هذا جيلهم وهذي حياتهم / د . إبراهيم خليل السريحين

هذا جيلهم وهذي حياتهم .. وأنا واثق بأولادي ..
عُنيتُ في إجازتي بإتمامِ بَحثٍ عَن مخاطِر استخدام الأطفالِ لل”آيباد ” والأجهزة اللوحيّة بالمجملِ ..
نتائِج مُؤلمة!
حصلتُ على إحصاءات غير رسميّة من المحاكِم الشرعيّة والنظاميّة ودوائِر الأمن وبعض ومؤسسات المجتمعِ المَدني ذات العلاقة تَدق ناقوس الخطرِ وتؤذنُ بفسادٍ عظيم !!
حياةُ أبناءنا مع هذهِ الأجهزة تحوّلت إلى خمولٍ وخيال وسلبيّة اتجاه أيّ مسؤوليّة والتزام .. وولدت لديهم العِناد والتصميم على بقاءِ أجهزتهم بأيديهم بل بأحضانهم طول الوقتِ وباستخدام كل وسائل المراوغة والحيل !! وابتعدوا عَن أيّ منظومةٍ قيميّة أو أيّ تربيّة بناءة !!
إنعدام التواصِل الإجتماعيّ الحقيقي أو اللعبِ مع الأقرانِ أو حتّى أي أنشطة تُفيد أجسامهم وعقولهم .. إدمانٌ كارثيّ في ظلِّ غيابِ المراقبة من قِبل الآباء أنفسهم .. بحجة الثقة والإنشغال وأن هذا نمط سلوك الجيل !
أيُّ ثقةٍ ونحن في عصرٍ كَثرت فيه المغريات .. مغرياتٌ تُلبي حاجة نفوسهم وتدغدغ عواطفهم في عَصرٍ قلّ فيهِ الرادِع وغاب الرقيب !
” قال ربي أرني كيف تحيي الموتى ..
قال أولم تؤمن !
قال بلى ولكِن ليطمئِن قلبي ”
جُبِلت النفوسُ على حبّ الإكتشاف والفضول .. والتأكدِ من كلّ شيء بالعينِ والمشاهدة !!
الثقة المزعومة هذهِ وعاطفتنا الوهمية دمّرت أطفالنا .. خرّبت عقولهم .. جعلتهم آلاتٍ يتبعون كلّ تضليلٍ إعلاميّ أو انحلال أخلاقيّ وخُلقي ! نعم .. في الإنترنتِ خير كثير ولهذهِ الأجهزة فوائِد جمّة .. ولكِن بحدود ..
حددها علماء الإجتماعِ بأن لا يتجاوز الساعة الواحدة في اليوم الواحد وبضوابط !
ففيم نرى أبناءنا ساعاتٍ طوال على هذهِ السموم دون نكير ؟!
لأننا نحنُ الكِبار أدمنا أيضًا !!
إنشغلت الأمَ بمجموعاتِ الصداقة الالكترونية .. وأهملت أبناءها وتربيتهم .. وكاد الأب يتخطاها في هذا .. تفككت الأًسرة وهي مجتمِعة .. يجمعنا سَقفٌ واحِدٌ وكل واحد مِنّا في عالمٍ خاص !!
لا نريدُ أن نستعرض الداءَ وعوارضه ونتركُ الدواء ..
لنبدأ بأنفسنا .. وننتقذ أطفالنا بحزم وجديّة من براثنِ هذهِ الكارثة .. بكلّ ما تحمل الكلمة من معنى ..
أنتَ على ثغرةٍ مِن ثغرِ الإسلامِ .. فلا يؤتينَّ مِن قِبلك ..
وقفوهم إنّهم مسؤولون .. مسؤولون عن وقتِ أطفالنا وعن عقولهم ، مسؤولون عن أخلاقهم وتربيتهم .. وعن كلّ ما يتشكلّ في شخصيتهم في هذهِ المرحلة الحسّاسة مِن العمر !

اظهر المزيد

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى