حراس البوابات أم كلابها / خالد عياصرة

حراس البوابات أم كلابها
في السياسة: لا تستشهد بالقرآن أو الأحاديث النبوية أو سير الصالحين والقادة. فما تؤمن به انت, ليس من الضرورة او الاهمية أن يؤمن به الآخرين.

في التعليم السياسي: إن كنت في محاضرة ما وثمة صورة لقائد سياسي معلقة على الحائط, وهناك استاذ يحاورك, ويشرح لك مفاهيم ومدارس السياسة, لا تشغل بالك, اطلب منه أن ينزل الصورة, لأن السياسة, لا تقدس بقدسية الافراد. بل بقدسية المصالح والمكاسب.

فان رفض, …. افتح الباب, وأعطه عرض كتفيك. ! فهو أستاذ , فاشل كاذب.

في الكتابة: إن كنت تكتب عن علاقات الدول , ومقيم في دولة ثانية, لا تربطها علاقات ودية مع ثالثة , فالاصل, أن تكتب بموضوعية, دون إجهاد نفسك, لإثبات صدقيتك أمام الدولة الثانية التي تستقبلك وتمنحك مرتبك.

مقالات ذات صلة

ماذا لو كنت مقيما في دولتك الام, هل كتابتك, ستبقى كما هي أم تتغير حسب اتجاه الرياح.

في الاعلام, انا لا أشاهد الفضائيات الإخبارية من 5 سنوات, بل أفضل عليها قنوات عالم الحيوان !!

هذا يعني عدم متابعتي, للاخبار, على الجزيرة أو العربية, أو بي بي سي أو سكاي نيوز, أو غيرها.

فأنت إن شاهدت الجزيرة, وتحليلها, من حيث تدري ولا تدري, صرت تابعا لها وفي قطيعها ومدرستها, وتيارها. وإن تابعت, العربية, صرت ضمن خرافها, ومراعيها, وان تابعت, بي بي سي أو سكاي نيوز, صرت في مزرعتها. انت الهدف, وتوجيهك غاية هذه القنوات, وهذا لا يتم من أن أسلمت عقلك لها, وقبلت بشطبه!

النتيجة أن رأيك, لن يخرج عن رأي هذه القنوات, التي تصنع الخبر وفق ما يخدم سياستها وتوجهاتها, ورؤيتها ومصالحها المنبثقة, عن مصالح الانظمة, دون الاكتراث بالموضوعية, أو المصداقية, أو غيرها من اكاذيب الإعلام. اسمع من الجميع, وابني وجهة, نظر خاصة بك, …. كن انت.

لا يوجد في الإعلام شيء يسمى حيادية, ثمة الكثير من المعلومات التي يتم اسقاطها, خلال 2 دقيقتان مثلا هما زمن التقرير الإخباري, فقط لأن المحرر, أو حارس البوابة, لا يريد لهذه المعلومات أن تظهر لتصل الى المتلقي. ما ينطبق على الفضائيات ينطبق على الصحف, فهي تسير وفق مصالح دولها وسياستها. فلا تك من ضمن القطيع تابعا, وأطلق العنان لمخيلة عقل لتكون قائدا.

في الاقتصاد: لا يستقيم استقبال الدولة للاستثمارات, وفي عين اللحظة العمل على أخرج غيرها من ارضها, ما القيمة المضافة لجلب استثمار إلى الاردن مثلا, بقيمة 20 مليون, مقابل طرد استثمارات قائمة ب 50 مليون دينار.

في الدولة: عندما تسيطر عقلية القطيع, والقبيلة, وشريعة الغاب على القضاء ومؤسسات الدولة, هنا لابد من إغلاق الديوان, واستبداله بخميمة كبيرة لشيخ, لا يسمع لا يرى لا يتكلم, لكنه مزواج, يحب الأولاد !

واستبدال القضاء بشيخ اخر وعباءة. والأمن العام بغفير, واستبدال القانون بالجلوة وفنجان القهوة والبشعة – أداة تستخدم عند البدو حيث تحمى يد حديدية تلصق على لسان المتهم, فان ثبت, كان برئ, وان خاف اتهم, وعوقب – حينها تضمن الدولة لها مكانا مميزا في القرون الوسطى , أو قرون ما قبل الحضارة, حيث لا دولة ولا مؤسسات. حيث القطيع, وسيطرة العقل الذكوري, وشريعة الغاب والقبلية, والرعاة.

في الفن والثقافة: أن يصعد عمل ثقافي أدبي أو سينمائي إلى استار الفوز بجائزة دولية بجهد ذاتي كما فلم ذيب مؤاخرا الذي وصل إلى ترشيحات الأوسكار, دون أن تكترث الدولة الأم بدعم القائمين عليه, لا يمنح الدولة الاحقية, فيه, سيما وأنها لا تعترف بالمثقفين, والفنانين, والعلماء, إلا بعد الفوز, أو بعد الموت.

في الحكومة: لا تستقيم تصريحات الحكومة مع افعالها, فالحكومة القادرة على إحصاء بوسات, الشعب, وقبلات المسؤولين, وزياراتهم, وجلات النواب, وبسطاتهم, لكنها تفشل في إحصاء عدد سكان الاردن, وطغم الفساد فيها, وهاربين من قوائم الضرائب, لا تصح أن تبقى في كرسيها, وعليها, أن تقدم استقالتها, حفظا, لماء وجهها, هذا أن بقي ثمة ماء, أو أن كان لها وجه .

في اكاذيب المنطقة: تحولت الكثير من الاكاذيب إلى حقائق لكنها لا تملك فعل الثبات, من هذه الاكاذيب دولنا العربية بلا استثناء بوضعها الحالي, هنا أسأل: ماذا سيحل بهذه الدول بعد 100 عام من الان . وهل الانتماء يصير للجغرافيا, أم للقادة ؟

الخلاصة: في كل ملف كبر أم صغر, ثمة حراس على البوبات, مرعبون, ومبرمحون, على منع وصول المعلومات للناس, ومنع وصول الناس إلى دوائر صنع القرار, هؤلاء يسيرون, بواسطة أدوات بدائية ذات فاعلية, انتهجت, على يد الانظمة, وانتهكت حقوقها, حراس سيتم التخلص منهم وقتما دعت الحاجة لذلك, بعدما انتهكت عذريتهم على يد اسيادهم, لجلد الشعوب واستعبادها, لكن الطير ستأكل رؤوسهم لاحقا, ويفوز بالجائزة من كان ذو رؤيا تحمي الشعب من جلاديه وزبانيتهم.

‫#‏خالدعياصرة‬
12642910_1110115165667786_352206412974686413_n

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى