مكتبة جامعة اليرموك.. نحو خُطى العالمية

مكتبة جامعة اليرموك.. نحو خُطى العالمية
يحيى القضاه

أنشئت مكتبة جامعة اليرموك، مع انطلاقة الجامعة عام 1976، وتلخصت رسالتها ورؤيتها، وأهدافها، في خدمة البحث العلمي، والطلبة، والأكاديميين، والمجتمع المحلي، والعديد من محطات خدمة العلم والمعرفة، وفي حقيقية الأمر، إن تقييم أداء المكتبة مرتبط بالعديد من الاعتبارات، والظروف، داخل جامعة اليرموك بشكل خاص، وواقع البحث العلمي والتعليم العالي في الأردن بشكل عام، فعلى الرغم من مرحلة الانكفاء والتراجع في مسيرة التعليم العالي والبحث العلمي في الأردن، نتيجة العديد من السياسات؛ كغياب الرؤية الحكومية الواضحة في دعم قطاع التعليم العالي ، وما نتج عنه من ظروف مالية صعبة تمر فيها الجامعات الحكومية الأردنية، بالاضافة، إلى عدم الاهتمام بالبحث العلمي، والباحثين والأكاديميين الأردنيين بالشكل المأمول، وغيرها الكثير من الأمور التي تتطلب إعادة النظر من قبل صانعي القرار في الدولة الأردنية إزاء التعليم العالي.

وعليه، إن مكتبة جامعة اليرموك، وعلى الرغم من الظروف المالية الصعبة التي تعاني منها الجامعة، وضعف وقلة الامكانات المتاحة، رفعت من مستوى ونوعية، وكمية، الخدمات التي تقدمها، فيشار اليها حاليا، في العديد من المنجزات الوطنية، التي تحققت في الأوانة الأخيرة، ويمكننا الإشارة إلى جملة من هذه الانجازات، ففي مجال خدمات المبنى، تم افتتاح قاعتين للدراسة الجماعية، وافتتاح قاعة أخرى مجهزة للرسم خاصة لطلبة كلية الفنون وقسم العمارة، بالاضافة إلى افتتاح قاعتين للمداولة الدراسية يدرس فيها طالب متقدم طلاباً مبتدئين، وافتتاح مصلى للطالبات، وتوفير دورات مياه، بعدما كانت المكتبة من غير دورات للمياه.

أما في مجال الخدمات المكتبية، فهنالك جملة من الانجازات، أبرزها؛ تمديد دوام المكتبة لساعات أطول، وتشغيل خدمة wifi في المكتبة، وتفعيل مدرج فايز الخصاونة أمام نشاطات الطلاب، والغاء الموانع أمام أفراد المجتمع المحلي من دخول المكتبة، وإتاحة الوصول إلى قواعد البيانات من غير سقوف عليا ومحددة، لا سيما من خارج الحرم الجامعي، أمام طلبة مرحلة البكالوريوس والدراسات العليا.

مقالات ذات صلة

أما في مجال النشاطات الثقافية، يمكننا القول أن مكتبة جامعة اليرموك، كانت رائدة العمل الثقافي، خلال المرحلة القصيرة الماضية، ويتضح ذلك من خلال إقامة معارض الكتب ، ومناقشتها، مع المؤلفين والباحثين، والأكاديميين، وإقامة معارض الرسم، والتصوير، للفنانين من المجتمعين الجامعي والمحلي، بالاضافة، إلى تأسيس ناد سينمائي في المكتبة لعرض الافلام ومناقشتها، بالتعاون مع الهئية الملكية للأفلام، وإقامة الأمسيات الموسيقية، وتأسيس “نادي القرّاء الشباب” لتشجيع الشباب على القراءة، والتعاون مع مؤسسات المجتمع المدني المحلية الرسمية وغير الرسمية، بالاضافة إلى تبني مقترحات الطلبة والزائرين في اقامة الفعاليات والنشاطات والندوات والمحاضرات الثقافية، مما أدى إلى مضاعفة أعداد رواد المكتبة ، بحيث زاد عدد رواد المكتبة ما يزيد عن نصف مليون زائر، خلال الأشهر القليلة الماضية.

وأخيراً، إن ما تحقق من منجزات كثيرة وكبيرة، في العديد من المجالات في مكتبة جامعة اليرموك، يعد مرحلة وطنية هامة في تاريخ الجامعة، ونواة رئيسية في الريادة، والتميز، رغم كل التحديات والظروف، فمكتبة الجامعة هي الوجدان الحقيقي، والهوية الصادقة في نفوس الطلبة والباحثين والأكاديميين، والمثقفين من أبناء المجتمع المحلي، وأعتقد أنه ما زال أمام رئاسة الجامعة، وإدارة المكتبة وموظفيها الكثير من محطات الانجاز والابداع القادمة، لا سيما في مجال توفير كافة مصادر المعلومات للطلبة والاكاديميين والباحثيين في مجالات البحث العلمي المتنوع والمتجدد.. وبهذه الخُطى تسيرُ مكتبة جامعتنا الحبيبة بإدارتها، ورسالتها، وأهدافها نحو العالمية.

اظهر المزيد

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى