الرقص مع اللصوص

#الرقص مع #اللصوص / #يوسف #غيشان

قلّة الشغل بتعلم التطريز، كما يقولون، أما أنا فقد علمتني البعبشة في الكتب، بحثا عن المعرفة والتسلية والمتعة أولا وثانيا وثالثا، أما رابعا، فإنني أستغل هذه البعبشة في البحث عن حلول ذكية لمشاكلنا الغبية، وتحديدا في مجال عجزنا عن وضع الرجل المناسب في المكان المناسب. لكنني وجدت حلا رائعا لهذا خلال المطالعة العشوائية:

ففي واحدة من أقاصيص الفيلسوف الساخر الفرنسي الكبير فولتير يتحدث عن الشاب البابلي صادق الذي كان يتجول في البلاد الواسعة، في القرن الخامس عشر الميلادي وفي واحدة من رحلاته يصبح مستشارا لملك سرنديب (سيلان حاليا)، وكان هذا الملك يعاني من فساد بطانته وسرقتهم الدائمة للخزينة، وقد غير امين خزينته أكثر من مرة، لكن خزينته كانت تنتقل من لص لآخر.

استشار الملك الشاب البابلي صادق، وسأله كيف يستطيع أن يحصل على أمين خزينة نزيه ولا يسرقه، فقال له بأن أفضل وسيله للحصول عليه هي عن طريق مسابقة رقص. اندهش الملك لكن صادق أكد له انه الحل الوحيد .

مقالات ذات صلة

أعلنوا عن مسابقة رقص، وقد وضع صادق جميع كنوز الملك في الطريق قبل أن يصل الراقصون الى الحلبة، دون حرس. وصار الراقصون يدخلون واحدا تلو الآخر، وكانوا جميعا يعانون من الثقل، هذا يميل الى جنبه الأيمن والأخر الى الأيسر، والثالث لكأنه يعاني من الباسور والرابع من الناسور، إلى أن جاء أحد الراقصين وكان رقصه سيئا لكنه كان خفيفا ويتنقل كل سهولة في أرجاء الحلبة، فأشار صادق الى الملك وقال له:

  • هذا أمين خزينتك النزيه.

طبعا عرفتم السبب، ولم يبطل العجب، فقد قام المتسابقون بسرقة ما تيسر لهم من الذهب والجواهر خلال مرورهم، ووضعوه في جيوبهم وأكمامهم، لذلك فشلوا في أداء الرقص، أما الرجل النزيه فقد كان خفيفا.

والله ما انا عارف بكرة بعد ما أموت كيف بدكو اتدبّروا حالكو!!.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى