القدس ام الخبز / جميل يوسف الشبول

القدس ام الخبز

ينشغل مجلس النواب هذه الايام او يتم اشغاله بقضية مهمة تلامس كرامة الوطن والمواطن من جهة

وتنهش معدة الفقير وتعمق جرحه من جهة اخرى .

في الاثناء يلوح ترامب بنقل السفارة الامريكية الى القدس ونحن نعلم ارتداد ذلك على الاردن تحديدا

مقالات ذات صلة

الذي اخذ على عاتقه مسؤولية الولاية على القدس والمقدسات الاسلامية والمسيحية .

سوف يستجدي الاردن الرسمي ترامب بان لا يفعل وان فعل فلا حول ولا قوة لهم في الغاء قراره

تماما مثلما يستجدي الشعب الاردني حكومته في عدم رفع اسعار الخبز والمحروقات وان فعلوا فلا

حول ولا قوة للمواطن في مواجهتهم لكن الوطن سيخسر بالتأكيد.

للمواطن ادوات كما للدول ويستطيع الاردن ان يواجه سياسة ترامب كما يستطيع الشعب الاردني

مواجهة سياسات الحكومة التي تؤدي الى اضعاف الوطن ومصادرة سيادته .

ان التكافل سمة من سمات الشعب الاردني والتي ولو كلف مسؤول نفسه وزار بعض المخابز لوجد ان

هناك خانة مكتوب عليها هذا الخبز لمن لا يستطيع الشراء ولو دخل مسجدا ليصلي الظهر او العصر

لوجد كمية من الخبز ورجل يستجدي المصلين ان يقبلوا صدقته ويقول لهم من يعرف فقيرا فله

الاجر حيث يسعى الرجل للالغاء حاجز الحياء من الفقر ، لو زار قرية من قرى الاردن ودخل احد

مخابزها لرأى رجلا او امرأة يطلب من مالك المخبز ز الغاء الدين عن مجموعة من الاشخاص ممن

لا يستطيعون تأمين قيمته .

بتكاتف الدولة والحكومة ومجلس النواب والشعب الاردني نستطيع ان نمنع ترامب مما هو عازم عليه

وسوف يسارع المرجفون ويقولون “والـ 475 مليون اللي دفعهم الزلمة” فنقول لهم انه يدفع القليل

ويأخذ الكثير وهذه المبالغ ليست منحة او منة انما هي بدل خدمات رخيصة نقدمها له لن يجدها في اي دولة اخرى وهذا هو رد الشعب ومجلسه النيابي .

اما رد الاردن الرسمي فهو عبر مخاطبة مليار ونصف المليار مسلم ، ومخاطبة الدول الاسلامية

الفاعلة (تركيا، السعودية، ايران، اندونيسيا )عبر جهود دبلوماسية يقودها الاقوياء الامناء من ابناء

الوطن احفاد وصفي وفراس وجميع شهداء الاردن ممن تشهد ارض القدس وفلسطين على ارتوائها

من دمائهم جنبا الى جنب مع جند صلاح الدين .

الى مجلس النواب الاردني احذروا من الالهاء بقصة الخبز فهي مقصودة ولتكن اعينكم جميعا نحو

القدس وليكن موقفكم حاسما فان فرطتم بالخبز فرطتم بالكرامة و فرطتم بالقدس .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى