لماذا تفر فتح من المصالحة؟؟
كل من له تجربة واطلاع على فتح يعلم تركيبتها القبلية، وكل من له معرفة بشخصية عباس الغامضة، فهو رجل قلبه لا يغفر، لا يسامح ولا يعرف المسامحة، ويشخصن القضايا ويعتبر أي مخالفه له سبباً كافياً ليفتح معركة مصيرية مع مخالفيه، وهذا يفسر خلافه مع دحلان وفريقه ومع الشعبية ومع الديمقراطية ومع حماس.
صدر له كتيب في سنة 1996، ثم سرعان ما اختفى من السوق وملخصه : أن فتح والسلطة حاولت بكافة الطرق احتواء حماس وإدخالها مشروع التسوية ، الإغراء المالي والمناصب والمكاسب والتطويع ولكنها لم تفلح، فلم يبق أمام السلطة بعد فشل الجزرة سوى العصا “وسياسة تكسير العظام”. وهذا النص له.
لذا بدأت السلطة من ذلك التاريخ حملة اعتقالات وملاحقة لحماس وأنصارها.
بالاضافة أن عباس لا يُؤْمِن بالسلاح ولا بالمقاومة وهو مهندس أوسلو وعراب الصفقة، وهو يعلن أن لديه التزامات مع الأمريكان ومع الإسرائيليين ومع المجتمع الدولي .
وأغلب ما يهمه ويحرص عليه حماية مصالح ومشاريع أبنائه الاستثمارية والمالية مرتبطة بوجوده ووجود سلطة متناغمة مع مصالحهم ومصالح الفريق من حوله، وهذا يفسر كافة ترتيباته في فتح والسلطة التي تهدف إلى ضمان هذه الحماية.
كما أن بينه وبين أهل غزة، فتح وحماس والفصائل ثأر قديم عندما ذهب للتعزية بموت عرفات فاستقبلوه بالهتاف والتنديد وحصل إطلاق نار أصيب فيه أحد مرافقيه وأثناء إخلائه من المكان أغلق حراسه باب السيارة على إصبعه بسبب السرعة والإرباك فقطع طرف إصبعه وهو ظاهر للعيان . وهذا يفسر موقفه من غزة.
لقد نصحته الفصائل وفريق ممن حوله وقادة عرب وأجانب وحتى السيسي للذهاب تجاه المصالحة ولا زال يرفض، ويزداد تطرفاً في قراراته وسياساته رغم الدمار الذي لحق بالقضية والشعب والمقدسات ولا زال يوغل في عناده وتصميمه.
وأخيراً أود التذكير بوثيقة سُربت في 2015 أن موشيه يعلون وزير الدفاع الإسرائيلي آنذاك أرسل رسالة بواسطة منسق شؤون المناطق وسلمت لأركان السلطة واطلعوا عليها ومحتواها :
( لا تنتظروا أن نمنحكم دولة، لا يوجد أمامكم حلاً أكثر مما أنتم فيه، حكم ذاتي للسكان . والمفاوضات فقط في كيفية تخريج ذلك.
إذا رفضتم فلدينا البدائل غيركم وليس لكم مستقبل).
هنا تدارس المجتمعون ووصلوا إلى أن الرفض يعني الإعدام لهم وذهاب مصالحهم، لذا يجب أن نستمر في التمسك بحلً الدولتين والمفاوضات مع الإبقاء على التنسيق الأمني الذي يعتبرونه( إجراء دفاعي عن الذات.) والاستمرار في إشغال الشعب في ملهاة المفاوضات والتمسك بحل الدولتين دون الدخول بقطيعة تامة مع الاحتلال.
