( ناقوس الخطر )/مهند ابو فلاح

توالت ردود الافعال الغربية على الهزيمة المدوية التي مني بها حلف الناتو ” شمال الأطلسي ” في أفغانستان على يد حركة طالبان بعد سقوط العاصمة كابول بيد مقاتلي هذه الأخيرة بعد عشرين عاما من غزو و احتلال هذا البلد الواقع في أسيا الوسطى و الذي عُرِف عنه أنه مقبرة للغزاة .

أفغانستان الصخرة التي تحطمت عليها امواج الغزاة على مدار التاريخ من انجليز و سوفييت و امريكان الخ ……… حظيت بإهتمام الإعلام مؤخرا بعدما كان ينظر إلى الحرب فيها على الدوام باعتبارها حربا منسية قبل أن تسلط الأضواء عليها قليلا على إثر اتفاق الدوحة الذي أبرم بين أطراف النزاع هناك في مطلع العام ٢٠٢٠ برعاية قطرية .

اللافت للإنتباه حقا بين ردود الافعال الغربية على انتصار طالبان هو تلك التصريحات التي صدرت على لسان الرئيس الأمريكي السابق الجمهوري دونالد ترامب الذي وصف ما حصل في أفغانستان بأنه هزيمة تاريخية للولايات المتحدة الأمريكية داعيا الرئيس الحالي الديمقراطي جو بايدن لتقديم استقالته على خلفية هذا الحدث ، رغم أن اتفاق الدوحة الذي عبّد الطريق و فتحها على مصراعيها امام انسحاب بلاد العم سام من هناك تم إبرامه في ظل ولاية السيد ترامب الرئاسية .

مقالات ذات صلة

على أية حال فمن المؤكد أن تصريحات ترامب هذه تعكس تمهيدا قويا ناريا لحملة حزبه الانتخابية الرئاسية المرتقبة و التي سيشكل الانسحاب من أفغانستان أحد أهم محاورها باعتباره دليلا على ضعف الإدارة الديمقراطية و الحاجة إلى استبدالها بأخرى قوية تعيد إلى الولايات المتحدة هيبتها على الصعيد الدولي .

استعادة هيبة الولايات المتحدة بعد اربع سنوات من الأن يعني عودة اليمين المتطرف إلى البيت الأبيض أما من خلال شخصية ترامب المثيرة للجدل أو شخص ما على شاكلته ينتمي إلى ذات حزبه الجمهوري .

احتمال عودة الجمهوريين إلى البيت الأبيض يذكرنا هنا في الوطن العربي تحديدا بسلسلة الكوارث التي حلت بنا لاسيما فيما يخص القضية الفلسطينية و الصراع العربي الصهيوني بفعل سياسات إدارة دونالد ترامب كنقل سفارة الولايات المتحدة من تل أبيب إلى القدس و اعتراف امريكا بسيادة الكيان الغاصب على هضبة الجولان السورية المحتلة ناهيك عن دفعها بقوة نحو التطبيع بين بعض الأنظمة العربية و الدويلة العبرية المسخ و هو الأمر الذي يدق بعنف و قوة ناقوس الخطر هنا في الشرق الأوسط في ظل مخاوف حقيقية من تأييد مطلق و انحياز سافر تام لصالح ما تسمى بإسرائيل من قبل سيد البيت الأبيض القادم على نحو يعني الدفع باتجاه تحقيق الأهداف الاستراتيجية لحكام تل أبيب و المتمثلة في تهويد فلسطين من بحرها إلى نهرها و تهجير شعبها العربي الاصيل و اقتلاعه من جذوره تحت حجج و ذرائع واهية .

الذرائع و الحجج الواهية التي يحاول الإعلام الغربي المتصهين تسليط الأضواء عليها في محاولة مكشوفة منه لخلق رأي عام غربي مؤيد لفكرة طرد الفلسطينيين من أرضهم نراها واضحة كالشمس في رابعة النهار عبر إبراز الاخبار المتعلقة بتهنئة بعض فصائل المقاومة الفلسطينية كحركتي المقاومة الإسلامية حماس و الجهاد الإسلامي لحركة طالبان بانتصارها للتدليل على أن المقاومة الفلسطينية هي جزء من حركة أصولية إسلامية متطرفة تهدد أمن العالم بأسره و استقراره ناهيك عن إبراز علاقة هذه الفصائل بنظام الملالي الحاكم في طهران في ظل تصاعد التوتر بين إيران و الغرب حول الملاحة البحرية هنا و هناك و هو محور ءاخر لا يقل قذارة عن سابقه في خضم الاعداد لجعل شعب فلسطين الضحية المستقبلية الاولى للتغييرات القادمة في البيت الاسود الأمريكي .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى