نحن أولى بفائض كهربائنا / محمد حسن الزعبي

نحن أولى بفائض كهربائنا
محمد حسن الزعبي

لم يعد خافيا على كل أردني أن لدينا فائضا” في توليد الكهرباء وجميع الحلول التي تطرح من تصدير أو تقاعد مبكر لبعض المحطات القائمة أو وقف لمشاريع الطاقة المتجددة إنما هي ترحيل للمشاكل وترقيع باهت في ثوب صناع القرار البالي. جميع ما يطرح من حلول تتجنب التخفيف على المواطن وكأنه عدوهم اللدود، تتجنب تقليم أظافر فاتورة الكهرباء التي تركت آثارها على وجه المواطن وجسده، لا تحب الحكومة أن تنسينا أن فرق أسعار الوقود لا يزال يجثو على صدورنا وأن وقع فاتورة الكهرباء على الأردني أشد ألما من غضب والديه. لقد بتنا متشائمين ونشعر أن ” زلم” قطاع الطاقة يستمتعون بنغمات أنين المواطن ، لا بل يطربون لسماع شكواه.
أنا أعرف أن الذي لديه فائض في سلعته يقلل من ثمنها حتى يبيعها والكهرباء سلعة في نهاية المطاف. من المؤسف القول أن هذه السلعة لم نعد نحسن التعامل معها، فمرة نسخط عليها فنوقفها ومرة نفكر بتخزينها ومرة نشتري وقودها من عدونا لنبيعها لصديقنا، أي تخبط هذا. أي استهتار بمشاعرنا وعقولنا. يا للعار، الأردني في كل الدول المجاورة يصنع المستقبل لأهلها، يرسم لهم غدا مشرقا ونحن يلعب بنا حفنة من الفاسدين الجهلة.
إن دعاة تصدير الكهرباء، أيها السادة، لن يحصلوا على الأسعار التي تعود بالربح على هذا القطاع لأن المشتري يولدها في بلده بسعر أقل من أسعارنا بكثير. كل ما أخشاه أن نوقع على عقود بيع للكهرباء توقعنا بما أوقعتنا عقود التوليد لدينا. كل ما أخشاه أن نورط أنفسنا بالتزامات مادية لا قبل لنا بها. يا “خوفي” أن نبيع الكهرباء بسعر رخيص ونحرم مواطننا من التمتع بها وعندها يصدق قول الشاعر
حرام على بلابله الدوح حلال للطير من كل جنس
يا عقلاء البلد، قللوا من أسعار الكهرباء ينتعش المواطن، تنتعش الصناعة، نستطيع منافسة الآخرين، نشغل أبناءنا العاطلين عن العمل، تقل الأسعار وسيزداد دخل قطاع الكهرباء لأن البيع الكثير فيه دخل كثير. لو كان الغلاء مصدرا للرخاء لما تقدمت الصين يا من تتحكمون بمستقبلنا.
أعطوا لهذا المواطن فرصة أن يشعر أن له خيار في الاستهلاك، طوروا منظومة التعرفة ، ليلي ، نهاري، موسمي، أسعار تشجيعية، حدود دنيا، حدود عليا. ابتدعوا طرقا ذكية لتحصيل أثمان الكهرباء تريح المواطن وتساعده على هضم فاتورة الكهرباء بيسر. خففوا على المواطن قبل أن يخف عقله!!!

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى