وجع عاري / جروان المعاني

وجع عاري
ليدي ليلى سفينة تركية تحمل مساعدات للغزاويين دخلت بعض حمولتها والبقية تنتظر، لقد كان دخول المساعدات شرطا لتطبيع العلاقات بين تركيا واسرائيل، غير ان فرحة اهل غزة بانتصار تركيا لهم، لم تكتمل فقد اصيب العشرات منهم بالتسمم ومع كرهي ( للفسيخ ) غير انها عادة لا نمتلك منعها كطقس من طقوس العيد.
في نصف نهائيات امم اوروبا كان حزني كبير لخسارة الطليان امام المانيا وفرحي كبير لخسارتها امام الفرنسيين، والسر وراء فرحتي لفوز فرنسا ليس عشقي لكرة القدم بل لمبادرتها من اجل حل القضية الفلسطينية على اساس الدولتين والتي رفضها نتنياهو لانها تضع شروطا مسبقة على اسرائيل .
في اسرائيل يقول بيريز في مقابلة نشرتها اليوم يديعوت احرنوت، نستعمل الضمير (نحن) عندما يكون الانجاز ايجابيا و(انا) عند الاخفاق والفشل ويركز كثيرا على استخدام كلة الاخلاق ومن يقرأ المقابلة سيشعر بغثيان يفوق ما شعر به الغزاويين بعد تسممهم من الفسيخ، ثم يكتمل الغثيان بعد سماع كلمات الرئيس السيسي وهو يتحدث في دار الاوبرا عن مكانة مصر الدولية وان على المصريين ان لا ياكلوا او يناموا لتحقيق مكانة مرموقة لمصر دوليا .
للاخلاق مترادفات عديدة كلها تضيع معالمها عند الحديث عن الواقع العربي وما يعيشه من تفكك اجتماعي وارتباك امني فلا تدري مع من تتعاطف، اتتعاطف مع الاسد الخائف الذي يصلي العيد بجحره قبل موعد العيد، ام مع اهل الكرادة والمجزرة التي مرت كحالة اعتيادية واختناق ملكة جمال العراق التي تظاهرت احتجاجا على تفجير المجمع التجاري، ام اتعاطف مع محاولة تفجير قبر النبي محمد عليه السلام، فاعود لمعنى الاخلاق عند بيريز وشكر اسرائيل لداعش وايران على انجازاتهم على مساحة الوطن العربي الممزق وهنا ما فائدة تعاطفي من عدمه؟ .
ترى ما الذي يريده صناع داعش والموت في بلاد العرب؟ ولن اسأل من هم، فقد بات الامر مفضوحاً، ان كانوا يريدون النفط فهو لهم، وان كانوا يريدون جعل اسرائيل القوة الوحيدة في الشرق فقد حصلوا عليه، وان كانت غايتهم اذلال الانسان في البلاد العربية فاني أؤكد بانهم قد حققوا غايتهم فالكرامة صارت كما مفهوم الاخلاق عند بيريز بطل مجزرة قانا، ماذا تريدون بعد .
تكاد جعبة الكلمات تنتهي برغم 6ملايين و200الف كلمة حاولت تشخيص اسباب ودوافع بلير دخول الحرب الثلاثينية على العراق، وتكاد الشوارع العربية تتفق ان العيد باهت وان الحج القادم للكعبة يجب ان تسبقه اجراءات امنية مشددة حتى لا تتكرر مأساة تدافع الحجاج والتي تؤكد عدة جهات انه فعل متعمد يمكن ان يتكرر وبشكل ابشع في حال تمكن الارهابيين من التغلغل بين الحجاج .
نتفق جميعا ان الموت والتهجير والتخريب في بلاد العرب لا يحرك الضمير العالمي في حين ان مقتل طالب ايطالي في مصر يهدد بحرب متجددة ضد مصر وبقية البلدان الامنة نسبيا، وحادثة طعن مستوطنة يمكن ان تتسبب بحرب اهلية بين الفصائل الفلسطينية، ومباراة كرة قدم يمكن ان تلغي المبادرة الفرنسية للسلام وتوقف المد السعودي الموعود للاردن التي رسمت المستقبل عليه، وواقع الحال يقول ان العالم يمكن ان يسمع لتركيا ولن يلتفت لمصر السيسي، ولا يعنيه من امرنا شيء حتى لو استنكر وشجب وسيبقى وجعنا عاري لا يستر عورته حزننا .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى