المادة (308) عقوبات / المحامي محمد زهير العبادي

المادة (308) عقوبات

أنا رنا ، مهندسة متدربة في مصنع ، من عائلة محافظة و إتغلبت كثير لما أقنعت أهلي أنو أتدرب عشان أشتغل ، دايماً كان في نقاشات حادة على هذا الموضوع ، كان دايماً ردهم ” إحمدي ربك إنو خليناكي تدرسي أصلاً ” ، شرحتلهم كثير إنو التدريب في المصنع رح يكون إشراف على عُمال و ماكينات و راتبي رح يكون منيح ، ردهم كان دايماً “أقعدي بالبيت حتى يجي إبن الحلال و المرة ما إلها غير بيتها و جوزها ” …أنا كنت مُصرة على طموحي و ضليت مُصرة حتى إقتنعوا و الحمد لله خلصت تدريب و تثَبتت .

اليوم الساعة ٦ الصبح رنّ المنبه ، طفيته و أنا بطلّع بالساعة بنص عين ، تنكدّت لأنو راحت علي صلاة الفجر ، قمت و صليت و لبست على السريع عشان ما أتاخر على الشغل ، صحيح أنا متغلبة بالشغل و مُتعب كثير بس مبسوطة لأني بحقق ذاتي و راتبي صار يسد نواقص كثيرة بالنسبة لأهلي ، أنا مسؤولة عن ٣٠ عامل و خط إنتاج كامل ، الكل بحترمني و بنادوني باشمهندسة …وصلت شغلي على الموعد و ما تأخرت ، اليوم كان غير عادي ، كان في ضغط شغل و بنجهز بطلبية كبيرة و مهمة ،كنت بحاول أشجع العمال عل أساس ننجز و نسلمها بالموعد ، أنا كنت مبلغة أهلي إنو اليوم رح أتأخر عشان ما يقلقوا و يعملولي مشكلة … صارت الساعة ٥ و أخيراً العمال خلصوا شغل و الأمور تمام ، شكرتهم على مجهودهم و قلتلهم يروحوا و رحت على مكتبي عشان أخلص المُعاملات الورقية و أراسل الشركة الأم أنو الطلبية جاهزة للتسليم بالموعد ، طلعت من المكتب أدوّر على مكبس لقيت أحمد واحد من العمال بوجهي ، سألتو ليش ما روحت ، قالي بستنى بأخوي ياخدني بس تأخر شوي ، قلتلوا ناديلي أبو ياسر الحارس خليه يجي على مكتبي ، ماحسيت بالوقت و قمت على السريع أضب أغراضي عشان أروّح لأنو كثير تأخرت ، فجأة إنقطعت الكهربا ، خفت و صرت أتحسس حولّي و أنا بمشي و تزكرت إنو أحمد يمكن لسا ما روّح ، صرت أنادي عليه و أنادي على أبو ياسر الحارس ، أكيد لساتو برة بستنى أطلع عشان يسكر المصنع ، ضليت أنادي بس ما حد رد ، بعديها ما حسيت إلا إشي ضربني على راسي من ورا ، وقعت على الأرض ، و شفت بغباش وجه أحمد بالعتمة ، كنت أصرخ بس حسيت صوتي مو طالع كنت بصرخ و بنادي على أبو ياسر و بحكي يا رب يسمعني و ينقذني …إلي صار زي الحلم ، ما صحيت إلا و أبو ياسر بركب جمبي بسيارة الإسعاف و بحكي ” حسبي الله و نعم الوكيل ” .

بالمستشفى كنت مُنهارة ، و عرفت شو صار معي ، أنا كنت فريسة لذئب بشري شوّه حياتي …بس أول إشي فكرت فيه مستقبلي …كان في شرطي و دكتورة فوق راسي ، حالتي إنهيار تام ، بس مع هيك مُخي كان شغال ، إطلعت على الدكتورة و قلتلها بدي إبرة منع حدوث حمل و صُرت أصرخ و أحكي هذا حقي الشرعي … بعديها الشرطي حكالي و طمنّي بعد ما شاف حالتي إنو مسكوا المجرم … بلحظتها أنا فكرت بأهلي ، أنا قضيت على إحتمال الحمل و المجرم إنمسك بس المشكلة الأكبر هي أهلي ، كيف بدي أواجهم … روّحوني عل البيت ، نظراتهم قاتلة ، إحساسهم إني جبتلهم العار كان واضح ، أمي بتلطم و أبوي بحكي هاي آخرة البنت إلي بدها تشتغل .

ضليت بغرفتي أيام و ما طلعت منها ..كنت بهرب من نظرات أهلي و كلامهم ، كنت أسمعهم بحكوا عن محكمة بس ما حد حكالي لازم أروح …. بعديها بفترة أجى أبوي عليّ و حكالي من دون ما يطلع عليّ”بكرة بدنا نروح على المحكمة عشان نكتب كتابك على الزفت إلي عمل العملة “… أنا وقفت و حكتلوا بدك تجوّزني واحد إغتصبني عشان يغتصبني كل يوم ..عشان يهرب من العقوبة ؟؟؟ بدل ما تساعدني بدك تقتلني كمان مرة !!
حكالي “أنا خايف تكوني حامل ، وين بدنا نروح بالولد ..يعني بجوّزك يوم و بطلقك منو بعديها و ماحد رح يعرف “…..ما بعرف من وين أجتني القوة ، مسكته و خليتو يطّلع عليّ ، قلتلوا أنا أخذت إبرة بالمستشفى ولا يمكن يصير حمل ، و إلي عمل معي هيك لازم يتحاكم و ياخذ عقوبته ، أنا بنتك يابا ، إنت عارف شو أنا … والله ما إلي علاقة بلي صار .
نفض حالو من بين إيدي و صار يصرخ ” و الفضيحة و المحكمة و الناس إلي بدها تعرف و شرفك إلي ضاع !!” .
رديت عليه بصوت هادي أنا بعرف إنو بهيك حالات بتكون المحكمة سرّية و بالنسبة لشرفي إلي بتحكي عنه ضاع ، أنا أشرف البنات والله شاهد .

ليش ما تلغوا المادة “٣٠٨” …أنا اليوم مهندسة بشركة كبيرة ، متجوزة ، جوزي مهندس و بنحب بعض والحمدلله ، عندي ٣ أولاد ، و أهلي رافعين راسهم فيي … مجلس النواب لازم يعرف إنه القانون غاية إنسانية ، وهذه المادة جريمة في حق المرأة توازي جريمة الإغتصاب نفسها ، بتمنى توصل رسالتي .

هذه القصة من وحيّ الخيال ، غايتها إيصال رسالة واضحة للمعنيين.

اظهر المزيد

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى