من كل بستان زهرة -36

من كل #بستان #زهرة -36 – ماجد دودين

لن تشعر بالسعادة، ما لم يكن لسانك رطباَ بذكر الله تعالى. ولن تعرف الراحة، ما لم تكن صابراً على أقدار الله. ولن تعلو وجهك الابتسامة، ما لم تغز الطمأنينة بالله قلبك. ولن تسبح في حلاوة الإيمان، ما لم ترض بالله سبحانه وما أمر. ولن تدرك طعم الحياة، ما لم تغرس بذور الثقة بالله ثم بنفسك. إذا استشعرت يقيناً هذه المعاني؛ فانطلق على بركة الله تعالى.


عجبت لمن يتفكر في مأكوله، ولا يتفكر في معقوله! فيجنب بطنه ما يؤذيه، ويودع صدره ما يُرْديه.


مالي أرى الناس إذا قرّب إليهم الطعام ليلا ً تكلفوا إنارة المصابيح، ليبصروا ما يُدْخلون في بطونهم.. ولكنهم لا يهتمون بغذاء النفس، بأن ينيروا مصابيح ألبابهم بالعلم، ليسلموا من لواحق الجهالة والذنوب، في اعتقاداتهم وأعمالهم.

مقالات ذات صلة

إن الذي ينشغل بعيوب الآخرين عن عيوب نفسه فقد أخطأ الطريق! … فالله سبحانه وتعالى عندما أرانا عيوبهم، لم يكن ذلك لكي ننشغل بها. بل لأمور عظيمة، منها أن نتذكر نعمة الله تعالى علينا، حيث صرف عنا برحمته هذا البلاء، فننشغل بشكره -عز وجل -.


إذا نظرت جيدا حولك سوف تجد أن التحدي الحقيقي في الحياة هو أن تغيّر نفسك وتصبح الشخص الذي تريد أن تكونه وتستغل طاقاتك الكامنة لتعيش حياة أسعد.


نحن نرى ما لا نريد… ونريد ما لا نرى… فنضيع في سراب ما لا نرى ونفقد قيمة ما نرى… فاحذر أن تفقد قيمة ما ترى.


خلال رحلة حياتك تقابل أشخاصا وأشياء وأماكن وظيفتها فقط مساعدتك في هذه المحطة وليس مصاحبتك طوال الرحلة لذا حان الوقت أن تدعهم وشانهم.


إن لم تكن سعيدا داخليا لن تكون سعيدا خارجيا.. إن لم تكن سعيدا كما أنت الآن لن تكون سعيدا عندما تصبح ما تريد … إن لم تكن سعيدا بما عندك الآن لن تكون سعيدا عندما تحصل على ما تريد … إن لم تكن سعيدا بحياتك الآن لن تكون سعيدا بأيّ حياة.


كل أزهار الغد كامنة في بذور اليوم … وكل نتائج الغد موجودة في أفكار اليوم.


إن الذات السلبية في الإنسان هي التي تغضب وتأخذ بالثأر وتُعاقب بينما الطبيعة الحقيقية للإنسان هي النقاء وسماحة النفس والصفاء والتسامح مع الآخرين.


أوقف سائق إحدى الحافلات حافلته ونزل منها، ثم عاد بعد عدة دقائق ومعه علبة من الحلوى وأعطى كل راكب من الركاب قطعة منها. ولما أجرت معه إحدى الصحف مقابلة صحفية بخصوص هذا النوع من الكرم والذي كان يبدو غير عادي، قال:” أنا لم أقم بعمل شيء يستحق أن أجذب انتباه الصحف، ولكني رأيت وقرأت الكآبة والحزن على وجوه الركاب في ذلك اليوم، فقررت أن أقوم بعمل شيء بسيط يُسعدهم، فأنا أشعر بالسعادة عند العطاء، وما قمت به ليس إلا شيئا بسيطا في هذا الجانب”… كن دائم العطاء تسعد وتُسْعِد من حولك.


استعمل دائما كلمة “من فضلك” وعبارة “جزاك الله خيراً”: هذه الكلمات والعبارات البسيطة تؤدي إلى نتائج مدهشة … فقم باتباع ذلك وسترى بنفسك …ولا بدّ أن تعرف أن نظرتك تجاه الأشياء هي من اختيارك للقيام بهذا الاختيار حتى تكون عندك نظرة سليمة وصحيحة تجاه كل شيء. من اليوم قم بمعاملة الآخرين بالطريقة التي تحب أن يعاملوك بها. من اليوم ابتسم للآخرين كما تحب أن يبتسموا لك. من اليوم امدح الآخرين كما تحب أن يمدحوك. من اليوم أنصت للأخرين كما تحب أن ينصتوا إليك. من اليوم ساعد الآخرين كما تحب أن يساعدوك. بهذه الطريقة ستصل لأعلى مستوى من النجاح، وستكون في طريقك للسعادة بلا حدود.


أنت اليوم حيث أوصلتك أفكارك، وستكون غداً حيث تأخذك أفكارك.


قامت إحدى الجامعات قبل سنوات بعمل دراسة حول “التحدث مع الذات” توصلت من خلالها إلى أن أكثر من 80% من الذي نقوله لأنفسنا يكون على شكل رسائل سلبية تعمل ضد مصلحتنا – وينجم عن ذلك القلق الذي يتسبب في أكثر من 75% من الأمراض مثل ضغط الدم والقرحة والنوبات القلبية.


راقب أفكارك لأنها ستصبح أفعالا… وراقب أفعالك لأنها ستصبح عادات… وراقب عاداتك لأنها ستصبح طباعا وراقب طباعك لأنها ستحدد مصيرك.


باستطاعتنا في كل لحظة تغيير ماضينا ومستقبلنا بإعادة برمجة حاضرنا.


لا تقل لشيء إنه مستحيل لعجزك أنت عنه، وليست القوة في ألاّ تسقط ولكن القوة في أن تنهض كلما سقطت، ولا مستحيل على أهل العزيمة والهمم العظيمة


كبرياء فنان

ذات ليلة عاد الرسام العالمي المشهور “بيكاسو” إلى بيته ومعه أحد الأصدقاء فوجد الأثاث مبعثرا والأدراج محطمة، وجميع الدلائل تشير إلى أن اللصوص قد اقتحموا البيت في غياب صاحبه وسرقوه … وعندما عرف بيكاسو ماهي المسروقات، ظهر عليه الضيق والغضب الشديد …

سأله صديقه: هل سرقوا شيئا مهما.. أجاب الفنان: كلا … لم يسرقوا غير أغطية الفراش …. وعاد الصديق يسأل في دهشة: إذن لماذا أنت غاضب؟ أجاب بيكاسو وهو يحس بكبريائه قد جرحت: يغضبني أن هؤلاء الأغبياء لم يسرقوا شيئا من لوحاتي.


الرد المفحم!

ذهب كاتب شاب إلى الروائي الفرنسي المشهور إسكندر ديماس مؤلف رواية: (الفرسان الثلاثة) وغيرها وعرض عليه أن يتعاونا معا في كتابة إحدى القصص التاريخية..

وفي الحال أجابه (ديماس) في سخرية وكبرياء: كيف يمكن أن يتعاون حصان وحمار في جر عربة واحدة؟! على الفور رد عليه الشاب: هذه إهانة يا سيدي كيف تسمح لنفسك أن تصفني بأنني حصان؟


إِنّي لَتُطرِبُني الخِلالُ كَريمَةً طَرَبَ الغَريبِ بِأَوبَةٍ وَتَلاقي

وَتَهُزُّني ذِكرى المُروءَةِ وَالنَدى بَينَ الشَمائِلِ هِزَّةَ المُشتاقِ

ما البابِلِيَّةُ في صَفاءِ مِزاجِها وَالشَربُ بَينَ تَنافُسٍ وَسِباقِ

وَالشَمسُ تَبدو في الكُئوسِ وَتَختَفي وَالبَدرُ يُشرِقُ مِن جَبينِ الساقي

بِأَلَذَّ مِن خُلُقٍ كَريمٍ طاهِرٍ قَد مازَجَتهُ سَلامَةُ الأَذواقِ

فَإِذا رُزِقتَ خَليقَةً مَحمودَةً فَقَدِ اِصطَفاكَ مُقَسِّمُ الأَرزاقِ

فَالناسُ هَذا حَظُّهُ مالٌ وَذا عِلمٌ وَذاكَ مَكارِمُ الأَخلاقِ

وَالمالُ إِن لَم تَدَّخِرهُ مُحَصَّناً بِالعِلمِ كانَ نِهايَةَ الإِملاقِ

وَالعِلمُ إِن لَم تَكتَنِفهُ شَمائِلٌ تُعليهِ كانَ مَطِيَّةَ الإِخفاقِ

لا تَحسَبَنَّ العِلمَ يَنفَعُ وَحدَهُ ما لَم يُتَوَّج رَبُّهُ بِخَلاقِ


من بَغَى بسِلاح الحَقِّ بُغِيَ عليه بسِلاح البَاطل.


العاقِلُ من ذَكَر الموتَ، ولم يَنسَ الحياة


مَنْ سَاءَ خُلُقُه اجتَمَعَ علَيْه نَكَدُ الدُّنْيَا


لا أَعْلَمُ لكَ مُنْصِفًا إلا عَمَلَك، إذا أَحْسَنْتَه جَمَّلَك، وإذا أتْقَنْتَه كَمَّلَك


تِسْعةُ أعْشَارِ الفَضْلِ في الاعتِرَاف بفَضْلِ الغَير


مَنْ كَرُمتْ نفسُهُ عَلَيه، هَانَتِ الدَّنيَا فِي عينَيه


إذا كنت تحبّ السرور في الحياة فاعتنِ بصحتك، وإذا كنت تحبّ السعادة في الحياة فاعتنِ بخلقك، وإذا كنت تحبّ الخلود في الحياة فاعتنِ بعقلك، وإذا كنت تحبّ ذلك كله فاعتنِ بدينك


عش في الحياة كعابر سبيل يترك وراءه أثراً جميلاً، وعش مع الناس كمحتاج يتواضع لهم، وكمستغن يحسن إليهم، وكمسؤول يدافع عنهم، وكطبيب يشفق عليهم، ولا تعش معهم كذئب يأكل من لحومهم، وكثعلب يمكر بعقولهم، وكلص ينتظر غفلتهم؛ فإن حياتك من حياتهم، وبقاءك ببقائهم، ودوام ذكرك بعد موتك من ثنائهم، فلا تجمع عليك ميتتين، ولا تؤلب عليك عالمين، ولا تقدم نفسك لحكمتين، ولا تعرض نفسك لحسابين، ولحساب الآخرة أشد وأنكى.


كن ملكاً على نفسك!

كان هناك شيخٌ طاعنٌ في السن، يشتكي من الألم والإجهاد في نهاية ِ كل يوم.. سأله صديقه: ما سبب كل هذا الألم الذي تشكو منه؟! فأجابه الشيخ: يُوجد عندي بازان (الباز نوع من أنواع الطيور الجارحة وله حاسة بصر قوية)، يجب عليَّ أن أروّضهما كل يوم.. وكذلك أرنبان، يتعيّن عليَّ أن أحرسهما من الجري خارجاً.. وصقران، عليَّ أن أقودهما وأدرّبهما.. وحية عليَّ أن أحاصرها.. وأسدٌ عليَّ أن أحفظه دائماً مُقيَّداً في قفصٍ حديدي.. ومريضٌ، عليَّ أن أعتني به وأخدمه.

قال الصديق: ما هذا كله، لابد أنك تمزح؟ لأنه حقاً من الصعب أن هناك إنسان يرعى كل هذه الأشياء ويعتني بها دفعة ً واحدة! أجابه الشيخ: إنني لا أمزح، ولكن ما أقوله لك هو الحقيقة المُحزنة، ولكنها الحقيقة الهامة: إن البازيْن؛ هما عيناي.. وعليَّ أن أروّضهما عن النظر إلى ما لا يحل النظر إليه، باجتهادٍ ونشاط. والأرنبين: هما قدماي، وعليَّ أن أحرسهما وأحفظهما من السير في طرقِ الخطيئة. والصقرين: هما يداي، وعليَّ أن أدربهما على العمل، حتى تمداني بما أحتاج، وبما يحتاج إليه الآخرون من إخواني. والحيّة: هي لساني، وعليَّ أن أحاصره، وألجمه باستمرار، حتى لا ينطق بكلامٍ مسموم ومعيبٍ ومشين. والأسد: هو قلبي المتقلّب، الذي تُوجد لي معه حربٌ مستمرة، وعليَّ أن أحفظه دائماً، كي لا تخرج منه الشرور والمفاسد.

أما المريض: فهو جسدي كله، الذي يحتاج دائماً إلى يقظتي، وعنايتي، وانتباهي.

إن هذا العمل اليومي يجهدني ويستنفد عافيتي. إن من أعظم المهام والواجبات والمسؤوليات هي أن تضبط نفسك!

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى