الاستثمار ضمن المعطيات / م . عدي جادالله المعايطه
طالعنا قيام هيئة الاستثمار بنشر الخارطة الاستثمارية للمحافظات في الأردن فقد قدمت الهيئة مائة وعشرون دراسة جدوى اقتصادية مبدئية موزعة على محافظات المملكة جميعها وهذا جهد تشكر عليه في محاولة منها للنهوض بالواقع الاقتصادي للمحافظات ، لكن بعد قرائتي للمشاريع وخاصة في محافظة الكرك ارى ان من اقترح هذه المشاريع للمحافظة بعيد كل البعد عن الواقع ولا يعلم بتفاصيل الكرك وحاجاتها ووجود عدد من المشاريع المشابهة لما طرح لا تستطيع الالتزام بحاجاتها المالية الاساسية وعليه وجب علينا مناقشة ما طرحته الهيئة والتوجيه لما اعتقد ان فيه تنمية لاقتصاد المحافظة وتوفير فرص عمل اكثر من ذلك .
توزعت الدراسات على الصناعات التعدينية لحجر البناء وكربونات الكالسيوم في منطقتي سواقة والسلطاني ومجموعة من المشاريع داخل مركز المحافظة تركزت حول تجميع وتسويق حليب الاغنام وصناعة الجميد ومجموعه من الدراسات الخاصة بانشاء مصنع طوب وآخر للأنابيب البلاستيكية وعدد آخر يهتم بالسياحة الداخلية من انشاء شقق فندقية وسوق تراثي لبيع المنتجات التقليدية ومدينة العاب ترفيهية وغيرها من المشاريع ، حيث تبين حسب الدراسات ان هذه المشاريع ستوفر فرص عمل عددها مائة وتسعه وثمانون فرصة موزعة على عشرة مشاريع .
ما اردت الاشارة اليه ان هيئة الاستثمار عليها فهم الواقع ودعوة المستثمرين الى الاستثمار في المنطقة حسب المعطيات والطبيعة وخلق حافز للاستثمار بعيداً وهنا سأشير الى مجموعة من الأفكار التي من شأنها النهوض بواقع المحافظة وخلق فرص عمل اكثر واشمل انطلاقاً من طبيعة المحافظة كوني احد ابنائها وما سأطرحة هو بمثابة خطوط عريضة قابلة للنقاش والتطوير والتحديث متأملاً ان يكون لمجلس المحافظة درو كبير في المساهمة في نقل الافكار الى ارض الواقع وتطبيقها مؤمناً بدور الشراكة في العمل والانجاز .
1 – تعتبر الكرك من المناطق السياحية المعروفة تاريخياً من ناحية المواقع الأثرية والطبيعية لكنها تفتقر للتسويق فانشاء شركة تحت اسم شركة الكرك السياحية بالشراكة مع وزارة الآثار والسياحة تقوم على عمل برامج سياحية وتوعية على المستوى المحلي والعالمي للكرك ووضع الاماكن التاريخية والطبيعية على الخارطة السياحية من اولوياتها وعمل برامج للتسلق والتخييم في منطقة وادي بن حماد ووادي عسال وغيرها من الاودية الجميلة في الكرك الغير معروفة خارجياً سيكون لها دور كبير في تشجيع السياحة في المحافظة وزيادة عدد الزوار لها .
2 – سد اللجون يجب استغلاله في مشاريع الاستزراع السمكي والترويج لرياضة صيد السمك حيث بالامكان تخصيص اماكن لصيد السمك على السد مقابل مبلغ رمزي من المال حيث تحدد الكمية المسموح صيدها وما زاد عن ذلك يتم توزينه وبيعه مباشرة .ويمكن التركيز هنا على سد اللجون لطبيعة المنطقة التي تضم السهول والجبال لتطويرها حيث ان الاهتمام برفع الطاقة التجميعية للسد يمكن ان يستفاد منه في كثير من المشاريع السياحية والانتاجية كعمل مشروع انتاج الاعلاف كالبرسيم الذي سيتم سقايته من مياه السد اضافة الى الآبار الجوفية المنتشرة في المنطقة وعمل مشاريع انتاج النباتات الطبية واستخراج الزيوت العطرية والطبية منها وكل هذا تسمح طبيعة المنطقة بتطبيقة على ارض الواقع .
3– العمل على جعل منطقة مدخل الكرك التابعة للأراضي الحرجية المساماه (حرش الجرمة ) منطقة محمية طبيعية وانشاء مراكز لاكثار الطيور والحيوانات المهددة بالانقراض وفتح المجال امام الصيادين من كل انحاء العالم للتخييم وممارسة هواية الصيد تحت اشراف الجمعية الملكية لحماية الطبيعة حيث يمكن اكثار الأرانب وطيور الحجل والشنار وهذا سيستقطب هواة الصيد من كل انحاء العالم خاصة الاشقاء الخليجيين لممارسة هواية الصيد بالصقور وهذا سيحقق دخل مادي جيد مع امكانية انشاء الكثير من الاستراحات وتوفير خدمات كثير منها امكانية طبخ الصيد وتأجير السيارات للتنقل وغيرها الكثير .
4 – العمل على انشاء مصنع للسجاد باستغلال صوف الاغنام الذي يلجأ كثير من المزارعين الى التخلص منه دون الاستفادة به كذلك العمل على انشاء مصنع جلود حيث انني حصلت على معلومة غير مؤكدة ان الجلود في الاردن يتم تصديرها للبنان لمعالجتها وتصديرها للعالم كذلك تصنيع الخيوط الطبية المستخدمة في العمليات المنتجة من امعاء الماشية .
ما اوردته جزء يسير من استغلال الواقع يمكن تنفيذه بتكاتف الجهود بعيداً عن التقليدية في الامور ويمكن اثراءه ومناقشته واضعاً له بين ايديكم علني استطعت الاضاءة على بعض جوانب المحافظة الغير مستغلة للنهوض معاً باتجاه الازدهار وتحقيق التنمية المستدامة للجيل الحالي دون المساس بحق الاجيال القادمة والحفاظ على المنطقة كمنطقة تراث انساني تاريخي.
