسرعة إلى البيت .. و السبب وجود كرتين* على تابلو السيارة .. طبعاً مشوار العودة إلى البيت تخلله عدة موشحات و رشة مسبات كان محورها الرئيسي يختصر في جملة واحدة .. ” أول و آخر مرة بتقولوا بدنا نروح على مطعم … مصاريف ما إلها داعي .. ماله أكل البيت ” …
إنتهت طشة البنات و عدن و أمهن إلى البيت سالمات غانمات .. فقد أنزلهن أبو ريم و السيارة ماشية عند راس الدخلة بأول الحارة .. و غادر أبو ريم المكان بتهور كي يتسنى له ممارسة هواياته الإجتماعية الإلزامية …
*( كرتين = عرسين = نقوطين = ٤٠ دينار )
#لا_تنسى_كرت_أبوريم

اظهر المزيد

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى