بؤس العرب وفقرهم مسؤولية نخبهم

#بؤس #العرب وفقرهم #مسؤولية نخبهم

#بسام_الياسين

في #مؤشر_البؤس_العالمي الذي صدر مؤخرا،اربع #دول_عربية تصدرت القائمة ،فيما دول اخرى تقف على الحافة،وواحدة عملتها آيلة للسقوط .

على الضفة المقابلة، يتصدر #الاثرياء_العرب،جُلهم ساسة متنفذون، مسؤوليين كبار من كافة الاوزان والاحجام،قائمة الاكثر ايداعاً للاموال في بنوك الملاذات الامنة،الصادمة بحجم الثروات المنهوبة،والمهربة في غفلة من الشعوب.العربية.يحضرني هنا، قول سيدنا علي :ـ ما جاع فقير الا بما مُتع به غني.

المثير في الامر ان #الفقراء ،يتملقون سراقهم الاغنياء،للحصول على ما يقيم أَودهم ويعينهم على البقاء احياء.الاطعام بالتنقيط،كما يحدث مع شبه الاموات في غرف العانية الحثيثة بالمستشفيات.الاكثر غرابة انك لا تجد في هذا المناخ المسموم. برلماناً،صحافة،حزباً يطالب بحقوق العامة، او استرداد الاموال المنهوبة او محاولة رد النوازل النازلة على رؤوس الناس بل دورهم محاباة الانظمة والتغابي عن ما يجري من جرائم على مدار الساعة .

ما يؤسف له، ان الكل منخرط في اللعبة ضد الامة،حيث مارست النخب العربية اقصى انواع القمع والاستبداد للهيمنة واخراس الالسنة .بهذا المعنى اصبحت السياسة وسيلة لارتكاب الموبقات والمحرمات،وابعاد القوى المخلصة الامينة تحت ذرائع شتى،للانفراد بالساحة والتفرد بامتلاك الثروة والسلطة، لكي لا يجرؤ احد على رفع رأسه ولا ينبس ببنت شفة. ما يوجع القلب اكثر، ويَسمّ البدن ، استزلام بعض النخبويين،وتطاولهم على المال العام بشكل جائر من دون محاسبة ولا حتى مُساءلة،ما ادى الى تراكم الاموال بيد قلة،و ولدّ فقراً،جوعاً قاتلاً،امراضاً مستعصية،جهلاً بين صفوف المتعلمين،ضعف تنمية انعكست على ميزانيات الدول،فتدنت المداخيل وشحت السيولة،حتى اصبح ما يزيد على ثلث سكان الوطن العربي يعانون من الحرمان.

لتكتمل المسرحية السوداء،ولاجل تنفيس الاحتقان الشعبي،تكرمت النخب المترفة،القابضة على السلطة والثروة، بديمقراطيات شكلية فارغة المحتوى،تجلت بمجالس نيابية مزورة،في دواخلها معارضات هشة،وهوامش ضيقة من الحرية مقيدة.لهذا الجو الملوث نقول دون مواربة او مراوغة،لا معنى لديمقراطية جرى هندستها في الاقبية،،ولا فائدة من حقوق انسان زائفة،وكاذبة كل شعارات العدالة الاجتماعية المفرغة، مع انتشار عادة التسول بصورة لافتة،و شيوع الفقر رأس الكبائر قرنه رسول البشرية، سيدنا محمد صلوات الله عليه بالكفر حينما قال :ـ ” اعوذ بالله من الكفر والفقر……..”. الحق اقول،ثروات العرب لا ينعم بها سوى النخب وازلامهم، والبقية تحلم بالهجرة او مغامرة قوارب الموت واما باطن الارض خير من ظاهرها.ولا عجب من تنامي حالات القتل والانتحار.

لنتكاشف بصوت عالٍ،ان المؤشرات كلها،تشي بافول نجم العرب،ما لم يتداركه العقلاء فالتقهقر اصبح سمة واضحة عربية،وتجليات الانحدار الاخلاقي لا تخفى على اعمى،والسلوكيات المعادية للمجتمع بانماطه المختلفة،اصبحت ظواهر مستقرة.هذا يعود ـ برأيي الشخصي ـ ولما سلف من اسباب، لغياب القدوات الاجتماعية والقيادات السياسية،بعد ان جرى مسخ الكبار وتقزيمهم،ونفخ الصغار وعملقتهم.وما هذه الا مؤشرات على الانهيار الكبير.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى