معط المناسف كارنا

معط #المناسف كارنا
يوسف غيشان
أكاد أتخيل الكون بأكمله مثل على شكل شوال #جميد سقط من فوق ظهر بهيمة أعرابي أهوج فوق جرف ساحق، فما كان من زعاميط الجميد إلا أن توازنت وتجاذبت وتنافرت فتخلّقت #سحابة_كونية من الجميد، تناثرت فيها المجرات والشموس والكواكب، وشرعت تدور حول ذاتها وحول زر الجميد الأكثر كثافة منها …. وكان كوكبنا الأرضي هذا، أحد رؤوس الجميد الذي نشأت الفطريات فوق سطحة نتيجة للرطوبة والهواء، فكانت البشرية. نحن!!
اخترت الجميد عنوانا لأحد كتبي السابقة لأن المنسف بالجميد هو شبه السلطة الوحيدة الفعالة في الأردن، فهو يحكم ويرسم في #السياسة و #الاقتصاد و #الاجتماع، وفي كامل شؤون الحياة على كامل التراب الوطني.
يتطابش الناس ويسيل الدم وتهدر الأرواح وتنتهك الأعراض، لكن جميع المشاكل تحل على #سدر_منسف مشرب بالجميد.في الترح وفي الفرح وفي المرح يرافقنا الجميد حاكما أوحدا تنحني قاماتنا وهاماتنا من أجل تصنيع كراته… في عملية تمثيل رمزي لتشكل الكون.
نعم إنه ايديولوجيا …. وهو شكل من أشكال الديمقراطية العربية، وهو دائري مثل الديمقراطيات الأوروبية، لكنه يعتمد نظام الطارات: الطارة الأولى للكبار والمسعدين والطارة الثانية لأذنابهم واتباعهم، والثالثة للمصفقين والمنافقين، والطارة الأخيرة للكلاب، وغالبا ما تكون خالية من اللحم.
سبب استمرار الخلافات العربية العربية أن الزعماء العرب لا يجتمعون على المناسف بل على بوفيهات فخمة، مما يجعل اللقاءات غير مثمرة… وحدها اجتماعات وزراء الداخلية العرب هي التي تنجح، بالتأكيد يجتمعون على مناسف ليأكلوا من لحم شعوبهم، وكل واحد يعزم الزملاء لتذوق طعم لحم شعبه المشكوك على نكاشات الأسنان.
وتلولحي يا دالية
ghishan@gmail.com

مقالات ذات صلة

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى