أزمة الخدمات في الزرقاء!!!

تعاني مدينة الزرقاء من نقص حاد في الخدمات والمياه ، وتنهال الاتهامات على أصحاب القرار في المدينة او المحافظة ككل ، وهذا امر منطقي ؛ اذ ان لكل سبب مسبب، لكن النشاز في هذا الأمر ان نحمل المسؤولين الحاليين تراكمات الأخطاء السابقة ، والتي نتجت عن تقصير متراكم لأصحاب القرار وبنسب متفاوتة ، وهذا لا يعني إعفاء المسؤولين الحاليين من مسؤولياتهم.
الزرقاء التي تربطها بالعاصمة عمان صلة الرحم من الدرجة الأولى؛ حيث قربها الجغرافي الذي لا يتعدى نحو (20) كم ، واحتضانها لثلث العمالة في عمان من كل الطبقات الوظيفية ، من العامل وحتى الوزيرهم من رحم الزرقاء التي تعاني من نقص حاد في الخدمات، وبغض النظر عن الأسباب إلا ان هذه الظاهرة كانت ولا تزال ملاصقة لهذه المدينة ، التي تنتظر ان يأتيها الفرج بأمر كان مفعولا ؛ لكي تشد رحالها نحو نهضة حقيقية ،وعيش كريم ، ولو بالأمر اليسير أسوة بجارتها اللصيقة عمان التي تعيش حالة ترف خدماتي بينما تعاني الزرقاء من إهمال خدماتي متراكم .
قبل اسابيع عانى المواطنون من حالة غير مسبوقة من إنعدام النظافة ، وتكاثر الحشرات ،والتي صاحبها حالة من التململ والضجر في المدينة ، فانهالت الشكاوي وارتفعت الأصوات ،وانبرت الأقلام المنادية بالالتفات الى هذه المدينة المنسية من قاموس الحكومة ، ولمعالجة الوضع البيئي غير المقبول وغير المعقول ، لمدينة باتت وكأنها شبه مهجورة وبلا خدمات، وما ان كادت تهدأ الأصوات قليلا لتطفو على الساحة من جديد حالة من الفوضى والضجيج الهستيري نتيجة نقص المياه للعديد من الأحياء السكنية.
الوضع بالزرقاء لا يقبله عقل ولا يقره منطق، ولا يتحمله بشر ، وان أحدا لن يستطيع تحميل المواطن الزرقاوي المغلوب على امره مسؤولية ردود فعلهم الأرعن ، فكل اصحاب القرار هم شركاء بالمسؤولية ، ويتحملون مسؤولياتهم الوظيفية والأخلاقية أمام المواطن المكلوم ، قبل ان تكون امام خالقهم.
ايها المسؤولون في الزرقاء : لن نعفي احدا منكم ، فالمسؤول اما ان يعمل ويواصل الليل بالنهار لحل مشاكل الزرقاء ، وإما ان يتنحى او يُنحى ، وعلى رأس الدولة إعفاء هذا المسؤول اوذاك ، ان كان لا يتق الله في رعيته، ولا يحسن أداء الأمانة الموكولة إليه.
لن اجامل أصحاب القرار على حساب ضميري ، ولن أبيع قلمي لإرضائكم ، فالتقصير يلازمكم أينما كنتم ، الى ان تحل مشاكل الزرقاء بكامل مشكلاتها، وحسب الأولوية ، فلسنا بالقرون الوسطى ، ولسنا نعيش في أكناف دولة عصابات فاقد ة لهيبتها ، فنحن في مدينة الزرقاء التي لا تبتعد سوى القليل من الكيلومترات عن العاصمة عمان ، وتحت ظل الراية الهاشمية.
فالزرقاء امانه في اعناق كل اصحاب القرار؛ بدءا برئيس الوزراء ، ومجلس الوزراء، وانتهاء بالمحافظ ، ورئيس البلدية ،ومدراء الشرطة وسلطة المياه والصحة والأشغال.
الا يكفي الزرقاويون انهم يعيشون حالة من التلوث البيئي منذ عقود؟
الا يكفي تحملهم لمياه المجاري التي غمرت معظم شوارع الزرقاء لأكثر من عقدين كاملين؟
الا يكفي المدينة التي تعيش شبح البطالة ،والجريمة المتزايد ،ومأوى العصابات الإجرامية، وأصحاب السوابق والمخدرات، ولم تجد الرادع الأمني حتى اللحظة؟
الا يشفع لمدينة الجند ،ومدينة العمال والتجار ، والتي منها تخرج العشرات من الأطباء المرموقين ، والمهندسين البارعين ، والأدباء وكبار الكتاب ،و الناشطين بكل الميادين ،علاوة على بعض الوزراء، والرتب العسكرية ، وخرجت أعلاما من أعلام هذا الوطن، ورموزا يشار لهم بالبنان.
الا يشفع لهذه المدينة المظلومة، ان تحظى ولو باليسير من اهتمام كبار المسؤولين في الدولة وأصحاب القرار؟؟
والله لن نعفيكم من التقصير ، ولن يكف قلمي ولا اقلام الشرفاء عن نقد المقصرين منكم ، لأنها امانة امام الله والتاريخ، وسيعلم الذين ظلموا اي منقلب ينقلبون.

———————
محمد ابو خليفة
radesonsas@yahoo.com

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى