ما بين العشّ والقفص ،آلام وأحلام ! / احمد الحارس

ما بين العشّ والقفص ،آلام وأحلام !

“لا أعلم لماذا فعلت ذلك ،لا أدري لماذا قتلتهم ،فقدت أعصابي ،الغضب نعم إنه الغضب لقد نفذ صبري فقتلت عصفورتي وفراخها ”

هكذا برر هذا الطائر المتعجرف عندما سئل عن جريمته التى فعلها بدم بارد وبكل بساطة قال ذلك…

نعم بكل بساطة وبرود خرّب هذا العشّ الجميل …بكل بساطة نقر زوجته وصغاره وقتلهم جميعا …بلا رحمة وبلا شفقة …هكذا فعل وفعل رغم أنّهم ملكه ..له..هو من تعب عليهم ..هو من ربّاهم ..هو من يراهم كل يوم يكبرون في عينيه ..بكلّ بساطة هدم عشّه …ودمّر حلمه ..

مقالات ذات صلة

يا ترى ماذا فعلت العصفورة وفراخها حتى تلقى مثل هذا المصير؟..ماذا فعلت حتى يكسر جناحيها ولا تطير ؟… ماذا فعل فرخه الذكر الصغير ،وقد تحطم مستقبله قبل أن تُهضَم في حوصلته حبّة الشعير ؟ماذا فعلت الانثى وقد أوشكت على الانتقال لعشها الصغير ؟
ما ذنب زوجها وقد انتظر لقاءها ،ولكنّه للأسف لا يعلم أنّ يوم زفافه عسير؟ ….

بالله أخبروني ماذا فعلوا حتى يلقوا من صحابهم هذا المصير ؟؟

قتل الماضي والحاضر الجميل وعشرة السنين ، قتل الأم والزوجة والصديقة ورفيقة العمر ، قتل العصفورة الحنونة التى يخرجون عنها في الصباح جميعا… وما أن تبدأ الشمس في المغيب حتى يرجعوا لحضنها الدافئ وتغريدها السعيد.. هكذا برر من قتل مستقبله ذي الاربع والعشرين ربيعا وهو يراه يكبر ويكبر حتى صار عصفوره يافعا ،كسّر عكازه الذي ما هي الا سنون قليلة قادمة في حياته وسوف يطلبه ثانيةً ليتعكّز عليه ولن يجده أبدا…سوف يكبر ويهرم ولن يجد من يضع اللقمة في فيه، ولن يجد عشّا يأويه …نعم سوف يكبر هذا الطائر ولن يجد حوله أحفاد من نسل الأجداد ..أصبح أبتر كقوم عاد..قد قطع بغباءه نسلَه…أجرم بحقّه وحقّ شملِه …

أدعوك ربي أنْ ترحم العصافير رحمةً واسعة وتبدلهم أهلا خيراً من أهلهم وبيتا خيراً من عشّهم…وأسألك أن تتطيل في عمر ذاك الطائر في ذلك القفص حتى يندم ويتألم على كلّ لحظةٍ فقد فيها عشّه…

أحمد الحارس

اظهر المزيد

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى