وصفي التل عروبة و انتماء / ايمن احمد الشوابكه

وصفي التل عروبة و انتماء

تصادف اليوم الذكرى الخامسة و الاربعون لرحيل زعيمنا الاردني و العروبي وصفي التل ذلك القائد الذي لم تتكرر شخصيته في الولاء و الانتماء لبلده و امته فكان خير رفيق لمليكنا الراحل الحسين بن طلال في بناء الاردن و تطويره و بناء الاجيال المؤمنه بقضيتها العربية في الصراع مع الكيان المحتل لفلسطين و ان كنا نحن الجيل الذي لم تتشرف اعينهم برؤيته فكان الرحيل قبل مجيئنا الى هذه الحياة الا اننا تتلمذنا على فكره و اخلاقه و انتمائه لهذا الوطن الغالي .
لقد ارسى الشهيد ابان توليه مهام الرئاسة و الادارة في الاردن قواعد في الحكم و البناء لدولة تقوم على العدالة و الانتماء و خدمة الامة فعكف على اصلاح الجهاز الاداري و التنفيذي و القضاء على الرشوة و المحسوبية و انشاء معسكرات صيفية للشباب الاردني تقوم على فكر الولاء و الانتماء لتراب هذا الوطن و انشاء جيل قادرعلى تحمل مسؤلياته امام التحديات التي تعصف بالاقليم و اولها ذلك الكيان الغاصب لارض فلسطين فكان مؤمنا بان لاحل و لا كرامة الا بالقتال ، و قام باشراك الجيش العربي في التطوير و الاقتصاد و تسخير مقدراته لخدمة الوطن و ابناءه فكان رحمه يمتلك مشروعا نهضويا بكل جوانبه الاقتصادية و السياسية و الثقافية فكان مؤمنا بان المواطن الذي يعيش في امن حقيقي هو وحده الذي يعرف كيف يموت بشجاعة في سبيل بلده اما المواطن الذي يعيش في الرعب و الخوف و الفوضى فهو لا يملك شيئا يعطيه لا لبلده و لا لاحد من الناس و من غير النظام و القانون لا يمكن لاي مجتمع في هذا العالم ان يؤمن لمواطنيه امنا حقيقيا .
على هذا الفكر و النهج نشاء الاردنيين و ربوا ابنائهم و بناتهم و كان فكر وصفي و انتمائه حكايا المجالس و المدارس تتفاخر بها الاجيال جيل بعد جيل و ان كنا في عتمة ظلماء فلم يعد الولاء و الانتماء لهذا التراب معيارا تقاس به درجة المواطنه فكم من متعد على حرمات هذا الوطن و شعبه تبواء و يتبواء مقاليد الادارة و الوزارة و يحكم و يرسم و يبيع مقدرات هذا الوطن المجبولة بدماء الشهداء و عرق الاباء و الاجداد حتى اصبح هذا الوطن منارة في الامن و الاستقرار و ملجاءا لكل من هدموا اوطانه ، فنحن للاردن و العروبة .
ايها الزعيم الخالد في القلوب و الذاكرة ، اغتالتك اياد الغدر القذرة ايان كان منبتها و مشربها و انت مدافعا عن فلسطين فكان ايمانك بان لا سبيل لتحرير فلسطين الا بتشكيل قوة عربية موحدة و قد حملت هذا الفكر متوجها الى ارض الكنانة لتضع الامة العربية امام مسؤولياتها و تحدياتها و لكن اعداء فلسطين و الامة اغتالوا فلسطين قبل اغتيالك ، فلم تكن يوما ذا نزعة اقليمية او مذهبية فكنت صاحب فكر عربي اسلامي همك الامة و فلسطين و لم تساوم على ترابها و مقدساتها .
نفتقدك ايها الزعيم من هول العواصف التي تحوم على رؤوسنا و الحرائق تشتعل و تحرق اخواننا في سوريا و العراق و اليمن و ليبيا و لا نعلم الى اين بوصلة الاقليم تتجه ، نفتقدك ايها الزعيم لاننا بعنا الارض و رهناها للبنوك لنبني بيتا يستر عوراتنا و لنعلم ابناءنا فلم نعد نقوى على متطلبات الحياة التي اصبحت حكرا لابناء السادة و الطبقة المخملية و المرتزقة الذين نهبوا خيرات هذا البلد و تضحياتك و تضحيات اخوانك في الجيش العربي فتراب هذا الوطن يوزع على الاحباب و الاصهار و الجيران .
رحم الله الشهيد وصفي التل و حمى الله الاردن و القيادة الهاشمية العروبية المظفرة ، عاش الاردن و عاشت فلسطين حرة رغما عن انف الاحتلال و اعوان الاحتلال .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى