(سأدلك) يا معالي الوزير ..!!!

(سأدلك) يا معالي الوزير..!!!
حمزة عبدالمطلب المحيسن
كثيرا ما كنت أشفق على ” أبو العبد ” بائع ” الفلافل ” الوحيدفي حارتنا فلا تكاد بقعة من يديه تخلو من علامات الزمن التي سكبها زيت “الفلافل”المتطاير من ” صاج الفلافل “على يديه، فالحروق ظاهرة عليها بكل وضوح ، وشفقتي هذه لا تقتصر على ” أبو العبد ” في علامات الشقاء والزمن تلك بل هنالك ” أبو مصطفى ” النجار والذيإذا بادرته مصافحاستجد أن يديه خشنة الملمس قوية الساعد بفعل عمله الدائم في أعمال النشر و(التجحيف ) للخشب و(التربلايات ) وقص ( المراين )ناهيك عن بعض أصابع يديه المبتورةبفعل أدوات (المنجرة )الحادة وأما إذا يممت نحو ” محددة الإخلاص ” فستجد معلم الحدادة “أبو الأمين ” منهمكا في أعمال (القص) و(الحدادة ) لقطع الحديد التي هي أيضا نقلت إلى عينيه شظايا وشرارات جعلته أعمش العينين ولا يبصر الدرب إلا بالنظارات ، هؤلاء جميعا لو سألت احدهم عن الحروق والإشارات التي في أجسادهم كـــ(أبو العبد ) مثلا بسؤال : من أين لك هذا يا أبو العبد ؟ لأجابك : ” أنها من صاج الفلافل يا ولدي ” ….!!!!
بالنسبة لي حالة الشفقة لم اعد أشعر فيها نحو هؤلاء فبلدي الآن هو من يستحق الشفقة ، ففي الوقت التي يظهر على كل ساكنيها من ذوي الدخل (المهدود ) آثار فقرهم يبدو أنه بات من الصعب تمييز أولئك الذين سرقوا واستنفعوا من المال العام دون حق فقد وصل الأمر إلى حد التهكم من قبل وزير معالي الماليةحينما صرحفي لقائه الصحفي بالأمس و في رد على استفسار لأحد الصحفيين -يتعلق باسترداد المال العام ممن نهبوه لرفد الخزينة – بقوله “دلونا على من نهب المال العام خلينا نقبض عليه الآن ” فإذا كان “أبو العبد” وكل حرفيي البلد يظهر للعيان آثار سعيهم في الرزق على أجسادهم فكيف لا يمكن لحكومة أن تعرف من الذي نهب المال العام ، فالأمر لا يحتاج لقارئة فنجان أو ( فتاحة حجب ) لكي نصل إلى السؤال الذي ما زال بدون جواب من كل الأردنيين..!!
أستغرب من الحكومة هكذا رد في الوقت الذي لا يكاد يخلو فيه أي كتاب من كتب التكليف السامي التي كان يوجهها جلالة الملك ( حفظه الله ورعاه ) لكل الحكومات بضرورة السعي لمكافحة الفساد في كافة أشكاله وأنواعه والتحري عن المفسدين وتقديمهم للعدالة ، بل وأشعر بالغيظ أكثر حينما أسمع هذه الإجابة من (معاليه ) ومواقعنا الإخبارية وتصريحات بعض السادة النواب ، وتصريحات غيرهم من بعض موظفي الدولة تكشف قصص من قصص ألف ليلة وليلة التي قضاها البعض في العبث والسرقة من المال العام ،فكان من الأولى (معاليك ) بدلا من هذه الإجابةأن تقوم الحكومة الرشيدة بطمأنة الشارع العام بالتوجه والسعي لتطبيق قانون من أين لك هذا ؟ومتابعة ما يصرح فيه وينشر من أولئك بدلا من أن تكون أولى خطواتها التوجه لجيوب العبادبرفع الدعم عن البنزين والذين لم يكن لهم سببا في توريط موازنة الدولة في المديونية الكبيرة وأجزم بأنها لو بادرت في ذلك لن تجد مواطنا في المملكة الأردنية الهاشمية يعارضها في رفع الدعم عن المحروقات ،فحلي بالحكومة الرشيدة أن تبادر لنفض الغبار عن هذا القانون وتسعى بكل جهدها لمعرفة أولئك العابثين والسارقين للمال العام ليتم تقديمهم للعدالة ..!!!

باختصار بلدنا ليس بحجم الصين او الولايات المتحدة الأمريكية حتى يكون صعبا فيه القبض على ” الحرامية ” الذين سرقوا المال العام …فالأمر هين وبسيط فقط بتوافر النية من كل الحكومات وبتطبيق القانون ..قانون من أين لك هذا ؟ وكمواطن أردني يشرفني بما أسلفتيا معالي الوزير أن أكون قد ” دليتك” على أولى الخطوات وأنجعهالكي تقبض على من نهب المال العام …!!!
hamaqaba@gmail.com

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى