الطَاعة…مرض عربي بامتياز…!! / د . حازم حتاملة

الطَاعة…مرض عربي بامتياز…!!
نعم..!
لأن الانسان العربي في مجتمعه , كما نلاحظ ,
ليس له أية قيمة , او حيِز يجد فيه ذاته وكرامته , مهما كان يمتلك من الخبرات الحياتيَة الواسعة ,
وأنه على مستوى الكينونة الفردية مهان ,
لايستحق المدح او الإشادة ,إلَا إذا كان رئيسا أوجاهلا أوغنيَا ,
فالسُلطة والمال , هما اللذان يتحدَثان .
وقد اعتاد هذا الإنسان ان يتلَقى الإهانة من قومه اوبني وطنه او عشيرته ,
لا من اليوم ..!
بل من اليوم الذي أشاحت فيه غزيَة (قوم دريد) سمعها عن نصح دريد لها بمنعرج اللوى (مكان المعركة) ,
فما كان أمامه من خيار – كما هي الغالبية عند العرب – إلا أن يعلن ولاءه للطَاعة فقال:
وما أنا إلا من غزيَة إن غزت وإن ترشد غزيَة ارشد .
هذا الإنسان العربي , سيظل مسلوب الإرادة ,
بلا حقوق , بلا حرية فكرية او مدنيَة ,
لايجرؤ الإنسلاخ عن قومه , وعن عاداتهم وتقاليدهم ,
ولو كانت بالية ,
مما يدل على أن الطَاعة العمياء , هي ظاهرة عربية بامتياز, تستحق الجائزة ,
لأنه – أي الإنسان العربي –
رغم التَحولات الفكرية , والثَقافيَة في العالم ,
مازال صامدا في وجه هذه التَغيرات التي عصفت بالمجتمعات الشرقية والغربية ,
وسيظل على ماهو عليه من الذُل والإنكسار, في مواجهة المستبِد ,
والخضوع لقيم القبيلة وعاداتها وتقاليدها البالية,
ولم يكتف بهذا..!
بل أخذ يعمل جاهدا على تطويع المكتسبات الإنسانيَة , لمفردات مفاهيمه الخانعة .
فمقولة دريد بن الصَمة , وقصَته مع مالك بن عوف سيِد هوازن ,
ستظَل لعنة أبديَة , تأبى الزَوال , تلاحق الإنسان العربي الفرد, مهما حصل على الشَهادات العلميَة ,
واكتسب الخبرات الواسعة, حتى وجد أن الهجرة هو الحلُ الأنجع للتَخلص من هذا المرض المزمن في مجتمعه .
د. حازم حتامله

اظهر المزيد

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى