انخلي يا هلالة

انخلي يا هلالة
رائد عبدالرحمن حجازي

قصة هذا المثل تعود لقصة من التراث القديم وهي كالآتي :-
يقال أن أحد الرجال البُسطاء قد حمّل على حماره شوالاً من الطحين في إحدى المطاحن القريبة من قريته بعد أن طحن ما كان معه من القمح ، وفي هذه الأثناء شاهده أحد النصابين والذي سوّلت له نفسه بسرقة شوال الطحين من هذا الرجل المسكين .
النصاب استغل انشغال الرجل المسكين بمحاسبة البرّاك (البرّاك : هو الشخص الذي يكون واقفاً على جرن القمح ويتابع عملية الطحن) ووضع شوال الطحين على حماره وولّى هارباً . الرجل المسكين توجه لخارج المطحنة ليتفاجأ بعدم وجود شوال الطحين على ظهر حماره . لم يدرِ ماذا سيفعل وراح يحوّل ويقوّل إلى أن إنتهى به المطاف بأنه أدرك أن طحنته قد سُرقت . بعد ذلك ركب حماره عائداً لبيته مكسور الخاطر ويجر أذيال الخيبه .
وما أن قطع عدة خطوات حتى لفت نظره خيطاً من الطحين على الأرض وأدرك عندها أن شواله كان به ثقباً صغيراً . فقال في نفسه : خيط الطحين هذا سيدلني على السارق . وفعلاً سار مع ذلك الخيط حتى وصل لباب دار السارق ، وطرق على الباب بعصاته بقوة وبعنف معبراً عن غضبه ، مما جعل السارق يرتعد خوفاً وطلبَ من زوجته التي شرعت بتنخيل الطحين بالتوقف عن ذلك وقال لها : ربما يكون صاحب هذه الطحنة رجلاً صلباً ولا يعرف الرحمة ولا الرأفة ، لذلك سأعتذر له معللاً ما حدث بأنني أخطأت بين شواله وشوالي . توجه السارق لفتح الباب وشاهد ذلك الرجل المسكين ذو الملابس الرثّة وعرف من هيئته بانه ليس رجلاً صلباً كما كان يظن .
فقال السارق : تفضل يا أخي
الرجل المسكين : افضلت … فقط أردت سؤالك هل أنت من أخذ طحنتي ؟
السارق : عن أي طحنة تتحدث !
المسكين : الطحنة التي كانت على ظهر حماري ، وبالعلامة الشوال به ثقباً وكان يهر منه الطحين ، وقد أوصلني خيط الطحين إلى باب منزلك هذا .
السارق : معاذ الله يا رجل فهذه طحنتي وقد عُدت بها للتو من المطحنة .
المسكين : احلف بالله .
السارق : حلف اليمين وبقوة ، وأتبعه بجملتهِ المشهورة لزوجته هلالة قائلاً : ما دام اليمين مكين والمنهوب مسكين انخلي يا هلالة ولا تهابين .
#رائد_عبدالرحمن_حجازي

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى