نفوذ تنظيم الدولة جنوبي سوريا .. هل يقلق الأردن .؟؟

سواليف
الفاصل بين سوريا والأردن- منذ بدء الأزمة ممرا آمنا لعشرات آلاف اللاجئين الذين عبروه مشيا قبل أن يستقبلهم الجيش الأردني ويوزعهم على مراكز اللجوء.

النهر ذاته يقف اليوم عاجزا عن تشكيل حاجز يفصل بين المملكة وجماعات تتبع تنظيم الدولة، منها المثنى ولواء شهداء اليرموك، التي سيطرت على مناطق إستراتيجية تمتد من الريف الغربي الجنوبي لدرعا إلى القنيطرة.

وتشير تسريبات لقيادات في الجنوب إلى أن لواء شهداء اليرموك تحول إلى ذراع لتنظيم الدولة بعد مبايعته، وقتل مؤسسه أبو علي البريدي الملقب بالخال، قبل نحو عام على يد جبهة النصرة ويقوده اليوم السعودي أبو عبدالله المدني.

وبعد خمس سنوات على انطلاق الثورة السلمية من درعا، لم تعد سوريا الجار الآمن للأردن، حيث فرضت عليه التطورات تحديات أمنية غير مسبوقة.

تحديات

تحديات تطرح تساؤلات عديدة حول الدور الذي يمكن أن يلعبه الأردن على حدوده مع سوريا، التي تمتد لمسافة 350 كيلومترا، وداخل الجنوب السوري نفسه لإحداث تغيرات دراماتيكية تصب في صالحه.

شهود عيان من داخل الحد السوري أكدوا للجزيرة نت أن قوات أردنية استهدفت قبل أيام مجموعات تابعة لتنظيم الدولة في القصير الحدودية حاولت الاقتراب من المملكة، ولم تتمكن الجزيرة من الحصول على رد رسمي أردني.

وفي السياق ذاته، كشفت قيادات في الجيش الحر أن عمّان كثفت مؤخرا اتصالاتها مع حلفائها داخل الجيش الحر -يمثلون 50 فصيلا- وفق تسريبات أمنية، ودعتهم للتصدي بشكل أقوى لخطر التنظيم والقوى المحسوبة عليه في المناطق الحدودية.

وفي غضون ذلك، قال المحلل السياسي مجيد عصفور إن الأردن على اتصال دائم مع بعض الفصائل والعشائر في الجنوب السوري، حفاظا على أمن حدوده وضمان عدم اقتراب أي مليشيات تتبع عناصر “إرهابية” أو حزب الله.

الدعم الأردني

من جهته، أكد رئيس المكتب السياسي لجيش اليرموك بشار الزعبي أن الدعم الأردني لفصائل الجبهة الجنوبية مستمر، ولم يتأثر بالتدخل الروسي في الجنوب، ووصف العلاقة مع عمّان بالإستراتيجية والجيدة.

وأضاف أن الأردن يقدم تسهيلات لوجستية، من ضمنها إدخال المواد الغذائية ومساعدات، رافضا التعليق على شكل التنسيق بين الطرفين بوصفه أمورا عسكرية وسرية.

إلا أن قائدا في ألوية الفرقان -رفض الكشف عن اسمه- حمّل دولا عديدة مسؤولية ما آلت إليه الأوضاع في جنوب سوريا، وقال إن الأردن ودولا أخرى مشاركة معه في غرفة العمليات المشتركة اتبعت سياسة الإقصاء والتمييز في دعم فصائل دون غيرها، مما انعكس سلبا على تقدمها على الأرض.

كل ذلك أدى -بحسب قيادي آخر- إلى تنامي قوة تنظيم الدولة وضعف خصومه في الجنوب، وهو -في رأيه- نتيجة للتقاعس عن توفير أسلحة نوعية والتعامل مع الفصائل بسياسة “الكانتونات” وليس التوحيد.

وأضاف أن أولويات الأردن في سوريا كانت سببا آخر في التحاق معتدلين بفصائل متطرفة، باعتبار أن الجانب الأردني يضع نصب عينيه مواجهة تنظيم الدولة، في حين أن الأولوية بالنسبة للفصائل المعتدلة هي مقاتلة نظام بشار الأسد.

(المصدر: الجزيرة نت)

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى