من كل بستان زهرة

من كل #بستان ز#هرة

ماجد دودين

لا ينبغي أن تطلب لحاسدك عقوبةً أكثر ممَّا هو فيه فإنه في أمرٍ عظيمٍ متَّصلٍ لا يرضيه إلَّا زوال نعمتك، وكلَّما امتدَّت امتدَّ عذابُه فلا عيش له، وما طاب عيش أهل الجنَّة إلَّا حين نُزع الحسد والغِلُّ من صدورهم، ولولا أنه نُزع تحاسدوا وتنغَّص عيشهم. “صيد الخاطر” لابن الجوزي.


إذا اشتملت على اليأس #القلوب … وضاق لما به الصّدر الرّحيب

مقالات ذات صلة

وأوطنت المكاره واطمأنّت … وأرست في أماكنها #الخطـــــــــوب

ولم تر لانكشاف الضّرّ وجها … وقد أعيا بحيلته الأريـــــــــــــب

أتاك على قنوط منك غوث … يمنّ به اللّطيـــــــــف المستجيـــب

فكلّ الحادثات وإن تناهت … فمقرون بها فــــــــرج قريـــــــــــب


المال إن لم ينفع صاحبه ضرَّه ولا بدَّ، وكذلك العلم والملك والقدرة، كلُّ ذلك إن لم ينفعه ضرَّه فإنَّ هذه الأمورَ وسائلُ لمقاصدَ يتوصَّل بها إليها في الخير والشرِّ، فإن عُطِّلت عن التوصُّل بها إلى المقاصد والغايات المحمودة تُوُصِّل بها إلى أضدادها، فأربحُ الناس مَن جعلها وسائلَ إلى الله والدار الآخرة، وذلك الذي ينفعه في معاشه ومعاده، وأخسرُ الناس مَن توصَّل بها إلى هواه ونيلِ شهواته وأغراضه العاجلة فخَسِر الدنيا والآخرة. «عدَّة الصابرين» لابن القيِّم


ألا إنّ إخوان الصّفاء قليل … فهل لي إلى ذاك القليل سبيل

قس النّاس تعرف غثّهم وسمينهم … فكلّ عليه شاهد ودليل


من أراد أن يكون أقوى الناس فليتوكل على الله تعالى، ومن أحب أن يكون أكرم الناس فليثق بالله تعالى، ومن أحب أن يكون أغنى الناس فليكن بما في يد الله أوثق منه بما في يديه، ومن أحب بقاء جميع ذلك فليشكر الله تعالى دائماً.


قد عجز من لم يعدّ لكلّ بلاء صبرا، ولكلّ نعمة شكرا، ومن لم يعلم أن مع العسر يسرا.


من أعطي أربعا لم يعدم أربعا: من أعطي الشّكر لم يعدم المزيد، ومن أعطي التوبة لم يعدم القبول، ومن أعطي الاستخارة لم يعدم الخيرة، ومن أعطي المشورة لم يعدم الصّواب.


اشكر ولا تكفر تزد نعمة … واتل مقالا من حكيم مجيد

لئن شكرتم لأزيدنّكم … وإن كفرتم إنّ عذابي شديــــــد


سهّل على نفسك الأمورا … وكن على مرّها صبورا

وإن ألمّت صروف دهر … فاستعن الواحد القديــــرا

فكم رأينا أخا هموم … أعقب من بعدها ســــــــرورا

وربّ عسر أتى بيسر … فصار معسوره يسيـــــــرا


قال عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه: إن صبرت جرت عليك المقادير وأنت مأجور، وإن جزعت جرت عليك المقادير وأنت مأزور.


وللنّفوس وإن كانت على وجـــــــــــــــــل … من المنيّة، آمال تقوّيها

فالمرؤ يبسطها والدّهر يقبضها … والنّفس تنشرها والموت يطويها


إذا طالبتك نفسك برزق غد، فاطلب منها كفيلا بحياة اليوم.


وروي عن الواقدي قال: كان لي صديقان أحدهما هاشميّ [والآخر نبطيّ]، وكنّا كنفس واحدة، فنالتني ضائقة شديدة، وحضر العيد فقالت لي امرأتي: يا هذا، أمّا نحن فنصبر على البؤس والشدّة، وأمّا صبياننا فقد قطّعوا قلبي رحمة لهم، لأنّهم يرون صبيان جيرانهم قد تزيّنوا في عيدهم، وأصلحوا من شأنهم، وهم على هذه الحال، فلو احتلت في شيء نصرفه في كسوتهم. قال: فكتبت إلى صديقي الهاشمي أسأله التّوسعة عليّ بما حضر. فوّجه إليّ كيسا مختوما، وذكر أنّ فيه ألف درهم. فما استقرّ قراره عندي حتى كتب إليّ الصّديق الآخر يشكو إليّ مثل ما شكوت إلى صاحبي. فوجّهت إليه بالكيس كهيئته، وخرجت إلى المسجد، فأقمت ليلتي مستحيا من امرأتي، فلما دخلت عليها استحسنت ما كان منّي، ولم تعنّفني عليه، فبينما أنا كذلك إذا وافى صديقي الهاشمي ومعه الكيس بحاله، وقال:

اصدقني عمّا فعلته فيما وجهت به إليك. فعرّفته الخبر على جهته، فقال: إنّك وجّهت إليّ وما أملك على وجه الأرض غير الذي بعثت به إليك، وكتبت إلى صديقنا أسأله المواساة، فوجّه إليّ بالكيس وهو بختمي. قال:

فتواسينا الألف درهم فيما بيننا أثلاثا بعد أن أخرجنا للمرأة مئة درهم. ونما خبرنا إلى المأمون، فأمر لنا بسبعة آلاف دينار، لكلّ منّا ألفا دينار، وللمرأة ألف دينار.


ولست أرى السّعادة جمع مال … ولكنّ التّقيّ هو السّعيد

وتقوى الله خير الزّاد ذخرا … وعند الله للأتقى مزيــــــد

وما لا بدّ أن يأتي قريب … ولكنّ الذي يمضي بعيـــــــــد


قيل لأعرابيّ: صف الدّنيا. فقال: جمّة المصائب، سريعة النوائب، كثيرة العجائب.


هي الدّنيا تقول بملء فيها … حذار حذار من بطشي وفتكي

فلا يغرركم حسن ابتسامي … فقولي مضحك والفعل مبكي


دخل أبو حازم الأعرج على سليمان بن عبد الملك، فقال له سليمان: ما لنا نكره الموت؟ قال: لأنّكم عمّرتم دنياكم، وأخربتم آخرتكم، فأنتم تكرهون النّقلة من العمران إلى الخراب. قال: فأخبرني كيف القدوم؟ قال: أمّا المحسن فالغائب أتى أهله مسرورا، وأمّا المسيء فالعبد الآبق يأتي مولاه محزونا. قال: فأيّ الأعمال أفرض؟ قال: أداء الفرائض مع اجتناب المحارم. قال: فأيّ القول أعدل؟ قال: كلمة حقّ عند من تخاف وترجو. قال: فأيّ النّاس أعقل؟ قال: من عمل بطاعة الله.

قال: فأيّ النّاس أجهل؟ قال من باع آخرته بدنيا غيره. قال عظني وأوجز.

قال: يا أمير المؤمنين، احذر ربّك أن يراك حيث نهاك، أو يفقدك حيث أمرك. فبكى سليمان بكاء شديدا، فلما خرج أبو حازم، أنفذ له بمال، فردّه، وقال للرسول: قل له: ما لا أرضاه لك كيف أرضاه لنفسي!؟

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى