نبراس على الطريق (5 ) / أمجد شطناوي

ذكرنا في مقالنا السابق ان صلح الحديبية كان بداية المرحلة الرابعة ونزيد هنا ونقول ان صلح الحديبية كان مفصلا تاريخيا كبيرا غير مجرى التاريخ. ما قبله ليس كما بعده فقد كان اللبنة الأساسية لتهيئة الهدف الأعظم والمنشود الا وهو بلوغ دولة التمكين التي لن يستطيع أحد الوقوف أمامها فكان فتح مكة اعلانا عن قيام دولة عظمى فدخل الناس في دين الله افواجا فكان لدولة الإسلام قوانين جديدة قوانين من بلغ القمة ولكن بقيم ربانية فلا يستطيع قلمي ان يقول راقية فكفى بها وحسب من عند الله ناخذ بها مستسلمين لها بعد ان دخلنا بالإسلام عقلا . فكانت رسالة هذه القوة وبلا مهادنة التخيير بين ثلاث السيف او الجزية أو الدخول بالإسلام فإن دخلت الإسلام فلك ما لي وعليك ما علي انه قانون :؛ الناس كاسنان المشط . في هذه المرحلة ما كان مناسبا للمراحل التي قبلها لم يعد مناسبا لهذه المرحلة والسبب واضح وجلي الا وهو القدرة . في هذه المرحلة دانت الجزيرة بدين الإسلام ولم يعد هنالك من منافس فتم سحق الكفر كله . في هذه المرحلة كان جهاد الطلب من اوسع أبوابه اكتمل الدين وكان الإعلان عن ذلك بحجة الوداع ، فكانت فرحة القائد الملهم والموحى اليه ليشاهد ثمرة جهاده ودعوته المتدرجة من الكلمة الطيبة والحجة والبرهان إلى التخيير بين ثلاث بلا مواربة فما كان يصلح لما قبل فتح لم يعد يصلح لما بعد الفتح ولنا ان نعلق ونقول ليس بسبب فائض القوة كما هو في الدول العظمى على مر العصور لا بل هو التسريع نحو إخراج الناس من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد أنه دين رحمة اسفك دمي لكي أنقذ رقبة الآخر من العذاب فليس للفتوحات الإسلامية اي هدف اقتصادي او مصلحة استعمارية إنها رسالة خاتم الانبياء ألتي لا دعوة أخرى بعدها. بعد ان رأى خاتم الانبياء نجاح الدعوة ودخول الناس في دين الله افواجا واصبحت الدولة الإسلامية قوة عظمى فكانت رسالته التي يصر عليها تسيير الجيوش إلى الفرس وروما. انتقل الرسول صلى الله عليه وسلم إلى الرفيق الاعلى وقد أصبحت دولة الإسلام على أبواب أعظم دولتين وهنا نشير إلى ان عدد من قتل من المسلمين إلى ان أصبحوا على أبواب روما وفارس أقل من 1000 شهيد وهذا تجسيد لقانون أعظم المكاسب بأقل الخسائر ، لم يشهد التاريخ لدولة ما عظمت المكاسب بأقل الخسائر كما شهدت دولة الإسلام بقيادة فذة عبقرية بشرية وموحى إليها فيما يخص التبليغ ونسطر هنا ان بعض الخسائر كان ليس بخطأ القائد ولكن بسبب مخالفة اوامره مثلما حدث في غزوة أحد وهذا الخطأ كان له فائدة وحكمة بنفس الوقت لن نخوض بهما . في هذه المرحلة نسطر ما يلي:- يجب الأخذ بالسنن الكونية التي تشمل الأخذ بالأسباب. ثانيا :؛ دخول المعارك ليس شيكا على بياض فهنالك نسب يجب الأخذ بها كما وردت في القرآن ثالثا:- مراعاة الزمان وأدواته رابعا :- يجب الاخذ بعين الاعتبار المراحل المتعلقة بمراحل نمو الدولة بمعنى التدرج ولكل درجة هنالك قوانين ناظمة لها خامسا:- جهاد الطلب غير المقيد يتطلب القدرة فإن لم يتحقق شرط القدرة فلا لزوم له وننتظر فرج الله كما الحال مع نوح عليه السلام وموسى على سبيل المثال لا الحصر . سابعا :؛ من يقرر جهاد الطلب ولي أمر المسلمين. في الختام لست الا فردا اجتهدت ولكن ما قلت قد يكون درجة في سلم الحقيقة واترك النخب كل النخب إلى وضع ما كتبت في الميزان ودراسته وتنقيح ما ذكرت او نقضه للخروج بخارطة طريق واضحة المعالم لا لبس بها ولا تترك من شاء بفعل ما شاء وهما اقصد جهاد الطلب فيهلك نفسه ويهلك الامة . استودعكم الله الذي الذي لا تضيع ودائعه

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى