هل تمتلك صفات ومهارات القيادي الناجح أم انت مجرد مدير؟

هل تمتلك صفات ومهارات #القيادي_الناجح أم انت مجرد مدير؟

الأستاذ الدكتور منصور حسين المطارنه


#القيادة هي صفة مرتبطة بالتقدّم وعنوان للتميّز، فالقائد هو شخص يتمتّع برؤية بعيدة المدى ويركّز إهتمامه على الأهداف والأمور الاستراتيجية. لكن هنالك خلط عند الكثير بين كلمتي #القائد والمدير، معتقدين أن الكلمتين مترادفتان، لذا لابدّ ان نميّز بين المدير والقائد، حيث تعلمنا بأنّه ليس كل مدير قائد . فالمدير الناجح هو الذي يدير نشاطات مجال عمله كمؤسسة او منظمة او مديرية او جامعة او وزارة …الخ، بفاعلية ويعمل على تنفيذ أعمالها من خلال إدارة وتوجيه الأعمال والنشاطات الجارية بحكم الوظيفة والسلطة الممنوحة له. والقائد هو شخص ذو رؤية شموليّة يمتلك قدرة على الإدارة واستثمار الفرص ووضع حلول للتحديات وتغيير اسلوب ومسار العمل بما يتماشى مع التطورات والظروف المختلفة واستثمار طاقات فريق العمل.
يستطيع الجميع استعراض ومقارنة بين المدير والقائد والمراجع والشواهد كثيرة، فالمتصفّح في المراجع المختلفة للبحث في صفاتيهما يجد الكثير من الصفات والمهارات التي أورد ملخّصها والتي تتمثّل بالتالي: القيادة بالفطرة – الإلهام – التكيّف – الصدق – الصبر – التواضع – العدل – الإبداع – الإبتكار – معرفة الذات – الثقة بالنفس – الالتزام – سرعة البديهة والفراسة – تطوير الذات – تقبّل النقد – فاعليّة مهارات التواصل – إحترام الاخرين – يرفع المعنويّة والهمم – داعم ومعزّز للنجاح – تعزيز روح الفريق. لكن أنا هنا بهذا المقال المقتضب، سأركّز وافصّل بإيجاز بعض الصفات الشموليّة للقائد التي يجب ان يتحلّى بها حتى يصبح قائدا ناجحا ومبدعا ومميّزا، وهي كالتالي:
 القدرة على تحصيل المعلومات: الإلمام بالمعارف العامة سواء بمعرفة السياسات والتنبؤات والحصول على المعلومات السياسيّة والبيئيّة والقانونيّة….الخ. وعنده فكرة عن مقومات ونقاط الضعف بمكان العمل. وان يكون عنده قدرة ومعرفة ماليّة.
 القدرة على تحليل المعلومات وعلى التنبؤ بالتغيرات المستقبليّة: يجب ان يمتلك القدرة على التحليل والإستنباط، والأهم ايضا معرفة بالتكنولوجيا وأدواتها والتقنيات الحديثة. وهنا تظهر معالم القيادة التي تمتلك مهارات الإبداع والإبتكار والريادة.
 القدرة والجرأة على إتخاذ القرار: حيث أنّه هو المطّلع على حيثيات كل شيء يتعلق بالقرار، لذا عليه عدم ترحيل القرارات المفصّلية الى قيادات قادمة وان ينهي مدة عمله بدون ان يتحمّل القائد قرار مفصلي قد يكون فيه نسبة خطر، لكن إتخاذ القرار الصائب دائما يعتمد على ما تمّ إعداده حول الموضوع من دراسات وتحرّي وأخذ تغذيّة راجعة. وايضا يجب ان لا نغفل عن أهميّة التشاركيّة بإتخاذ القرار والدافعيّة نحو تحقيق الأهداف.
 ان يمتلك حضور وهالة وكريزما: وهي صفات أساسيّة للنجاح والتميّز بحيث يقنع الآخرين بقراراته، ويكون له أثر ايجابي بصورة عامّة لقناعة من حوله بقدرته وتميّزه.
 نهج الجودة يجب ان يكون متأصّلا بالقائد: يجب ان يكون هنالك ايمان بأهمية تحقيق مفهوم ضمان الجودة والعمل على نشر ثقافة الجودة وترسيخها حتى يكون هنالك تميّز في إدارة الجودة الشاملة، وأن نضمن مبدأ الاستمراريّة والاستدامة.
 تفعيل مجالس الحاكميّة: يجب إعطاء وتفعيل المركزية في إتخاذ القرارات، وهذا يتأتى عندما يتم تعيين الأكفياء اصحاب الخبرة والمعرفة كل في مجال عمله وإختصاصه.
 تحقيق العدالة والمساواة: وهي سر النجاح وذلك لأنّ توزيع العمل والمكافآت والترقيات طبقا لمعايير معلنة مسبقا وضمن تنافس شريف وشفّاف، وتجنّب الأهواء والصداقات والإعتبارات الأخرى تحقّق الإنتماء والسعي من الجميع لرفعة وتقدم وتميّز المؤسسة ايّا كانت.
ختاما، أقول بأنّ الميدان الإداري فيه الأكفياء والقيادات الطموحة التي تحتاج الى فرصة للتغيير والتطوير والتميّز والإبداع والريادة. فكل الموفقيّة لكل مؤسّسات الوطن للرفعة والتقدّم من خلال البحث عن هولاء القادة الحقيقين في هذه المؤسسات ليتولّوا زمام القيادة، فمتى وجد القائد الناجح، تحققت الأهداف والطموحات، وكان النجاح والتقدّم والتميّز هو النتيجة الحتمية.

الأستاذ الدكتور منصور حسين المطارنه
الجامعة الأردنية

مقالات ذات صلة

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى