تركيا تلمح لعملية برية في العراق

سواليف – اعلن وزير الخارجية التركي مولود تشاوش اوغلو امس أن تركيا قد تشن عملية برية في شمال العراق حيث تنفذ القوات الحكومية العراقية والقوات الكردية العراقية هجوما ضد «داعش»، وذلك بهدف القضاء على أي «تهديد» لمصالحها.

وقال تشاوش أوغلو لشبكة «كانال 24» التلفزيونية ردا على سؤال عن احتمال تنفيذ القوات التركية عملية برية انطلاقا من قاعدة بعشيقة في شمال العراق «اذا كان هناك خطر يهدد تركيا، فسنستخدم كل وسائلنا، بما في ذلك عملية برية للقضاء على هذا التهديد».

وأضاف «هذا أبسط حقوقنا الطبيعية».

وتقول تركيا ان وجود «داعش» وحزب العمال الكردستاني الذي تصنفه بالمنظمة الارهابية في شمال العراق، يشكل تهديدا لها. علما أنها تدعم مجموعات كردية في العراق بالتدريب، لكنها المجموعات التي لا تملك صلات مع اكراد تركيا المتمردين على السلطات.

وتطالب تركيا بالمشاركة في الهجوم الجاري على مدينة الموصل، لكن بغداد ترفض ذلك.

وتؤكد أنقرة أن مدفعيتها في قاعدة بعشيقة في منطقة الموصل قصفت مواقع للمتشددين بعد ان طلبت قوات البشمركة الكردية المشاركة في الهجوم الدعم، وهو ما تنفيه بغداد.

وقال «اذا اشتد خطر «داعش» سواء في سنجار أو في مناطق أخرى (من العراق)، عندها سنستخدم كل قوتنا» للقضاء عليه.

بدورها اعلنت الامم المتحدة امس انها تلقت معلومات تفيد بان متشددي داعش اعدموا عشرات الاشخاص بينهم خمسون شرطيا مع اقتراب القوات العراقية من مدينة الموصل.

وقال المتحدث باسم المفوضية العليا لحقوق الانسان التابعة للامم المتحدة روبرت كولفيل في مؤتمر صحافي في جنيف، ان هذه المعلومات التي لا تزال «اولية» تم استقاؤها من مصادر مدنية وحكومية مختلفة لا يمكن كشفها لاسباب امنية.

واوضح ان المتشددين ارتكبوا هذه الفظائع بين الاربعاء والاحد الفائتين فيما كانت القوات العراقية تتقدم في اتجاه الموصل، آخر معقل للجهاديين في العراق.

واوردت الامم المتحدة انه في قرية السفينة التي تبعد 45 كلم جنوب الموصل، قتل المتشددين 15 مدنيا قبل ان يلقوا بجثثهم في بحيرة لترهيب السكان الاخرين على الارجح.

كذلك، عثرت القوات العراقية على سبعين جثة تحمل اثار رصاص في العشرين من تشرين الاول في قرية تلول ناصر المجاورة. لكن كولفيل اوضح ان تحديد هوية المسؤول عن هذه المجزرة لا يزال متعذرا.

ولفت كولفيل الى ان الشرطيين الخمسين الذين كانوا محتجزين لدى داعش اعدموا الاحد في مبنى عند اطراف الموصل.

واضاف «لدينا خوف كبير الا تكون تلك المعلومات هي الاخيرة عن اعمال همجية يرتكبها داعش».

واوضح ان كل ما تقدم «لا يزال يتطلب مزيدا من» التحقق لتتمكن الامم المتحدة من تاكيد حصول هذه الوقائع.

وكررت المفوضية العليا مخاوفها من استخدام مدنيين دروعا بشرية من جانب الجهاديين في الموصل لمنع القوات العراقية التي يدعمها تحالف تقوده واشنطن من استعادة المدينة.

الى ذلك باتت القوات العراقية امس قاب قوسين او ادنى من المحور الشرقي لمدينة الموصل، في وقت عقد وزراء دفاع التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن اجتماعا امس في باريس للبحث في تطورات الهجوم ضد آخر معقل للمتشددين في العراق.

ميدانيا، تستعد قوات من الحشد الشعبي المؤيد للقوات الحكومية لفتح محور جديد في الجهة الغربية من منطقة الموصل، بهدف قطع الطريق على عناصر داعش الذين يهربون من الموصل الى سوريا.

واستعاد جهاز مكافحة الارهاب، قوات النخبة العراقية، السيطرة على مناطق قريبة من الضواحي الشرقية للموصل.

وقال قائد الجهاز الفريق عبد الغني الاسدي «تقدمت قواتنا من محورنا خمسة الى ستة كليومترات باتجاه الموصل».

واضاف متحدثا من بلدة برطلة المسيحية التي تمت استعادة السيطرة عليها «نحن ننسق الان مع قواتنا في باقي المحاور من اجل شن هجوم منسق».

وتواصل قوات البشمركة الكردية من جهتها تقدمها من المحور الشمالي، في حين لا تزال قوات الشرطة الاتحادية التي تتقدم من الجنوب بعيدة نسبيا عن ضواحي الموصل.

واعلن متحدث باسم «عصائب اهل الحق»، أبرز فصائل الحشد الشعبي، ان قوات الحشد «كلفت رسميا» باستعادة السيطرة على بلدة تلعفر ومنع عناصر داعش من الفرار من الموصل غربا باتجاه سوريا.

وقال المتحدث الشيخ جواد الطليباوي «مهمة الحشد الشعبي تكمن بمنع هروب الدواعش باتجاه سوريا وعزل الموصل بشكل كامل عن سوريا».

واضاف «نتوقع ان تكون المعركة صعبة وشرسة لانها تحاول قطع الجهة الغربية ومنع هروب الدواعش وتمزيق اشتاتهم».

أ ف ب

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى