هل اللقاح معضلة في زمن الوباء

هل اللقاح معضلة في زمن الوباء
المخرج محمد الجبور

إذا كانت اللقاحات وأنواعها ومدى توافرها وجداول إعطائها وغيرها من المعلومات الحيوية المطلوبة بشدة هذه الآونة تمثل معضلة في زمن الوباء، فإن عوامل دينية وثقافية واجتماعية تمثل ثلاث معضلات إضافية في الدول العربية
هذه المعضلات تنبهت إليها منظمة الصحة العالمية في ديسمبر (كانون الأول) الماضي حين أشارت إلى أن الأخبار السارة في نهاية العام الأول من الوباء تشير إلى أن لقاحات” كوفيد-19″ أصبحت قريبة، لكنها حذرت من أنه حتى بعد التغلب على التحديات الوشيكة المتمثلة في توفير الإمدادات الكافية وتأمين الطرح الفعال والإتاحة العادلة، سيلزم وضع طيف من الاستراتيجيات البرمجية المصمّمة جيداً لتعزيز قبول التطعيم والإقبال عليه
وأضافت المنظمة أن البحوث أشارت إلى عدم كفاية المعلومات المتاحة عن اللقاحات وذلك لتشجيع الإقبال عليها من قبل المواطنين، موضحة وجود عدد من العوامل التي توجه سلوك الأشخاص عندما يتعلق الأمر باللقاحات، وهذه العوامل هي البيئة المواتية والمؤثرات الاجتماعية والدوافع لكن الدوافع من باب فتح النقاش الشعبي حول اللقاح قبل توافره ومن دون التأكد من أنه في حال توافره سيكون في متناول يد المعارضين والمؤيدين والمتأرجحين، الذين يشككون في الوقت الذي
الذي أمضاه الفيزيائي في جامعة جورج تاون الأميركية لدرس الشكوك التي تعتري بعض الأشخاص تجاه لقاحات “كوفيد-19” بناء على محتوى مواقع التواصل الاجتماعي أسفر عن أربعة أسباب رئيسة هي الأمان ومدى الضرورة والثقة في شركات الأدوية وعدم اليقين بالعلم، ويمكن أن نضيف إليها عربياً عاملي الدين والمؤامرة
وعلى الرغم من الجهود التقنية المبذولة لتنقية مواقع التواصل الاجتماعي من النظريات التآمرية عن الفيروس ولقاحاته، مثل قيام “تويتر” بحظر التغريدات المروجة لنظريات المؤامرة في هذا الشأن، إلا أن الإيمان بالمؤامرة أسلوب حياة
المؤامرات والإشاعات وإعادة تشاركها تلقى صدراً حنوناً وآذاناً صاغية، فمن استخدام أنسجة أجنة مجهضة إلى تصنيع لقاحات ذات مكونات سرية للقضاء على المسلمين إلى كون الفيروس وإصاباته ووفياته ولقاحاته أكذوبة كبرى، تجد مثل هذه الأقاويل أرضية خصبة لدى كثيرين في الدول العربية
وإذا كان بعض من في دول عربية يستقبل الإشاعات والمؤامرات بآذان صاغية، فإن الكل يعاني تدهوراً وإن كان بدرجات متفاوتة في الخدمات الصحية المتاحة بسبب ضغط الوباء
قبل أيام، قال المدير الإقليمي لمكتب شرق المتوسط في منظمة الصحة العالمية (إمرو)، أحمد المنظري، إن إقليم شرق المتوسط الذي يعاني سكانه وأنظمته الصحية باستمرار من ويلات الحروب والكوارث الطبيعية وتفشي الأمراض، يعاني الأمرين جراء فيروس “كوفيد- 19
كما عبر المنظري عن قلق المنظمة من إبلاغ 13 دولة عن حالات إصابة بنسخة متحورة واحدة على الأقل من التحورات الثلاثة الجديدة في الفيروس، وهي التحورات ذات معدلات السريان الأعلى، وهذا يعني ارتفاعاً في الإصابات وزيادة في الإقبال على المستشفيات المستنفدة أصلاً
حين تنتهي الجولة الأولى من سباق الزمن من أجل تلقيح الفئات ذات الأولوية، وعودة الهدوء النسبي إلى عمليات تصنيع اللقاح وتوريده، وخفوت نسب الهلع الأولي سيتم طرح قضية الإجبار، وهي مسألة شائكة ما زالت غائبة في الدول العربية

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى