هبات فرض الهيبة

هبات فرض الهيبة

شبلي العجارمة

ما حصل من تصرفات فردية وجماعية عشية وصباحات فوز النواب الجدد لا يقره ذي عقلٍ ولا يتوافق مع مصطلحات الديجاتل والنانو وثورة المعلوماتية المذهلة ,سواء بوساٸل التعبير عن الفرح بشکل حضاري أو حتی مدی ثمن الوجع الذي تخلفه تکلفة هذه التصرفات العشواٸية المشحونة بالحماس والعاطفة ونشوة الفوز لناٸبٍ ما,فما هي إلا أيام معدودة بعد ولاٸم النذور ومحاولة الإفلات من مدار التمکين من الفلك الذي دارت به صولاته وجولاته أثناء الترشح والتخلص من مظلة المٶازرين وقادة الحملة للتفرغ لبناء ٛالذات وحماية المصالح الشخصية کأولوية لا أولوية قبلها إلا ما رحم ربي .
کما العريس الذي يتمنی بفارغ الصبر رحيل المعازيم لإکمال فرحة الذات والانغماس بالغد البعيد عن طموحات القواعد الانتخابية ,وحتی لا يجانبني الصواب هذه حالة عامة تشتمل علی بعض الاستثناءات ,وکل هذا مرتهن بأداء النواب الجدد لنق .
يعلم صانعوا القرار أنهم علی رأس شعبٍ تسلح منذ عشرات السنين ,بل يعتبر السلاح بيد الأردني کالجنبية اليمنية الخنجرية رمزاً للعزة والمنعة ,ويعلم أيضاً أن عقب کل عملية انتخابٍ استخدام للسلاح سواء لمن نجح ولمن أخفق ولکن بمفارقتي التعبير شکلا ومضموناً لکن ضمن نتيجةٍ حتمية واحدة وهي الضرر والضرار بالأرواح والممتلکات والقيم وإعادتنا للمربع الأول لا بل لما قبله , لقد کان السلاح ومظهر مزاد الأصوات المعوزة وليست الرخيصة التي ملّت من الموت في هوامش الوعود الكاذبة للنواب , بل وصلوا لمرحلة القرف من وعد الشمس التي وعدوا بها ولم تفتح لهم نوافذ الظلام ,وکان هذا المزاد علنا علی عتبات المدارس وعلی مرأی من أعين رجال الأمن الذين لا أوامر لديهم لاتخاذ أي إجراء, بل کانت التعليمات عدم الصدام مع الموطن من أجل لفلفلة هذا العرس الكبير وسط العزاء الکوفيدي الکوني الأکبر ,من باب العرس قبل الطهارة .
وصلت راٸحة الشوارع وتلك الممارسات الخاطٸة حتی أزکمت أنوف کل صناع القرار من شکاوی للمرشحين ضعاف المال وأغنياء القيم لرٶوساء مراکز الأمن ومدراء الشرطة حتی الحکام الإدرايين , لکن أذناً لم تسمع وعيناً تعامت عن الخلل إبصاراً وإقراراً بذلك.
وکعادتنا تم مسح هذا السکين برقبة وزير الداخلية الذي لا يتبع له مدير الأمن العام أصلاً بل باعتباره صاحب قرار الميدان وکلمة الفصل هنا ,وإن کان هذا ,لماذا لم يتم التعامل أثناء ٛالمشاهد المذلة والمٶسفة التي حدثت للأردني الشهم والأردنية الحرة وهم يتزاحمون علی الخبز في قلابات النفايات وحتی هذه أخفقت لتعنت وزراء الصناعة أوالتجارة والعمل ,بل تم عقد حلقات التنظير والدهلزة وسنفرة وجه القبح وکأٛن شيٸاً لم يکن وتم ترحيل وزير الزراعة صاحب نظرية دکان الحي التي حاربها الرٸيس وحکومته المرتحلة .
إن هشاشة التعامل بنظام الهبات والفزعة ومفارقة التعاطي مع هذه التصرفات لن يجد نفعاً بتاتاً , بل بوضع تعليمات رادعة لها من قبل أن تقع الفأس في الرأس ,وتحديد أٓلية صارمة لا تقبل الرحمة والجدل قبل الوصول لمرحلة الهبة وشماعة تعليق الأخطاء .
ونحن نغادر المٸوية الأولی للدولة العميقة علی عتبات المٸوية الجديدة لها يتحتم علينا أيضاً أن نغادر سطحية التفکير والتعامل بنظام الهبة والفزعة الساخنة التي طالما سوف تبرد وتتلاشی وتعود کل المشاهد لأسوأ من ذيٕ قبل .
والتنظيم للسلاح في أيدي العشاٸر هو الحل الأمثل من التهديد والبطش بمصادرة أيقونة عزةٍ وکرامة لثغها الأردنيون من ثدي التمکين والذود عن أسوار القدس بل کانت ولا زالت تلك الطلقة رمزاً لثورةٍ کلما أعدناها کانت فاتحة الکلام هي الرصاصة الأولی !.

مقالات ذات صلة
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى