الاعلام الخارجي الماهية والاهمية / د . حسن العنانزة

الاعلام الخارجي الماهية والاهمية

يشير الواقع المعاش لمدى ارتباط الاعلام بواقع حياة الدول وتطلعاتها وخاصة في ضل تعاضم دور الثورة المعلوماتية والتكنولوجية وما وفرته من سهولة انتقال الافكار واختراقها للحدود الجغرافية في ضل ما سمي سابقا بالعولمة او النظام العالمي الجديد مما حدى بالدول الى ايلاء الاهمية البالغة للاعلام وما يلعبه على الصعدين الداخلي والخارجي من نقل وتبادل للافكار والمعلومات وما يفرزه من اثر على الصعيدين المحلي الاقليمي والدولي العالمي وخاصة في ضل تنامي صراعات الامم والشعوب وتنامي دور المنظمات الحقوقية الموجهة والارهابية الهدامة على حد سواء وما وفرته العولمة بألياتها واجهزتها من سهولة الاتصال والتواصل بين افراد المنظمات ذوي الافكار الهدامة المسمومة والذين هم في الاصل ادوات لتنفيذ اجندة دولية هدفها اطماع في الدول المستهدفة وبالتحديد دول العالم السني وعلى رأسها مرتكز القرار الاسلامي السني ممثلة ببلاد الحرمين لما لها من اهمية زمانية ومكانية في نفوس المسلمين السنة بشكل خاص والطوائف الاسلامية الاخرى منها بشكل عام لكونها مهبط الوحي ومهد الرسالة المحمدية صلى الله عليه وسلم فيها يتم اكبر اجتماع انساني ممثلا بمناسك الحج والعمرة على وجه الارض بغاية من الدقة والاعجاز الالهي العظيم حيث مكن الله عز وجل لهذه البلاد رجال هم اسد على الارض التي يحمونها والى السماء يحلقون صقور وعلى رأسهم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز حفضه الله ورعاه .

ان المتتبع للواقع الاعلامي المعاش يرى ان الاعلام بشقيه الداخلي منه عامة والخارجي خاصة قد اضحى يحضى بالاهمية البالغة في المملكة العربية السعودية لما تشكله السلطة الرابعة كما يطلق عليها من مساس مباشر بشتى نواحي الحياة الامنية منها والسياسية والاقتصادية والاجتماعية عبر استثمار وسائل الاتصال والتواصل الاعلامي المرأي منه والمسموع والمكتوب علاوة على ما احدثته مواقع التواصل الاجتماعي من ادوار مؤثر ة على الساحتين المحلية الوطنية والاقليمية الدولية حتا بات ينضر الى قوة الدولة بمدى تأثير وتأثر اعلامها في الرأي العام الداخلي منه والخارجي وهذا ما نجح به الاعلام الخارجي السعودي ايما نجاح من خلال عكس صورة ايجابية عن تطلعات المملكة ممثلة بتطلعات خادم الحرمين الشريفين وفريقه السياسي والامني وبمؤازرة وتأييد شعبي لم يسبق له نضير على الصعيدين الداخلي والخارجي للمملكة اذ اصبح ينضر ابناء المجتمعات الاسلامية عامة والسنية خاصة في جميع انحاء العالم بشكل ايجابي للدور الريادي القيادي السيادي الذي تقوده المملكة وعلى رأسها خادم الحرمين الشريفين للعالمين العربي والاسلامي السني لما يهدد المجتمعات العربية خصوصا والسنية عموما من تهديدات ومخاطر اقتربت من درجة تهديد الوجود ممثلة بالمد الفارسي الصفوي الساساني لولا ان تدارك الله عز وجل هذه الامة بعاصفة الحزم المباركة بقيادة المملكة العربية السعودية وبمؤازرة الاشقاء العرب والمسلمين معها مقتنصين فرصة الخروج من حالة الانبطاح التي شهدها العالم العربي منذ عام 1990م وبعد الغزو العراقي للكويت امام المد الصفوي الساساني في المنطقة حتا بات هذا المد يهدد بلاد الحرمين مهبط الوحي وارض الرسالة المحمدية الخاتمة.

كل ذلك كان نتيجة طبيعية لما تمر به المنطقة خصوصا والعالم عموما من تطورات امنية متسارعة كان هدفها من اعداء الامة وعلى راسهم المجوس الجدد الحد من الدور الريادي والقيادي لمرتكز القرار الاسلامي السني ممثلا بالمملكة العربية السعودية نظاما وحكومة وشعبا مباركا بكافة اطيافه ومكوناته العربية منه والعجمية السنة منه والشيعة العرب سليلي الاصل والذين لم تنطوي عليهم حيل وفتاوى قم بهدف اشعال الفتنة في ارض الحرمين كل ذلك تم وبحمد الله من خلال اليات الاعلام الخارجي واجهزته المتمثلة بكوادره الكفؤة ورجالاته الاوفياء الصدوقين في نقل الخبر ونشر البرامج التوعوية مستهدفين امن الداخل وحيادية الخارج مع التنويه الى قوة المملكة تسلحا وتسليحا وتماسكا اجتماعيا يستحيل معه اختراق هذا الجسد المبارك والذي هيأ الله عز وجل له رجالا اشداء على من عاداهم رحماء على من سالمهم وقدرهم ووالاهم حفاضا على نعمة الامن التي إختص الله عزوجل بها هذه البلاد واهلها وتكفل بحفظها الى قيام الساعة من كل معتد اثيم لقوله تعالى “الذي أطعمهم من جوع وأمنهم من خوف” .

مقالات ذات صلة

مع الاخذ بعين الاعتبار مضمون المحتوى الاعلامي واهميته للقارئ والمشاهد على حد سواء علاوة على مدى مصداقية وقوة الشخص الذي يؤدي هذه الرسالة بمضامينها المختلفة بحيث يستطيع الولوج الى افكار ومشاعر المستقبل ممثلا بالقارئ او المستمع أو المشاهد من خلال قوة الحجة ومتانة البرهان المطروح.

ومن خلال ما تقدم يتضح ان الاعلام الخارجي يحضى بأهمية بالغة نظرا لما يحدثه من اثر في الرأي العام الداخلي منه والخارجي وإن كان الرأي العام الخارجي هو المستهدف من طبيعة الاعلام الخارجي من خلال استثمار كافة الياته واجهزته المرأية منها والمسموعة والمكتوبة لما يمثله من مرأة للدولة المعنية به وخاصة اذا علمنا بأن الاعلام بشكل عام والاعلام الخارجي منه بشكل خاص هو اعلام امني بالدرجة الاولى علاوة على اهتماماته بالجوانب الاخرى الاقتصادية منها والسياسية والاجتماعية الا ان الجانب الامني يبقى حجر الاساس في رسم ونشر وانجاح الجوانب السالفة الذكر لما يوفره الأمن من بيئة امنة ومريحة سواءا في المجال الاقتصادي الكلي المتمثل بإقتصاد المجتمع او الجزئي المتمثل بإقتصاد الفرد السعودي اذ يرمي الى المحافضة على مناخ دائم من الاستقرار والطمأنينة لمواطنيه في الداخل وان كانت الرسائل موجهة الى الخارج ومن هنا برز نوع جديد للاعلام الخارجي والمسمى حديثا بالاعلام الامني حيث يمكن تعريف بأنه (نمط اعلامي هادف يخدم الموضوعات والقضايا الامنية ويهدف الى سيادة الامن في ربوع المجتمع موجها الى الجمهور العام والمتمثل بالمستقبل الخارجي والخاص ممثلا بالمواطن في الداخل كان ام في الخارج ومستخدما مختلف فنون الاعلام من صور ورسوم وغيرها من المؤثرات الاعلامية معتمدا عى المعلومات والحقائق والافكار ذات الصلة بالموضوع المطروح )او هو (نوع من الاعلام المتخصص في الهدف والغاية بغية الحفاض على امن الفرد والمجتمع على حد سواء من خلال توجيهه الى الجمهور بشقيه العام والخاص وذلك للحفاض على امن الوطن والمواطن ومقدراته البشرية ومكتسباته الاقتصادية ) وهذا يقودنا الى القول ان الاعلام الخارجي هوتلك الرسائل الموجهة من داخل الدولة الى خارجها عبر وسائل الاعلام المختلفة او العكس من الخارج الى الداخل بغية التأثير سلبا بالرأي العام الداخلي للدولة المستهدفة .

ومن خلال ما تقدم فإنه يمكن ايجازايجابيات الاعلام الخارجي السعودي من خلال استعراض اهمية الاعلام الخارجي السعودي في عدة نقاط اهمها

اولا : ان الاعلام الخارجي السعودي قد نجح في كينونته مرآة للرأي العام السعودي و العربي والإسلامي السني بإيصال هذا الرأي الى الخارج السعودي موضحا في الوقت ذاته ان هذا الرأي منسجم تماما مع ما يراه صانع القرار الأمني والسياسي والاقتصادي في المملكة ممثلا بتوجيهات خادم الحرمين الشريفين والذي هو رأي الحيط العربي ممثلا بدول الخليج العربي واطراف بلاد الشام ممثلة بالمملكة الاردنية لما تمثله هذه الدول من إمتداد جغرافي طبيعي وديمغرافي سكاني لما هو موجود في بلاد الحرمين الشريفين حيث خادم الحرمين الشريفين جل اهتمامته في رسم ملامح واضحة للسياسة الخارجية السعودية اخذا وتعاطيا مما افرز نوع من الاستقلال الذاتي للفرد والمجتمع السعودي خاصة والمحيط العربي عامة على الصعيدين الدولي من خلال ابراز المواطن السعودي والعربي بغض النضر عن لونه او عرقه او مذهبه مالكا لقراره حرا في إرادته وتوجهاته مستقلا في رأيه وتصرفاته على الصعيدين الداخلي والخارجي مع مد يد العون لكل الاشقاء العرب والمسلمين اينما حلوا وارتحلوا واضعا حدا قاطعا لكل من اراد بالمملكة سوءا وعلى رأس ذلك ما تشهده المنطقة من تسارع للاحداث الامنية وخاصة في اليمن وسوريا وما شكلته من خطر وجودي على ارض الحرمين خاصة وابناء المنطقة عامة بالتوازي مع ما تعيشه المنطقة من تنامي للاحلاف العسكرية والاقتصادية بغية التأثيرسلبا على الرأي العام العربي والاسلامي ممثلا بالمملكة العربية السعودية مرتكز القرار السياسي والأمني للعالمين العربي والاسلامي السني حيث لعبت اجهزة الاعلام الخارجي السعودي دورا بارزا في نشر معالم السياسة الخارجية السعودية من خلال تحليل مضامين خطابات خادم الحرمين الشريفين وايصال ما هو واجب ايصاله منذ توليه مقاليد الحكم رعاه الله بأن العالم الان قد اصبح يتعامل مع فيصل اخر في المملكة العربية السعودية وبفريق فيصل الأول فلا خطوط حمراء للملكة في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بقدر ما هنالك استقلالية مطلقة في اتخاذ القرار من صانع القرار السياسي والامني والاقتصادي في المملكة علاوة على وجوب التعامل مع الدول الصديقة منها والشقيقة على اسسس مرتكزها الإحترام المتبادل لسيادة والدول وتبادل المصالح اما الدول التي اتخذت موقفا سلبيا من المملكة العربية السعودية فقد نجح الإعلام الخارجي من خلال العديد من المحطات بإرسال رسائل واضحة وفاضحة لنوايا مثل هذه الدول ملزما إياها بالتعامل مع المملكة على اساس الندية مع التنويه إلى ان لكل فعل لابد وان يواجه برد فعل اشد حزما من عاصفة الحزم فيما لو تعرض امن المملكة للخطر كل ذلك بتوجيهات من خادم الحرمين الشريفين ووليي عهدده الميمونين بالتوازي مع حرية في الصحافة والاعلام الداخلي سقفها السماء ما دامت منضبطة بمعايير واخلاقيات العمل الصحفي وخاصة الدقة في نقل الخبر وبالتوازي مع الموضوعية والمصداقية المصحوبة باللين الذي اتسمت به السياسة الخارجية السعودية في التعاطي مع القضايا الاقليمية والدولية بغية تنوير المواطن السعودي في الداخل والرأي العام الخارجي في الخارج بمواقف المملكة ومبببرات تصرفاتها تجاه مثل هذه القضايا الراهنة منها والمستجدة مع التنويه الى تاريخ المملكة وعلاقاتها بالدول وخاصة دول الجوار والمحيط الاقليمي بتركيز الاعلام الخارجي على مدى التسامح الذي انتهجته المملكة في تنامي المد الصفوي منذ بدايات الثورة الخمينية في نهايات السبيعينيات من القرن المنصرم وما شكله من تهديد مباشر على امن المنطقة خاصة والمملكة عامة من خلال انتهاجهم تطبيق ما عرف فيما بعد ببرتوكولات حكماء قم والتي وضعت جل همها وأولوياتها هو آلية تدمير أمن بلاد الحرمين وكيفية المساس بأقدس المقدسات الاسلامية في مكة المكرمة والمدينة المنورة بهدف اغتصاب ريادة العالم الإسلامي ممن هيأهم الله عز وجل لريادته ممثلين بالسعوديين نظاما وحكومة وشعبا حيث برز الإعلام الخارجي السعودي بكوادره المميزة بفضح مزاعم الصفوية المجوسية ونشر جرائمهم ومكائدهم وما تسببوا فيه من تقتيل وتخريب وتفجيرات تزعمها اكبر رموز حكمهم السابقون منهم وعلى رأسهم مهدي كروبي مرشح الرئاسة السابق والقائمون عليه الأن وعلى رأسهم آية الله الخامنئ من خلال سموم فتاويه الهدامة الداعية الى الفتنة التي لعن الله من ايقضها

ثانيا : استفادت اجهزة الإعلام الخارجي بآلياتها ومؤسساتها في المملكة العربية السعودية من الثورة المعلوماتية والتكنولوجية وعلى رأسها برمجيات الحاسوب بالتوازي مع إستثمار وحسن توضيف وسائل الاتصال والتواصل الاعلامي الحديث والتي أحدثت نقلة نوعية في فعالية أجهزة الإعلام الخارجي السعودي وخصوصا مع استخدام وتفعيل ما يسمى بالألياف الضوئية والأقمار الصناعية ممثلة بالمحطات الفضائية ذات التأثير المباشر على الرأيين العام العالمي والخاص المحلي لقدرتها على الاختراق والنفوذ الى أكبر عدد ممكن من المشاهدين والمستمعين مع عدم إغفال التكنولوجيا الرقمية وتوضيف هذه الوسائل والاليات بالتوازي مع ثورة الانترنت وهو ما يسمى الان بالاعلام الإلكتروني الذي لعب دورا فعالا من خلال جهاز الاعلام الخارجي في نشر القيم والافكار والإتجاهات والتوجهات التي تتبانها المملكة العربية السعودية وسياسات تعاطيعها مع شتى القضايا الداخلية المحلية منها والاقليمية الدولية مما مكن المشاهد من تكوين صورة متكاملة لرؤيته لملامح السياستين الداخلية والخارجية للملكة العربية السعودية والتي هي انعكاس لتطلعات وتوجهات خادم الحرمين الشريفين وحرصه على كل ما هو مفيد للأمتين العربية والاسلامية حيث برز هذا الدور وبشكل اكثر تأثيرا وأعمق فعالية من خلال انشاء محطات فضائية والتي تزعمت فضح اطماع المد الساساني الصفوي الحديث وما ارتكبه المجوس من جرائم بحق شعوبهم وشعوب المنطقة وعلى رأسها بلدان المشرق العربي وما يكنونه من عداء وحقد دفينين لبلاد الحرمين لا حرصا على هذه البلاد المباركة بقدر ما هو طمع في السيطرة على مرتكز القرار الاسلامي في العالم اجمع .

واضافة الى ما ذكر فقد لعب الاعلام الخارجي السعودي وان كان هذا الدور متأخرا من انشاء مواقع الكترونية هدفها التوعية والتوجيه لشباب الداخل والخارج محذرا هذه الفئة المهمة من المجتمع من خطورة الانخراط في الجماعات الارهابية الهدامة التي تدعي الاسلام وهي منه براء وذلك من خلال تفعيل دور العلماء والخطباء والوعاض في تجويه الشباب المسلم وتحذيرهم من مغبة الإنخراط الهدام بالتوازي مع ما تقوم به اجهزة وكوادر الاعلام الخارجي المرئي منه والمسموع من تفعيل لمثل هذا الدور أملا منها في انشاء جيل صالح همه الوحيد خدمة دينه وفق دستور بلاد الحرمين الشريفين ممثلا بالقران الكريم والسنة والنبوية الشريفة حيث توجهت اجهزة الاعلام الخارجي الى تشجيع الشباب الشباب السعودي بجنسيه الذكور منه والاناث الى إيلاء الاهمية البالغة للعلم والتعلم من خلال الاستفادة من السياسة التنويرية التي انتهجها خادم الحرمين الشريفين منذ كان وليا للعهد ممثلة بتشجيع الابتعاث العلمي الى الخارج بهدف تنمية المورد البشري السعودي والذي يعد من اكفأ الموارد البشرية في منطقة الخليج العربي خاصة والمشرق العربي عامة كل ذلك كان ولا زال طموحات مشروعة هادفة من صاحب عيون حية أدامه الله ورعاه تنظر بعيون المستقبل لكل ما فيه خير البلاد والعباد انقلبت الى واقع معاش بفعل الدعاية والإعلام والتشجيع البناء المقرون بالدعم الرسمي والشعبي لمثل هذه التوجهات المباركة.

وختاما لهذا المطلب انوه الى وجوب الرد على من نادى بأن لاحاجة للإعلام الخارجي والاكتفاء بالإعلام الداخلي لكون الإعلام اليوم اصبح اعلاما دوليا محترما هذا الرأي ومقدرا له ولمن قال به من الباحثين بأن الإعلام الخارجي إعلام متخصص وشتان ما بين الاعلام العمومي والاعلام المتخصص والذي جل همه ووضيفته اعطاء الصورة الايجابية والحقيقية سياسية كانت أم أمنية أم إقتصادية ام اجتماعية عن مواقف المملكة العربية السعودية وتوجهاتها المستقبلية الاقليمية العربية والدولية العالمية اذ ان مثل هذه الجهود لابد وان يقوم بها ويشرف عليها من هم من اهل الاختصاص والخبرة وما اكثرهم في المملكة العربية السعودية المباركة وخاصة في ضل عدم وجود ما يمنع من توفر لامكانيات مادية وبشرية متخصصة وتقنية معلوماتية تتمتع بها المملكة يستحيل ان تجدها في غيرها من الدول وخاصة في ضل مثل هذه الضروف والتي نحن العرب والمسلمون بأمس الحاجة الى من يمثلنا وينقل امالنا وتوجهاتنا للعالم الخارجي بحيث يكون المعبر عن حال الأمة اولى من حباها الله عز وجل بالريادة والسيادة بقيادة خادم الحرمين الشريفين حفضه الله ورعاه والذي أعاد للامتين العربية والاسلامية هيبتها التي سلبت منذ اكثر ست وثلاثون عاما ان لم يكن منذ اغتيال الملك فيصل بن عبد العزيز طيب الله ثراه .

الأمن والتوعية الامنية

ان الأمن مفهوم واسع وشامل ملقى على عاتق اجهزة الإعلام الخارجي من خلال إستثمار كوادره البشرية والتقنية المعلوماتية بالإستعانة بأهل الخبرة والإختصاص وبالعودة الى الأمن ومفهومه فإنه يشمل امن الفرد والمجتمع على حد سواء وكذلك فإنه يعنى بالأمن الاقتصادي والإجتماعي والسياسي للمملكة العربية السعودية وهذا ما ابهر العالم من خلال ما تبناه الإعلام الخارجي بآلياته ومؤسساته من إبراز تدريب الكوادر الأمنية السعودية لمكافحة الجماعات الإرهابية المتطرفة في الوقت الذي كان ينظر العالم إلى المملكة وحيدة أمام هذا المد المنحرف من القيم والأفكار الهدامة ومن خلال ما ابرزه الإعلام الخارجي السعودي من مشاريع جبارة على الصعيد الاقتصادي ممثلة بقطار المشاعر تسهيلا على الحجاج والمعتمرين وانشاء المرافق الضخمة اللازمة والتي تحتاج الى توفير الإمكانيات الاقتصادية الهائلة والتي تمكنت المملكة بفضل توجيهات خادم الحرمين من تخطيها وبمباركة شعبية واسعة في الداخل والخارج مما اكسب المملكة انطباعا غاية في الروعة والإعجاب على الصعيدين المحلي الداخلي والاقليمي الدولي لما توفره المملكة من تسهيلات وامتيازات للحجاج والمعتمرين نابعة من روح الشريعة الاسلامية الغراء وطبيعة الشعب السعودي سليل الإصل ومنبع الأصالة العربية والاسلامية السمحة كل ذلك بفعل جهود مباركة قدمها رجالات الاعلام الخارجي في نشر المجمل والمفصل من مشاريع المملكة وتطلعاتها للداخل والخارج مستعينة بالعلماء والوعاض والفقهاء لتأصيل الفعل شرعا قبل طرحه على أرض الواقع ليكون منسجما مع تعاليم الدين ونصوص الشرع الحنيف بالتوازي مع التوجيهات السامية لخادم الحرمين الشريفين حفضه الله وفريقه الامني والاقتصادي والسياسي .

واما ما يتعلق بالامن السياسي فإنه قرين الأمن الاجتماعي والذي يتمثل بأمن الفرد والمجتمع على حد سواء وقد بذلت اجهزة الإعلام الخارجي جهدا عظيما في هذا المجال من خلال البرامج التوعوية والتنويرية والتي لامست مشاعر الشباب السعودي المتحمس من خلال تعميق مبدأ الولاء والانتماء لدينهم ولوطنهم بغية سلامة الوطن والمواطن مع عدم اغفال تطلعاتهم وطموحاتهم الحالية منها والمستقبلية علاوة على ابراز ملامح السياسة الخارجية السعودية بشيء من الشفافية والوضوح والتي كانت ولا زالت نهجا واضحا شفافا لسياسة خادم الحرمين الشريفين والتي هي في الاصل تعبير عن مواقفه الاقليمية والدولية والتي هي في الوقت نفسه تعبير عن الموقف الشعبي السعوديخاصة والمحيط العربي بكافة اطيافه ومكوناته هذا من جهة.

ومن جهة اخرى فقد لعب الاعلام الخارجي السعودي دورا بارزا في الرد على افتراءات الصفوية الساسانية والوقوف وقفة حزم قوية حالهم حال عاصفة الحزم المباركة امام كل مفتر من اذناب وابواق الصفوية المجوسية حرصا من جهاز الاعلام الخارجي على عرض الحقائق كماهي مع عدم اغفال الحجة القوية في الرد على هؤلاء المغرضين الفاسدين المفسدين بهدف الحفاض على امن وسلامة بلاد تكفل الله عزوجل بحفضها بأن هيأ لها رجالها وأهلها والذين هم جند الله عز وجل.
الدكتور حسن العنانزة
‏ Hassan.anazeh@yahoo.com

اظهر المزيد

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى