الفقر بيضحك ليه
يوسف غيشان
بينت دراسات ميدانية من خلال فحوص عشوائية من مئة مواطن في أكثر من محافظة أردنية تبين ان 80 منهم يعانون من مشاكل في السمع، وإن الكثيرين منهم بحاجة الى تركيب قواقع في الأذن. وقد عزا أحد الأطباء الذين ساهموا في إجراء هذه الفحوصات الى ان هذا الارتفاع الكبير في عدد المصابين يعود الى الفقر…. الفقر ما غيره (هل تذكرونه) !!
لكل واحد منكم الحق في التفكير بالطريقة التي يفعل الفقر فعله وأفعاله في الناس الغلابى. أما أنا فأعتقد ان هذه الدراسة الميدانية قد فتحت الباب أمام أنواع جديدة من الفقر لا تعرفها الدراسات الإنثروبولوجية ولا الاجتماعية.
في السابق كنا نصنف الفقر انواعا، مثل الفقر العادي، والفقر الشديد، والفقر المدقع (لا اعرف معنى مدقع حتى ساعة اعداد هذا المقال) ويتم بعدها تحديد الخارطة الفقرية للأردن وجيوب الفقر الملونة حسب التصنيف.
الدراسة الميدانية اظهرت لنا انواعا جديدة من الفقر لم يعهدها العالم من قبل ومن بعد. فهناك الفقر (المطرم) يعني الفقر الذي يؤدي الى الصمم. وهذا ما اكتشفناه وهو موزع، لكن ليس بالقسطاس، على كافة محافظات الوطن المعطاء.
طبعا سوف نستمر في اجراء الدراسات، لنستكشف الفقر المعمي …والفقر المفلج، وربما نكتشف انواع فقر متعددة حسب الحواس البشرية، ويمكن نحت الكلمات المناسبة فيما بعد، اذ على العلماء الاكتشاف وعلى اللغويين ابتكار الكلمات.
سوف يتحدثون علينا في الكتب الأكاديمية. اما نحن فسوف نفخر بأننا نحن الذين أطرمنا الفقر ونحن الذي أعمينا الفقر…او (احنا اللي خلينا الفقر يقول: هه؟؟)
