من وحي أزمة “طز” النيابية .. الهيبة تفرض ذاتها بالأداء

كتب: نادر خطاطبة
التصرفات الانفعالية ، وما يصدر عنها من بعض المفردات ، لايفترض التوقف عندها كثيرا، والإصرار على دلالاتها الانطباعية ، خاصة وان المعنى اللغوي الأصيل ، يوفر مخرجا للتجاوز عن الأمور التازيمية، من هنا فمفردة ” طز ” مثار الازمة النيابية راهنا ، كان الاجدى ردها لاصلها التركي ومعناها ” الملح ” واستخدمت بين التجار العرب ومفتشي الضرائب العثمانيين ، فمجرد ما كان ينطق التاجر العربي ” طز ” يدرك العثماني ، ان الملح غير خاضع للضريبة ، وتكون الطز بمثابة تذكرة المرور ..

والطز او الطزين – لا أعلم عددها – التي ألهبت حوارات مجلس النواب الكريم ، في السياق المحلي تتنوع دلالاتها في المناطق العربية ، لكنها تتفق في جوهر المقصد ، الذي يرمي لعدم المبالاة بأمر ما ..

في المغرب المقصد بالطز ، أقرب للمثل الشعبي المحلي اردنيا ( مثل الضراط على البلاط ) ، وتقال لوصف فعل لايقدم او يؤخر ، فيما في تونس ذات الطز ، تحمل أكثر من دلالة ، فطز فيك ( وحاشا لله ان تكون لكم ) يقصد بها اني غير آبه بك ، فيما بذات البلد أيضا – اي تونس – لها دالة أخرى، حيث يقال ” طُز الكرة ” اي اقذف بها ، والتي يقابلها بلهجتنا العامية ” اشقطها” وحتى الأخيرة بلهجتنا تحمل أكثر من دالة ، فربما تستشيط غضبا لو قال لك أحدهم ” روح لاشقطك ” وهكزا …

من هنا ، وحيال الغضبة النيابية ، فلنتمسك بمعنى طز اللغوي التركي ، اي الملح ، وننحيها عن قضية هيبة المجلس ، ومسها، وغيرها من مفردات ، اتكأ عليها رئيس مجلس النواب لتحويل النائب اسامة العجارمة للجنة تحقيق ، معتبرا اياه استخدم المفردة للاساءة للمجلس ، ما ولد اعتقادا لدى العامة، من ان الاجراء ، ياخذ منحى منشده رأس النائب، ومستقبله السياسي والنيابي، وربما أكثر، للاطاحة به، ولأسباب لاصلة لها بما بدر منه ذات انفعال ، بقدر ما هي متصلة بأداء، بات يزعج مراكز قوى، وفق النائب وانصاره ، ويبدو ان دائرة المتناغمين شعبيا مع الاعتقاد تتسع ، وهو تناغم كنا قد عشناه ايضا، بمعية المجلس السابق ، في قضية الطلب الحكومي انذاك ، رفع الحصانة عن النائبين غازي الهواملة، وصداح الحباشنة، وهو ما انصاعت له لجنة المجلس القانونية، التي كان يرأسها العودات انذاك، والذي تبدو عليه الحماسة ايضا في قضية العجارمة الان ، من خلال رئاسته للمجلس .

بالمقابل ، لابد ان نشير، ان مسألة هيبة المجلس الموقر ، وفرضها ، او استعادتها ان شعر اعضاؤه انها اهدرت ، فالفرصة مواتية ، وعلى مرمى مذكرة ، شرع نواب بجمع تواقيع عليها لطرح الثقة بالحكومة اليوم ، بعد ان اغلقت الحكومة الإدراج، على مذكرة كان قد وقعها ١٣٠ منهم، تطالب بطرد السفير الاسرائيلي، فبالضرورة ، والمنطق ، ان يوقع ذات الرقم الذي طالب بطرد السفير ، على مذكرة طرح الثقة ، والا فمسالة المجلس ، والحفاظ على هيبته، ستحيط بالية تحقيقها ، وحفظها علامات استفهام كثيرة ..

بالمجمل ، الهيبة تفرض ذاتها ، وتسترد بالفعل الوازن المهيب ، ومحال ان تعطى ، لمجرد انك تطلبها..

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى