التسوية مصلحة أردنية في جنوب سوريا / عمر عياصرة

التسوية مصلحة أردنية في جنوب سوريا

الصراع يحتدم ويشتد في جنوب سوريا، فالجيش السوري يحشد الأعداد الكبيرة التي لا يمكن فهم حجمها وعتادها، إلا من مدخل الإصرار للسيطرة على درعا. المعارضة المسلحة بدورها مستنفرة جدا إلى درجة أن واشنطن طالبتها بضبط النفس وعدم الرد على الاستفزازات، وهنا يمكن القول إن المعركة وشيكة، وإن عوامل منعها باتت اقل حضورا.
لم يكتف الأردن بالمراقبة والاستعداد، لكنه يحاول، يتصل مع كل الأطراف المتاحة لمنع الكارثة، وكما أشار وزير الخارجية الصفدي فهناك حوار مكثف مع (واشنطن وموسكو) لمنع تفجر العنف في الجنوب السوري.
علينا أن نواصل المحاولة، ألا نستسلم أبدا، فهناك كارثة، وهناك سيناريو أسوأ عنوانه اندلاع مواجهة شاملة، تسفر عن تدفق ربع مليون لاجئ إلى حدودنا، ناهيك عن المخاطر الأمنية والعسكرية.
هناك فرصة للتسوية، إذا ما فكرنا بواقعية، وهنا يجب أن نؤثر على الولايات المتحدة وإسرائيل وقوات المعارضة كي تقبل بها، فالجيش السوري عازم على المعركة ولن يرضيه تسوية ناقصة كما في السابق.
أولا: يجب القبول، من الجميع، بنشر أجهزة الدولة السورية “دمشق” المدنية والعسكرية على امتداد الحدود السورية مع الأردن وفلسطين.
ثانيا: لا بد من إبعاد القوات الإيرانية وميليشيات حزب الله، وكل عسكري لا ينتمي للجيش السوري، عن الجنوب السوري دون لف أو دوران، لان ذلك سيطمئن الأردن وإسرائيل وسيحافظ على سلامة الاتفاق.
ثالثا: أما بالنسبة لمقاتلي المعارضة، فلا بد من تسوية ومصالحات، ولعل العقدة تكمن هنا، لكن في النهاية هناك تسوية لا بد أن تتم على حساب هؤلاء للأسف، فالأوضاع العامة في سوريا لم تعد في صالحهم.
الأردن معني بالتسوية وإنهاء احتمالات تفجر الأوضاع، واعتقد أن النقاط السابقة ستجد قبولا من كل الأطراف، علينا تسويقها بسرعة وقوة وكثافة، وإلا ستكون مواجهة نحن اكبر الخاسرين منها.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى