هل أمانة عمان جاهزة لفصل الشتاء؟

سواليف – ما يزال الحكم على جاهزية أمانة عمان الكبرى لإستقبال موسم الشتاء الحالي مبكراً، رغم إعلانها الإنتهاء من تنظيف وصيانة مناهل تصريف مياه الأمطار؛ وذلك لتأخر الهطول المطري هذا العام مقارنة بالأعوام السابقة.

لكن هاجس القلق ما يزال يساور العمانيين، خشية أن تتعرض العاصمة لفيضانات كما حصل في العام السابق، حين أدى تساقط الأمطار الغزير، لإغلاق الأنفاق، وتدفق المياه إلى المناطق المنخفظة؛ فتحولت شوارع المدينة لأنهار جارفة للمركبات والمشاة.

أمانة عمان وحسب تصريحات سابقة لأمينها عقل بلتاجي، أقرت بأن ثمة أخطاء في المعالجة، لكنه برر الموقف بأن الأمطار جاءت مفاجئة وغير مسبوقة، وأن مناهل التصريف لم تستوعب كمية الأمطار المتدفقة.

وحسب ما أعلنته أمانة عمان، فإن مهندسيها رصدوا خلال موسم الشتاء الماضي، أماكن التجمعات المائية، والأنفاق، وخاصة أنفاق: أبو هريرة، والسكافي، والصيني، والمنطقة الصناعية في صويلح، وتقاطع خلدا، وعند مخرج الدوار السابع، لمعالجتها من النواحي الفنية والهندسية.

فيما أكد نائب مدير المدينة للمناطق والبيئة المهندس باسم الطراونة، أن الأمانة أنهت أعمال تنظيف وإزالة المخلفات، في مناهل وشبكات تصريف مياه الامطار، داخل الأنفاق المرورية ومجاري الأودية، وشبكات الطرق، والتأكد من جاهزيتها لتصريف واستيعاب مياه الأمطار.

وجاءت هذه التصريحات التي نشرها موقع أمانة عمان، لتؤكد بأن الجاهزية في العام الماضي، لم تكن فعّالة، وأن مناهل تصريف مياه الأمطار، غير مهيأة تماماً لاستيعاب الكميات المتدفقة من المياه، وهو ما تعززه الصور الملتقطة لعديد المناهل المغمورة بالمياه دون أدنى تصريف.

يبدوا أن الجهد الدؤوب لمهندسي وفنيي وعمال الأمانة، وخاصة العمل الليلي، يأتي لتفادي الأخطاء السابقة، كما أن الأعمال الهندسية، بإنشاء عبارات صندوقية حسب المهندس الطراونة، وتوفير مضخات للمياه ومولدات كهربائية داخل الأنفاق، يؤشر على أن ثمة إستعداد ملحوظ لأي طارئ.

وهذا لا يعني أن المشكلة إنتهت، وأن ما حدث العام الماضي، لن يتكرر؛ لأن الأمطار تأخرت هذا الموسم، مقارنة بالأعوام السابقة حسب خبراء التنبؤات الجوية، في حين أن الموسم لم ينته بعد، وأن الأمطار ستهطل -بمشيئة الله- ويبقى الخوف من حالة عدم الأستقرار الجوي، التي تؤدي عادة لسقوط أمطار غزيرة.

لا يقتصر الإستعداد لمواجهة موسم الشتاء، على أمانة عمان وحسب؛ بل أن العديد من الجهات، ممثلة بالمجلس الأعلى للدفاع المدني وهو المخول بموجب القانون، بإنخاذ الأجراء المناسبة وفق ما ورد في الخطة الوطنية للتعامل مع الظروف الطارئة، ووضع خططاً عملية للتعامل مع الأزمات والظروف الطارئة والكوارث، حسب ما صرح به وزير الداخلية سلامة حماد في إجتماع سابق.

ما يهم أن أمانة عمان والجهات ذات العلاقة، تعمل لمواجهة موسم الشتاء، وقد تكون الإستعدادات غير كافية، خاصة مع الهطول المطري المصحوب بالرعد، والذي يؤدي لتشكل السيول والفيضانات خلال ساعات.

وقد حدث ذلك خلال الشهر الماضي حين، تعرضت مدينة العقبة، لفيضانات غير مسبوقة، نتيجة لهطول أمطار رعدية غزيرة، فتم التعامل مع الأزمة بمهنية ومعالجة عملية، تم بموجبها تجاوز الخطر.

رغم أن الدراسات المناخية للهطول المطري، خلال المواسم المطرية للعاصمة عمان، خلال 95 عاماً مضت، تشير إلى 18 موسما مطريا تأخر فيها الهطول المطري (لم يشهد شهري ايلول وتشرين اول اي هطول مطري )، وفق دائرة الأصاد الجوية.

بيد أن الأداء الموسمي كان جيدا في بعضها حيث سجلت تسعة مواسم أعلى من المعدل العام بنسب تراوحت (101%-175%) في نهاية الموسم المطري وسجلت اربعة مواسم أمطارا حول المعدل العام بنسب تراوحت (90%-96%).

هذا يعني أننا ربما نشهد تساقطاً كثيفاً للأمطار، وبالتالي لا يمكن الإرتهان لضعف الهطول أو تأخره، حتى لا نعود للمشكلة، التي شكلت هاجساً مقلقاً للسكان، وللتجار الذين تعرضوا لخسائر كبيرة، سواء في الأرواح والممتلكات.. فهل أمانة عمان وأجهزتنا الوطنية جاهزة بالفعل؟!.

الرأي

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى