متى سنتحدث مع دمشق؟ / عمر عياصرة

متى سنتحدث مع دمشق؟

مع هزيمة جيش خالد بن الوليد التابع لداعش، وقصف فلوله من جهة جيشنا الاردني، يمكننا ان نقول بأن ازمة الجنوب السوري انتهت امنيا وعسكريا بنسبة كبيرة.
بالمقابل، تسيطر دمشق على كل الجنوب السوري، درعا والسويداء والقنيطرة، كما انها استعادت نفوذها على معبر نصيب، وعلى الطريق الدولي الواصل لدمشق.
هنا يجب ان نتوقف كثيرا عند مفهوم الواقعية السياسية واعادة تقدير الموقف، وبناء عليه، يجب ان نرسم خطوط حركتنا القادمة تجاه ما كان يعرف “بالازمة السورية”.
من جهة، علينا وضع خطة لإعادة اللاجئين الى بلادهم، فلا نركن لنرجسية الطواعية التي التي تشدق بها الوزير الصفدي، فما يقوم به حزب الله من اعادة للاجئين في لبنان، طريق يمكن الاستفادة منه.
قبل ذلك، والاهم منه، يجب علينا ان نتحدث مع دمشق مباشرة، والاشتباك معها سياسيا، فمع اهمية خطوطنا المفتوحة مع موسكو، الا ان دمشق اجدى نفعا، واكثر مباشرةً.
دمشق أقوى من ذي قبل، اكثر خصوبة وفائدة، فإلى جانب سيطرتها العسكرية على كثير من المناطق، والجنوب منها، بدأت سيناريوهات تقسيم سوريا الى مناطق نفوذ دولي واقليمي تتراجع لمصلحة الحالة المركزية.
علينا فتح خطوط اتصال، نحطم من خلالها تلك الرسوبات الرابضة في عقل دمشق تجاه موقفنا من الازمة، ونبدد بها منطق الثأرية الذي تراكم طوال السبع سنوات.
ولنحاول التركيز على الايجابي في الازمة السورية، فقد رددنا دائما اننا مع الحل السياسي، ومع وحدة التراب السوري، ولندافع عن تورطنا في بعض المساحات، بقاعدة قهرية الازمة وطبيعتها الدولية والاقليمية.
لا أعرف كم سيتردد السوريون في فتح الخطوط السياسية معنا، ولا ادرك كم سيكون لعامل غضبهم من دور، لكن ما افهمه ان دمشق كما عمان، كلاهما، بحاجة لبعضهما البعض اليوم اكثر من اي وقت مضى.
اعتقد ان الدولة تفكر بالمسألة بجدية، يجب ان لا تتردد، وان تختار طاقما مناسبا لذلك، عليها اختراق الخجل السياسي، ودخول سوريا من بابها، فالبيوت تؤتى الآن من ابوابها.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى