معقـــــــــــــــــود عنـــــب

![CDATA[[review]الاثنين 20-9-2010

.."تفرط" القطوف الحلوة والرخوة ثم تغليها على "ببور الكاز"، تضعها في طنجرة كبيرة ، حوافها معرّجة وقاعدتها سوداء للناظرين، تحت اللمبة الصفراء المتدلية من سقف المطبخ كان اللون المتشكل من "معقود" العنب يشبه الى حدّ بعيد "معقود" الغروب.. كفيلة تلك الأبخرة الموسمية المتصاعدة أن تعبث بجوعنا المسائي..فنحظى "بلحسة إصبع" ليس أكثر، قبل النضوج الأخير..
**
الملوخية "الناشفة" محشوة "بوجه فرشة" قديم لحين شتاء ، قلائد الباميا و"الدنيدله"* تتأرجح مع كل نسمة ريح بقضبان الشبابيك..قشور الرمان منشورة على ظهر البيت..ربما يحتاجها "موجوع" او يسأل عنها "موصوف" ، أو يستحقها جلد يحنّ الى الدباغة..أما حبّات الرمان الصلبة السليمة فكانت تجفف ثم تخبأ بأسفل "النملية"..تحسّباً لشهوة "وحّامة" طارئة في الحي..والنية : "كلّه أجر لله"…

كرمة العلي أيضاَ كانت مشغولة "بجَبسْ" فرنها..تحمل كتل الطين المخلوطة بالتبن ثم تسد الثقوب و"تملس" براحة يدها الطين فيستوي ناعماً غير محدّب..مزنّرة بشماغ قديم ، وعصبة رأسها السوداء تنزل فتغطي حاجبيها ، مرهقة وغاضبة …تردد بينها وبين نفسها مع كل "كفّ" طين تقذفه على حائط الفرن: " لدّي يا شينة كيف بــَقْوَطِنّه، الله لا يذكرهن بخير"..هكذا ، كانت تنادي نفسها "يا شينة"!! و"البُقط
هو الثقب، وكأن كرمة العلي كانت تلوم الدجاجات عل فعلتهن..
تأتي أمي ونساء الحي دون ان تطلب منهن ذلك..فوراً ، يجبلن التراب الأحمر بالقش ويقمن بتطيين حيطان الفرن..وسد "الجحور" الواسعة التي قد اخترقها ثعبان أو أحدثها جرذ..فيكتسي "طابون" كرمة العلي ، حلّة طينية حمراء..تشبه ايضاَ معقود العنب المسائي..
**
كانت الزوجة هي الكلمة المرادفة للحياة…امرأة شاملة تقبل الحياة بمرها قبل حلوها:
ثم تحوّلت بفعل عوامل "الكسل" و"التمغّط التكنولوجي " من زوجة كليّة تعمل كل شيء وتتقن كل شيء : (macro wife) الى زوجة جزئية تعمل بعض الشيء وتتقن بعض بعض الشيء(micro wife) ، الى زوجة الــ (micro wave)..أقصى ما تستطيع فعله هو أن تضغط زرّ"المايكرو ويف"…

احمد حسن الزعبي
ahmedalzoubi@hotmail.com

مقالات ذات صلة

]]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى