هل سنشهد تحركاً امريكياً في سوريا!!!
د. كمال الزغول
اختراق شبكات ادارة الترسانة النووية الامريكية حسب ما طرأ وأُعلن، حتماً سيؤدي الى سياسة خارجية مختلفة للولايات المتحدة الأمريكية في عدة ملفات في الشرق الأوسط، فإذا كانت روسيا من فعلت ذلك، فسيؤثر على تواجدها في الشرق الاوسط ،وادارة بايدن لن تكون كإدارة اوباما السابقة،فلقد استهدف
الهجوم السيبراني ٤٠ مؤسسة حول العالم من بينها مؤسسات في الولايات المتحدة الأمريكية ،كندا ،المكسيك،اسرائيل ،بلجيكا، اسبانيا،الامارات ، بريطانيا، حيث ركز في الولايات المتحدة الامريكية على شركة SolarWinds المتخصصة في ادارة نظم المعلومات والسوفت ويير، وعلى وزارة التجارة والطاقة ، المهم ليس هنا ، المهم أنه لا يمكن معرفة المعلومات المسروقة وما الاشياء المستهدفة بسرعة، حيث تحتاج الى ٣ شهور لمعرفة ذلك مما يؤدي الى الاحتراز السياسي في مناطق تواجد الروس في العالم.
الهجوم السيبراني ضد الولايات المتحدة الامريكية قد يُغير في سياسة امريكا في العالم، وبشكل خاص قد يجدد اهداف امريكا المنتقاه في المناطق التي يسيطر عليها الروس في سوريا،وقد يُجدد تدخل اسرائيل ضد اهداف ايرانية في سوريا ولبنان،لأن الموضوع ليس بالسهل على الإطلاق بالنسبة للولايات المتحدة الأمريكية طالما لم يتم معرفة حجم الاختراق وحجم المعلومات التي سُرقت.
روسيا تحسبا لأي سياسة امريكية جديدة ،واستغلالاً للفترة المتبقية لإدارة ترامب ،أبرمت اتفاقا غير معلن بينها وبين ايران ،وذلك بإنشاء نقاط روسية على حدود العراق-سوريا في منطقة البوكمال واستلمت هذه النقاط من مليشيات تابعة لايران مثل حركة النجباء ،وحزب الله العراقي ،وحركة الأبدال، وهذه الطريق ترتبط بالطريق المؤدية الى دمشق لتحقيق عدة اهداف،من بينها ارضاء إسرائيل والتقليص من قصفها للمليشيات الايرانية ،والتمهيد لارضية اتفاق نووي عند استلام بايدن لإدارته، وكسب ورقة سياسية لصالح الروس على الأرض السورية.
في المحصلة ،يبدو أن ترامب لا يخسر فقط في البيت الابيض، بل يخسر في ملف الشرق الاوسط وخاصة في سوريا والعراق ، ويبقى السؤال هنا : هل سيتحرك فريق الأمن القومي الامريكي تحت قيادة ترامب لصياغة اعادة انتشار للقوات في سوريا والعراق خاصة بعد الهجوم السيبراني الآخير؟ خاصة وأن بايدن نفسه يظهر اكثر تشددا في الرد على هذا الهجوم أكثر من ترامب نفسه!!
الدكتور كمال الزغول-كاتب وباحث
Alzghoul_kamal@yahoo.com
