مفاعل ديمونا الإسرائيليّ يبحث عن أماكن بديلة لدفن الإشعاعات التي قد يؤدّي تسّربها بسبب هزّةٍ أرضيّةٍ إلى قتل الملايين

كشفت صحيفة (هآرتس) العبريّة، في عددها الصادر اليوم الاثنين، كشفت النقاب عن أنّ مفاعل ديمونا يقوم بفحص عدّة أماكن لدفن النفايات النوويّة الصادرة منه، وذلك في مناطق مُعينّة من أنحاء الدولة العبريّة، لم يتّم الكشف عنها، وأضافت أنّه بالإضافة إلى موقع الدفن الذي يعمل اليوم قرابة المفاعل، فإنّ المسؤولين يفحصون إمكانية دفن الإشعاعات النوويّة في المنطقة الشماليّة-الشرقيّة من النقب.

ولفتت الصحيفة إلى أنّه تبينّ من تقريرٍ بحثيٍّ، نُشر على موقع المعهد الجيولوجيّ أنّه في مفاعل ديمونا طلبوا في السنتين الأخيرتين البحث عن أماكن أخرى لدفن النفايات الإشعاعيّة، ولفتت إلى أنّه جاء في التقرير أنّ عددًا من الدول تقوم بدفن هذه المواد النوويّة في أماكن عميقة تحت الأرض، وأنّ هدف التقرير الحالي، قالت الصحيفة، هو البحث عن أماكن دفن للإشعاعات النوويّة في جنوب إسرائيل، على حدّ تعبير التقرير.

يُشار إلى أنّ المفاعل النوويّ الإسرائيليّ في ديمونا أصبح قديمًا بعد قرابة نصف قرن على إنشائه، بحيث تآكلت جدرانه العازلة، وهو ما قد يؤدي إلى تسرب بعض الإشعاعات من المفاعل، الأمر الذي قد يحدث أضرارًا بيئية وصحية كبيرة لسكان المنطقة، وهذا الإشعاع يسبب أضرارًا بالمبنى لأنّ النيترونات تنتج فقاعات غازية صغيرة داخل الدعامات الخرسانية للمبنى، وهو ما يجعله هشًا وقابلاً للتصدع، هذا إلى جانب الأخطار الناتجة عن التجارب النووية التي تنفذ فيه.

 وبحسب التقارير الأجنبيّة، فإنّ البنية المعدنية التي تغلف المفاعل تآكلت بسبب مستوى الإشعاعات العاليّ، وذلك حسب الخبير النووي الأمريكيّ هارولد هارو، والذي لم يستبعد حدوث انهيار في المفاعل في أية لحظة، وأعد هارولد تقريره بعد حصوله على وثائق من داخل المفاعل، وكذلك صور التقطتها طائرة تجسس روسية في العام 1985، تُعطي دلالات على حدوث تسرب إشعاعات كبير وقارن بين غياب المساحات الخضراء التي تلاشت من المنطقة المحيطة بالمفاعل وبين ظاهرة مماثلة في منطقة هانفورد النووية القريبة من واشنطن.

وبحسب الخبراء، يُشكّل مفاعل ديمونا خطراً بيئيًا حيث أنّ الغبار الذري المنبعث منه والذي يتجه نحو الأردن يمثل خطرًا بيئيًا وبيولوجيًا، كما من المتوقع في حال انفجاره قد يصل الضرر الناتج عنه لدائرة نصف قطرها قد يصل إلى قبرص وبنفس هذه المسافة في دائرة حوله. وكُشف مؤخراً عن الكثير من حالات الإصابة بالسرطان في صفوف المواطنين الفلسطينيين في المناطق المجاورة مثل مدينة الخليل. علاوة على ذلك، أفادت التقارير، أنّ المملكة الأردنيّة الهاشميّة تُواجه خطرًا حقيقيًا من احتمالية وجود تسرب إشعاعي للمفاعل وثلاثة مختبرات ومسارعات نووية في منطقة بئر السبع تحديدًا، وقد كُشف النقاب مؤخراً عن قيام وزارة الصحة الإسرائيلية بالتعاون مع وزارة الأمن الإسرائيليّة بالتوصل إلى نتيجة تفيد بانتهاء العمر الافتراضي لـ17 مصنعًا كيميائيًا وعدم وجود التحصينات الكافية لمواجهة الآثار الزلزالية المتوقعة في المنطقة.

بالإضافة إلى ذلك، كشف تقرير أعدّته القناة الثانية للتلفزيون الإسرائيليّ، كشف النقاب عن أنّ العشرات من عمال المفاعل النووي ماتوا تأثرًا بالسرطان في وقتٍ ترفض فيه إدارة المفاعل والحكومة الإسرائيليّة مجرد الربط بين إصابتهم، ومن ثَم موتهم، وبين إشعاعات متسربة. كما أنّ المحاكم الإسرائيلية تنظر الآن في أكثر من 45 دعوى قضائية تقدمت بها عائلات المهندسين والخبراء والفنيين العاملين في المفاعل النووي في ديمونا بصحراء النقب، بسبب تفشي الإصابة بالسرطان خلال السنوات الأخيرة بعد اختراق الإشعاعات النووية لأجسادهم.

وقد طالبوا في الشكاوى المقدمة بسرعة صرف تعويضات عاجلة تقدر بنحو 50 مليون دولار نتيجة الأضرار التي لحقت بهم خلال سنوات عملهم. وقد تسّربت تقارير غربّية استخباراتية تقول: إنّ الإشعاعات المتسّربة من مفاعل ديمونا في صحراء النقب ستُهدد حياة حوالي 20 مليون شخص من دول المنطقة، فالتلوث يصيب الإنسان، المياه، التربة والهواء ، فالمسافة بين مفاعل ديمونا والحدود الأردنية 15 كم ولا تبعد سوى بضع دقائق طيران وأقل من ساعة بالسيارة. وبحسب التقارير الأجنبيّة، خطورة المفاعل تكمن في إنتاجه بشكل عام لأنّ إنتاج كل كيلو غرام واحد من البلوتونيوم يولد 11 لترًا من النفايات السائلة السامة والمشعة، ولا توجد معلومات مؤكّدة عن أماكن دفنها.

 ولا يُستبعد أنْ تتخلص إسرائيل من تلك النفايات في الأراضي الفلسطينية أوْ في البحر، وقد كشفت عدة محاولات لها للتخلص من المواد الخطرة عن طريق دفنها في المناطق الفلسطينية. والنفايات النووية الإسرائيلية تشكل خطرًا على المصريين فهي مدفونة بالقرب من الحدود المصرية فوق بحر من المياه الجوفية.

وكان التقنيّ السابق في مفاعل ديمونا، مردخاي فعنونو، قد كشف للإعلام بعض من أسرار البرنامج النووي الإسرائيلي، وقال إنّ حدوث هزة أرضية سيؤدي لتصدّع المفاعل النووي الإسرائيلي في ديمونا الذي تجاوز عمره خمسين عامًا، وسيتسبب بتسرّب إشعاعات نووية تهدد الملايين في البلدان العربية المجاورة، وتابع قائلاً إنّه يجب على الأردن إجراء فحوص طبية لسكانه المقيمين في المناطق القريبة من الحدود مع إسرائيل لمعرفة مدى تأثرهم بالإشعاعات وتوزيع الأدوية الضرورية عليهم كما فعلت إسرائيل مع سكانها المقيمين قرب مفاعل ديمونا، لأنّ مداخن المفاعل لا تعمل إلّا عندما تكون الرياح في اتجاه الأردن، كما قال.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى