هل بالفعل هناك ضربة أمريكية لإيران!!!
د. كمال الزغول
مع خسارة الرئيس الأمريكي الحالي دونالد ترمب الانتخابات لعام ٢٠٢٠، اصبح يبحث عن تحقيق مكاسب فيما تبقى له من أيام في الرئاسة ، وأصبح من الصعب الحكم على مخططاته وما ينوي عمله في ظل إدارة منقسمة حول الأولويات التي يجب عملها ، بالإضافة إلى أنَّ ملف السياسة الخارجية لم يكن له نهايات واضحة خاصة فيما يتعلق بالسياسة الأمريكية تجاه إيران.
الوضع القائم أعطى مؤشرات حول التصعيد المرتقب مع ايران بناء على ما يحدث في منطقة الخليج ،ففي 21 تشرين الثاني ، حلقت قاذفتان من طراز B-52 التابعتان للقوات الجوية الأمريكية من الجناح الخامس ، ومقرها قاعدة مينوت الجوية ، ووصف هذا العمل بأنه إختبار لقدرة أمريكا على إعطاء قوة نيران إضافية خلال وقت قصير جدا على مسافات بعيدة.
في 25 تشرين الثاني ، قام وزير الدفاع بالوكالة كريس ميلر بزيارة غير معلنة للقوات الأمريكية في البحرين ، وهي أول زيارة له إلى الخارج بعد تعيينه في ٩ تشرين الثاني في هذا المنصب وذلك بعد أن أقال ترمب وزير الدفاع مارك اسبر، حيث جاءت الزيارة لرفع الروح المعنوية للقوات الأمريكية المتمركزة في الخارج ،كون هذه القوات تلعب دورًا رئيسياً في أي عمل عسكري يتم اتخاذه ضد إيران.
في 27 تشرين الثاني ، بعد ساعات فقط من اغتيال العالم النووي الإيراني محسن فخري زاده ، أبحرت حاملة الطائرات نيميتز والتي تحمل 70 طائرة مقاتلة إلى الخليج العربي وهذه الخطوة قِيل إنها مرتبطة بسحب القوات الأمريكية من المنطقة ،بالرغم انها من المقرر أن تعود إلى موطنها في بريميرتون في واشنطن.
تزامنا مع ذلك، دخل الجيش الإسرائيلي في أقصى درجات الإستعداد تحسبا لقيام إيران بضربات إنتقامية للرد على إغتيال العالم النووي فخري زاده.
في 2 كانون الأول ، بدأت وزارة الخارجية الأمريكية بتقليص عدد الموظفين في السفارة الأمريكية في بغداد تحسباً لهجمات محتملة على السفارة من قبل الميليشيات العراقية الموالية لطهران.
في ٢١ كانون الأول ، دخلت الغواصة النووية الامريكية مياه الخليج العربي تحسبا لأي رد ايراني مرتقب.
في 22 كانون الأول ،دخلت الغواصة الاسرائيلية دولفين قناة السويس متوجهة الى مياه الخليج إستعدادا للرد على أية ردة فعل ايرانية انتقاما لمقتل العالم النووي الايراني محسن زاده.بعد ذلك، قامت المليشيات التابغة لإيران بقصف محيط التحالف الدولي في بغداد دون وقوع أي خسائر بشرية.
في فجر ٢٦ كانون الأول،حلق الطيران الاسرائيلي فوق بيروت وقام بقصف مواقع المليشيات الايرانية في ريف حماه في سوريا حيث دمر اربعة مبانٍ يُعتقد بأنها مستودعات للذخيرة تابعة للمليشيات الموالية لإيران.
في ٢٦ كانون الأول، تعهد رئيس الوزراء العراقي بمنع المغامرات الخارجية على أرض العراق.
،الخلاصة ،في الوقت الحالي يجري تكهنات حول ضربة امريكية للمفاعل النووي نطنز الايراني ، غير أن الفريق القومي الأمريكي منقسما حول تنفيذ هذه الضربة، ويبدو أن اي ضربة ستأتي بناء على ردة فعل الطرف الإيراني، وهي ضربة لا ترتبط بساعة صفر، ولا يمكن تأكيدها لأنها جزء من استراتيجية مبنية على خيارات متشعبة ،والقدرة على تنفيذها يتطلب وقوفا تاما من قبل الجمهوريين مع الرئيس الامريكي ترمب، وتوافقا من قبل الدول الأوروبية وانفاقا كبيرا يؤثر على الإقتصاد الأمريكي،لذلك اعتمد الفريق الحربي في الإدارة الأمريكية مبدأ الرد القوي على اي خسارة أمريكية كمبرر أمام حلفائه، لأن أي ضربة شاملة تحتاج الى بناء تحالف قوي لتنفيذها،واهدافها المنتقاة ستكون مشروطة بالرد الايراني ومعتمدة على التصعيد المتلاحق في المنطقة .
الدكتور كمال الزغول
كاتب وباحث
Alzghoul_kamal@yahoo.com
