من المستفيد ! ؟ / عبدالكريم ابو زنيمة

تنتشر ظاهرة تجارة وتعاطي المخدرات بأنواعها في كل مساحة الوطن العربي ، والأردن إحدى الدول المصابة بهذا الوباء ، فقد أصبح التعاطي والاتجار بهذا الوباء شيئاً عادياً ، فقد تسمع وأنت سائر في أحد الشوارع أو في أحد الأماكن العامة من يتحدث وبلا خوف أو وجل يوصي صديقاً أو زبوناً بإحضار حبوب أو مادة الكيف له ، وقد وصل الأمر إلى درجة متقدمة من الخطر ، حيث أن المتعاطين لها من الجنسين يملئون الشوارع والمقاهي العامة ومعظمهم دون سن الرشد، وانتشر تعاطي المخدرات بشكل واسع في الجامعات ووصل الأمر إلى المدارس ،وهنا أتساءل :من يقف وراء هذه التجارة ؟!ومن المستفيد النهائي من هذه الظاهرة ؟!
نعلم جميعا أن هناك أسباباً عدة لانتشار وباء المخدرات ، لكن هناك من يقف وراء دعم انتشارها وهناك من سيقطف ثمارها ، ولو عدنا بالذاكرة لسبعة سنوات خلت عندما كان الكثير يصرخ بوجه المسؤولين بأن هناك خطراً يهدد الأردن متمثلا بانتشار المخدرات كان كبار المسؤولين المعنيون يطلون علينا عبر وسائل الإعلام مكذبين هذه الإنباء ومتهمين المحذرين منها بالكذب وتزوير الحقائق ، وكانت معظم إجاباتهم بأن الأردن في أسوأ الحدود هو دولة ممر وليس دولة مقر ! حتى استفحل الأمر وأصبحنا دولة مقر وتعاطي وتجارة ولا استبعد غداً أن نصبح منتجين ومصدرين إن بقي تعاملنا مع هذه الآفة كما هو الآن ! والمضحك المبكي المخزي أنهم لا زالوا يتناوبون ويتبادلون المناصب وينجزون الفشل تلو الفشل !
صحيح أن مسؤولية مكافحة هذه الآفة هي مسؤولية جماعية ابتداء من الفرد ثم الأسرة والمجتمع والدولة ؛ لكن من يقع على عاتقة حمل لواء راية التصدي والمكافحة هي الدولة من خلال ما يلي :
• سن التشريعات الرادعة بحق تجار ومتعاطي ومهربي ومروجي المخدرات وكل من يرتبط بتسهيل نشاطهم .
• تبني برامج إعلامية مسموعة ومرئية تكرس المبادئ والقيم الأخلاقية والدينية وتنمية الفكر الايجابي والسلوك الإنساني وخاصة تلك البرامج الموجهة للأطفال.
• إعادة النظر بمنظومة التعليم بشكل عام والتركيز على مسار التعليم الموجه لسوق العمل الداخلي والمحيط الخارجي ، وإغلاق كافة مسارات التعليم المؤدية لسوق البطالة.
• إعادة العمل بخدمة العلم مع تطوير مفهومها لتوجيه الشباب للعمل المهني ومحاربة ثقافة العيب.
• تشديد الرقابة على المعابر الحدودية وممرات التهريب الحدودية.
هذه قد تكون من وجهة نظري أهم الإجراءات الواجب على الدولة إتباعها لوقف هذا الخطر الذي لا يقل في خطورته عن الإرهاب الذي يضرب ويعيث فساداً في كل أرجاء الوطن العربي ، فكلاهما يصبان في مصلحة العدو الصهيوني المستفيد الأول منهما ، فكما دمر الإرهاب جيوش الدول العربية الرئيسية فان المخدرات ستدمر الجيل العربي بأكمله .
هناك أسئلة تدور في ذهن كل مواطن عربي من أهمها :
• لماذا تتحرك وتستنفر كل الأجهزة الأمنية عندما يتعلق الأمر بكلمة أو جملة قالها مواطن ما بحق صاحب الفخامة أو الجلالة أو السيادة ولا تتحرك هذه الأجهزة بنفس الاهتمام عندما يتعلق الأمر بموت ودمار جيل كامل !
• لماذا لا يستطيع طير في السماء أن يمر عبر الحدود عندما يتعلق الأمر بأمن الدولة الصهيونية في نفس الوقت الذي تمر فيه شاحنات المخدرات بكل حرية وأحيانا بحراسة أمنية عبر الحدود العربية !
• لماذا لا تفتش شحنات كبار المسؤولين عبر الحدود والمطارات في الوقت الذي يجرد المواطن العربي من ملابسه !
هناك الكثير من الأسئلة يود المواطن العربي أن يصرخ بها وهو يرى بكل حسرة أوطانا أصبحت بسطات للمخدرات ونوادي لتجارة البشر ، فمن هو المستفيد يا ترى ؟!!!
عبدالكريم ابو زنيمة

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى