حلمُ الجائع / ميس داغر

حلمُ الجائع

بعد أن دقّت ساعتهم البيولوجية تمام الثالثة، توقف الصغار الثلاثة الحافون عن اللعب في ساحة البيت الباردة. دخلوا البيت، وانضموا إلى باقي العائلة فوق الحصيرة المهترئة لغرفة المعيشة، الدافئة بفعل أنفاس قاطنيها. إلى جانب الصغار، كان يجلس الوالدان يمدّان أرجلهما المشققة كعوبها. وعلى الحائط الذي سلخت الرطوبة وجهه عن عظمه، أسندت الأختان الكبيرتان ظهريهما.

ظهرت في التلفاز نجمة مسلسلهم المفضل، منهارة الأعصاب بعد أن فقدت ابنتها الوحيدة وإحدى عينيها في حادث. كانت تصرخ بجنون، وشرعت في تكسير التحف واللوحات الفنية في قصرها المشيد. وأفراد العائلة جميعاً –أثناء هذا- يفصفصون بذور القرع الأبيض، ويتابعون هستيريا المشهد بعيون لا يظهر عليها الاكتراث.

ولمّا أنهكها الغضب والانفعال، ألقت نجمة المسلسل بنفسها على أريكة باذخة في غرفة جلوسها الملكية، وظلت تبكي وحيدة كطفل يتيم. في تلك اللحظة توقف الوالدان والأبناء عن فصفصة البذور، وهتفوا في صيحةٍ واحدة باندهاشٍ عظيم: الله! ما أجمل أريكتها!

مقالات ذات صلة

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى