التموضع التركي الجديد / ضيف الله قبيلات

بسم الله الرحمن الرحيم
التموضع التركي الجديد .

من موضع الرغبة التركية بدخول الاتحاد الاوروبي و من موضع تركيا التي ما زالت عضوا في حلف النيتو ، ومن موضع حادثة اسقاط تركيا للطائرة الحربية الروسية و التوتر الشديد بين البلدين اثرها ، جاءت محاولة الانقلاب الفاشلة في تركيا لتجعل من اردوغان يذهب إلى تموضع جديد بعد تأكده من ان ” امريكا اوباما ” هي التي كانت وراء هذه المحاولة الفاشلة . جاء التموضع التركي الجديد سريعا و بالمثل لقي ترحيبا سريعا من ” روسيا بوتين ” .

جاء هذا التموضع التركي الجديد مفيدا لتركيا إذ سهّل لها تدخلا عسكريا في شمال سوريا للعمل بما يمكن ان يمنع اية اعتداءات على الاراضي التركية ثم لدعم الثورة الشعبية السوريه و لتحقيق رغبة تركيا المعلنة منذ بداية الحرب باقامة منطقة عازلة آمنة في شمال سوريا .
عندما ذهب اردوغان لهذا التموضع الجديد مع روسيا لم يكن يعوّل وربما انه فقد الامل بنتائج الانتخابات الامريكية التي لم تكن واضحة آنذاك ، لكن بعد فوز ترامب تفاجأنا بدعوته الصريحة لايجاد مناطق آمنة لللاجئين السوريين داخل سوريا ، الامر الذي رحبت به تركيا على الفور لانه جاء متوافقا تماما مع ما كانت تدعو إليه .
يبدو ان التموضع التركي الجديد قد حالفه التوفيق إذ لحقت به ” أمريكا ترامب ” حين أعلن ترامب عن نيته رفع العقوبات عن روسيا و التدخل في سوريا الامر الذي ازعج ايران و ازعج الاتحاد الاوروبي عدا بريطانيا المنسحبة منه التي ارسلت رئيسة وزرائها إلى تركيا بعد لقاءها ترامب ربما لترتيب عمل مشترك عاجل و سريع في سوريا .
ومن علامات التوفيق التي حالفت التموضع التركي الجديد ذلك الخلاف الذي بدأت ملامحه بالظهور على العلاقات بين روسيا و إيران و ظهر ذلك جليا بتصريح لافروف عندما حاولت إيران تعطيل الاتفاق التركي الروسي لوقف اطلاق النار في سوريا فقال لافروف ” إن دمشق كانت على وشك السقوط لولا التدخل الروسي ” وهذه اشارة واضحة لإيران لمعرفة حجمها الحقيقي و يذكرها بانها كانت عاجزة عن انقاذ بشارها .
يبدو ان الاتحاد الاوروبي صار اليوم وحيدا و بخلاف كبير مع ترامب و تركيا و روسيا و بريطانيا ، كما ان إيران ايضا باتت تشبه الاتحاد الاوروبي في عزلته بعد التقارب الروسي التركي الامريكي البريطاني .

لذلك آرى ان التموضع التركي الجديد كان مهارة سياسية عالية حالفها التوفيق رغم انه جاء لسبب واحد فقط وهو محاولة الانقلاب الفاشلة ، و هذا يعني ان ” تركيا اردوغان ” اضافت اليوم إلى نجاحها الاقتصادي نجاحا آخر سياسيا

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى