.حجّة بالعمر..

[review]كل عام نفس الكلام، نفس المشاهد،نفس زوايا التصوير واللقطات، بمجرّد وصول آخر قافلة من الحجّاج الأردنيين الى الديار المقدّسة، يصرح مسؤول رفيع في وزارة الأوقاف وهو يرتدي ”دشداشة” ويقف بين الحجيج : ان البعثة تقدّم أفضل الخدمات والرعاية الصحية للحجاج الأردنيين.. وانها حجزت لهم فنادق من الدرجة الأولى و تبعد عن الحرم النبوي الشريف 200متر فقط، وعن الحرم المكي 1500 متر كحد أقصى.في هذه الأثناء تأخذ كاميرا التلفزيون لقطة لـ”ختيار” وهو يشير إلى ”لوزِه” المتورّمة، وطبيب يكشف عن صدر حاج آخر ويضع السمّاعة تحت ”الفانيلا”.. ليثبتوا للمشاهد أن هناك فعلاً رعاية صحية.تتم بعد هذه اللقطة مقابلات سريعة تركزّ جميعها على حسن التعامل وطيب الملفى، ونظافة السكن، ويسر الحركة، كما يغدقون بالشكر على معالي وزير الأوقاف والأمين العام، ومرشد الحملة، وموظف الجوازات، وسائق الباص، وميكانيكي الرحلة…ثم تطمئن أم يحيى أولادها، بأنها و”الحجي” بصحة وسلامة..كما توصي ”كنّتها” الجديدة أن تشعل ”الصوبة” للأولاد بعد المغرب مباشرة، مذكّرة بمكان ”جلن” الكاز ”تحت بيت الدرج”، كما تبعث برسالة لابنتها الكبرى رسمية أن تتفقّد ”شلاش” كل يوم عند الساعة العاشرة مساءً بإبريق شاي كونه طالب توجيهي..وفي الختام يطيح ”المونتاج” بوصاية الحجّة جميعها وبالزغرودة الختامية…ويبقي التقرير على شكر وزارة الأوقاف فقط..لا أعرف لماذا يخاف مواطننا من ”المكيرفون” فيتنازل عن حقّه فجأة ويبتلع شكواه ويبدأ بمسلسل الشكرنحن نعرف هذه ”الديباجه” جيداً. ونعرف أن الاسكانات ليست بهذا القرب وان الرعاية ليست بالمستوى-وهذه شهادة الحجاج أنفسهم بعد العودة- وان الفرق الذي وفّرته وزارة الأوقاف بين الإسكان القريب والبعيد سيدفع ثمنه الحاج مضاعفاً على شكل مراهم ”للسماط”..***.يا أصحاب الفضيلة والعطوفة والمعالي، لا نريد منكم تغطية إعلامية وفرد عضلات تنظيمية على الشاشة، بقدر ما نريده منكم رعاية واهتماما بحجاجنا كما يجب.. ”فهي حجّة بالعمر”..ahmedalzoubi@hotmail.comاحمد حسن الزعبي

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى